معلومات عن حنظلة بن صفوان

كتابة:
معلومات عن حنظلة بن صفوان

أنبياء لم يذكروا في القرآن الكريم

ذَكرَ القرآن الكريم ثُلةً من الأنبياءِ، وسَّرَدَ قِصَصَهُم، ليؤنسَ بها رسول الله، حيثُ قال تعالى: { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}،[١] فالأنبياءُ عددهم كبير، منهم من قَصَّ القرآن سيرَتَهم، ومنهم لَمْ تُذكر أسماءُهُم، ومنهم من جاءَ ذُكره بالسنةِ الشريفةِ، ولم يرد ذكرهُ في كتابِ الله، والأنبياء الذين ذكروا في لقرآن الكريم يبلغُ عدَدُهم خمسةٌ وعشرونَ نبيًا ورسولًا، وقدّ ورد في القرآنِ قصص أقوامٍ ولم يُذكر نبيهم، وهناكَ من اختلفَ المفسرون في نبوتهِ وسيأتي تفصيل سيرةِ نبيٍّ، لم يأتي القرآن باسمه.[٢]

أصحاب الرس

يُعرفُ أصحابُ الرس بأنهم قومٌ لاَقوا نبيَّهم المرسل بالتكذيبِ، فَأهلَكَهم اللهُ تعالى، ووردَ ذِكرهم في القرآن الكريم في أكثرِ من موضع، حيثُ قالَ تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا* وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا}،[٣] وقال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ}،[٤] وقيل أنّ أصحابَ الرَّسِّ هم أصحاب الأخدود، الذين وردت قِصَتهم في سورةِ البروجِ، وقيلَ هم أصحابُ يس، الذين ذكروا في سورة يس، وقيل هم غير ذلك، وقيل بأنّهم قومٌ من أذربيجان، سموا باسمِ بئرٍ قريبٍ منهم، اسمهُ الرَّسّ، وذلكَ لأنّهم رّسّوا النبي الذي بُعثَ إليهم في البئر، أي دفنوهُ بعد قتلهِ في هذا البئر،[٥] وأرسلَ الله فيهم نبيًا، وهو حنظلةُ بن صفوان.

حنظلة بن صفوان

بَعَثَ الله نبيًا في أصحابِ الرَّسِّ الواردِ ذِكرُهم في القرآنِ الكريمِ، واسمهُ حنظلة بن صفوان، وقيلَ أنّهُ كان يحكمهم ملكٌ عُرِفَ بعدلِهِ، وبعد موتهِ حَزِنوا لذلك، وبعد وفاتِهِ بأيام جاءَهُم الشيطانُ بصورتهِ، وأخبرَهم بأنَّه غاب عنهم لِيَرى حالهم من بعدهِ، ووضع حاجزًا بينهم وبينهُ، وبدأَ يأمرهم وينهاهم على أنّهُ ملكٌ لا يموت، وَسيخلدُ بالحياةِ، فَفَرحوا بهذا، وتَبعوا أوامِرَهُ وَعَبدوه، فَبعثَ الله فيهم حنظلة بن صفوان، لِيُخبرهم بأنّّ هذا الشيطان جاءَ لِيفتنهم عن الحقِ، ونهاهم عن عبادتهِ، وأمرهم بعبادةِ الله وحده، وكانَ حنظلةُ بن صفوان يتلَقى الوحيَّ وهو نائم، وذُكر في مصيرهِ ومآله روايتان:[٦]

  • قامَ قومهُ بقتلِهِ وألقوه في بئرٍ عندهم، فجفَ ماءُ البئر، وأصابهم العطشُ والجوع؛ لِمَا أصابَ أشجارهم من الجفافِ ونقصِ الثمار، وأصابَهُم الدمارُ والهلاك، وتفرقوا حتّى أَنَّهم سَكنوا مساكنَ الوحوش، وأصبحت ديارهم خاويةً على عروشِها.
  • أنَّ أصحابَ الرَّسِّ قاموا بحفرِ بئرٍ وألقَوا فيها حنظلة بن صفوان، ثُمَّ أغلقوا ذلكَ البئر بحجارةٍ صماءٍ، فكانَ هناكَ عبدٌ يأتي إلى تلكَ القريةِ، يحمل حزمةً من الحطبِ ويأتي يَبِيعها في القريةِ، وَيشتري بِثَمنها قوتَ يومهِ، ويأتي على البئرِ، فيفتحُ البئر، ويُقدم لهُ الطعام والشراب، ويغطي البئرَ بعدَ ذلك، حتى جاء يومٌ وهو ذاهبٌ لِيحتطب، فأغشاهُ الله بالنومِ، فنامَ 14 سنة، وكانَ قومهُ خلال هذه السنين قد أخرجوا النبي من البئر وآمنوا به، ومنذُ أَن أخرَجُوه وهو يسأَلُهم عن العبدِ الأسودِ، حتى توفاهُ الله، ففاقَ العبدُ الأسود من نومهِ ظانًا، أنه لم يُطل في نومِهِ، فأخذَ بِحُزمتهِ ليبيعها، فَذَهب إلى البئرِ فلم يجدهُ، وفي حديثٍ مرسلٍ، أخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ هذا العبد الأسود أول من يدخُل الجنة يوم القيامة.

المراجع

  1. سورة النساء، آية: 164.
  2. "الأنبياء والرسل أعدادهم كثيرة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  3. سورة الفرقان، آية: 38،39.
  4. سورة ق، آية: 12.
  5. "قصة أصحاب الرس"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  6. إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية (الطبعة الأولى)، صفحة 263-264، جزء 1. بتصرّف.
3945 مشاهدة
للأعلى للسفل
×