محتويات
حيوان النو
النو أو بما يُعرف بالوحش البري هو حيوان ذو حجم كبير؛ فقد يتراوح وزنهُ ما بين 265 و 600 رطلًا، ويبلغ طولهُ حوالي 4 إلى 5 أقدام، ويتميز برأسهِ وأرجلهِ الكبيرة، مع وجود القرون في أعلى الرأس، ولون جسمهِ الرمادي، ولحيتهِ ذات اللون الأبيض والأسود، وعادةً ما يعيش حوالي 20 عامًا، ولكن بعض من أنواعه تعيش لفترة أطول، كما أنّها تُعدّ من الحيوانات العاشبة التي تتغذى على النباتات فقط؛ لذلك تعيش في شرق أفريقيا في السافانا التي تُعدّ منطقة عشبية كبيرة بها شجيرات وأشجار،[١] وتحديدًا في كينيا، وتنزانيا، وزامبيا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وأنغول في المناطق التي لا تكون رطبة جدًا أو جافة جدًا، وفي التالي سيتم الحديث عن حيوان النو بشيء من التفصيل.[٢]
التكيف البيئي والسلوكي لحيوان النو
يُعدّ حيوان النو من الوجبات المفضلة لدى العديد من الحيوانات المفترسة مثل الفهود، والتماسيح، والأسود، والضباع، والكلاب البريّة الأفريقيّة، ولكن بالرغم من ذلك فإنّ النو يُعدّ حيوان قوي، ويستطيع التصدي لهجمات الحيوانات المفترسة لدرجة التسبب بإصابات كبيرة لها؛ حيث تبلغ سرعته ما يصل إلى حوالي 80 كيلو متر في الساعة أيّ ما يعادل 50 ميلًا في الساعة، كما أنّها تنتشر على شكل مجموعات وليس أفراد، وتقوم الحيوانات الأكبر سنًا بحماية الحيوانات الصغيرة، وتتعاون فيما بينها من خلال التناوب أثناء فترة النوم؛ لحراسة القطيع وحمايتهِ من غزو ليلي محتمل من قبل الحيوانات المفترسة، والجدير بالذكر أن النسور تستهلك حوالي 70٪ من جثث الحيوانات البرية المتاحة التي تكون قد لاقت حتفها أثناء الهجرة، حيث أنّ النسور تقوم بتتبُّع هجرات حيوانات النو؛ لأهميتها كمصدر غذائي، وفي التالي سيتم الحديث عن هجرة حيوان النو.[٢]
هجرة حيوان النو
تُعدّ هجرة الحيوانات البرية حدثًا مستمرًا يحدث كل عام، حيث يهاجر 2 مليون من الحيوانات البرية مثل حيوانات النو، والحمار الوحشي، والغزلان في طريق دائري حول منتزه سيرينغيتي الوطني في تنزانيا، ويكون ذلك بعد هطول الأمطار في الأشهر بين يوليو وأكتوبر، فتعبر هذه الحيوانات نهر مارا العظيم في شمال سيرينغيتي بهدف البحث عن مراعي جديدة في ماساي مارا؛ ولكن بسبب الحركة الفوضوية فإنّ بعضها يعبر، والبعض الآخر قد لا يعبر على الإطلاق، وبعضها قد يلاقي حتفهُ؛ بسبب الإرهاق أو الجوع أو أكلها من قبل العديد من الحيوانات المفترسة على طول الطريق، وفي الفترة من ديسمبر إلى مارس تقريبًا يستقرون في منطقة ندوتو، وخلال موسم الأمطار الرئيس في تنزانيا في الأشهر أبريل ومايو تبدأ القطعان في الانتشار شمالًا، وبحلول يونيو تنتقل القطعان إلى كوجاتيندي ولاماي ويدج،[٣] تحديدًا في مناطق موسم الجفاف استجابةً لنقص المياه السطحية، وتشتمل العوامل التي تؤثر على هجرة حيوان النو وفرة الغذاء، والحيوانات المفترسة، وتوافر المياه السطحية، واحتواء الحشائش على الفسفور والنيتروجين، وفي التالي سيتم الحديث عن تزاوج حيوانات النو.[٢]
تزاوج حيوانات النو
في فترة التزاوج يسعى ذكر حيوان النو إلى توفير أراضي صغيرة تبلغ مساحتها حوالي 3000 مترًا مربعًا أيّ ما يعادل 32000 قدمًا مربعًا، ومن ثم يبدأ بالتنافس على إناث حيوانات النو وجذبها من خلال همهمات، وسلوكيات مميزة، مع حرصهِ على الدفاع عن هذه المناطق الصغيرة عن غيرهم من الذكور، وتتكاثر الحيوانات البرية عادةً في الفترة ما بين مايو ويوليو في نهاية موسم الأمطار عندما تكون حيوانات النو في ذروتها البدنية الجيدة، وتستمر فترة الحمل من 250 إلى 260 يومًا، وعادةً ما يتم الولادة في بداية موسم الأمطار في الفترة ما بين يناير ومارس، ويبلغ وزن العجل، وهو صغير حيوان النو عند الولادة ما يصل إلى حوالي 21 كيلو جرام أيّ ما يعادل 46 رطلًا، وبعد فترة قصيرة من الولادة يصبح بإمكانهِ التحرك مع القطيع، وقد يصل معدل وفيات العجول إلى 50٪ عند وجودها في قطعان معزولة وصغيرة، ولكن قد يصل معدلات بقاء العجول على قيد الحياة إلى أكثر من 80 ٪ عند وجودها في قطعان كبيرة.[٢]
فوائد حيوان النو
يقوم السكان وصيادي اللحوم غير الشرعيين في أفريقيا بقتل حيوانات النو لاستخدامها كمصدر غذاء، حيث تتميز لحومها بالطعم الشهي واحتوائها على العناصر الغذائية المهمة، ويتميز لحم الإناث بأنّهُ أكثر رقة على عكس لحم الذكور الّذي يكون جافًا وصعبًا إلى حدٍّ ما، كما أنّها توفر منتجات مهمة مثل الجلد عالي الجودة، ولكن في ذات الوقت من الممكن أنّ يؤثر وجود حيوانات النو البرية بشكل سلبي على الماشية التجارية والمنزلية؛ وذلك بنقل الأمراض والأوبئة بينها مثل القراد، والديدان الرئوية، والديدان الشريطية، وفي وقتٍ مضى قامت مقاطعة ناتال في جنوب أفريقيا بإصدار العديد من الطوابع التي رُسم عليها صورة حيوان النو، وانتشر العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية التي اشتملت على الحيوانات البرية مثل حيوان النو، وفي التالي سيتم الحديث عن خطر تعرض حيوان النو للانقراض.[٢]
خطر تعرض حيوان النو للانقراض
تتعرض العديد من الحيوانات البرية ومنها حيوان النو إلى التناقص بشكل متزايد في الوقت الحالي، حيث إنّه وفي السنوات الأخيرة أدت المطالب البشرية على المناظر والأراضي الطبيعية إلى بناء الأسوار والطرق حول بعض الأراضي، مما أدى إلى الحد من الهجرة البرية التي تُعدّ عملية بيولوجية لدى حيوانات النو، ومن الأمثلة الأكثر وضوحًا لعواقب بناء السياج على الهجرات الأرضية قيام سلطات بوتسوانان بتسييج آلاف الكيلومترات عبر كالاهاري، مما حال دون وصول الحيوانات البرية إلى أراضي الرعي وثقوب الري؛ فأسفر ذلك عن مقتل عشرات الآلاف من الحيوانات، مما أدى إلى تناقص الحيوانات البرية إلى أقل من 10 ٪ من حجمها السابق، كما يمثل الصيد غير القانوني مصدر قلق رئيس لخطر انقراض حيوان النو، بالإضافة إلى التهديدات الطبيعية التي تشكلها الحيوانات المفترسة.[٢]
المراجع
- ↑ "Wildebeest Lesson for Kids: Facts & Migration", www.study.com, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Wildebeest ", www.wikiwand.com, Retrieved 01-11-2019. Edited.
- ↑ "The Great Wildebeest Migration: What’s it all about?", www.medium.com, Retrieved 01-11-2019. Edited.