محتويات
ما هو داء الأسبست؟
استخدمت مادة الأسبست في المُنشآت والمباني كمادّة عازلة، وفي صفّ الأسطح والأرضيات ما بين السبعينات والتسعينات من القرن الماضيّ، واستبدلت بموادّ أُخرى أكثر أمانًا في الوقت الحاليّ، إلا أنّها مسؤولة عن تشخيص حالات إصابة حاليّةٍ بمرض الأسبست أو داء الأميانت Asbestosis، وهو مرض مُزمن لا علاج له، يُصنّف كإحدى حالات التليّف الرئويّ، وهو مسؤول عن وفاة ما يُقارب 1000 شخص في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة كلّ عام، يتسبّب بحدوثه التعرّض لألياف مادة الأسبست أو استنشاق الغبار المُنبعث منها ودخوله إلى الرئتين، مما يُكوّن ندوبًا على مدار السنين والأعوام، ويُعيق التنفّس والوظائف الرئويّة.
قد يستغرق الأمر عقودًا من التعرّض المُستمرّ لهذه المادّة قبل أن تظهر أعراض المرض على المُصابين، وفي الحقيقة يوجد العديد من الحالات التي يُشخّصها الأطباء الآن ممّن تعرّضوا للأسبست في السبعينات، ورغم التوقّف عن استعماله إلا أنّ عُمّال الهدم وموظّفي التمديدات الكهربائيّة ما زالوا عُرضةً له عند قيامهم بأيّ أعمال في المباني والمُجمّعات القديمة.[١][٢]
ما أعراض الإصابة بداء الأسبست؟
تتراوح المدة الزمنية اللازمة لبدء ظهور أعراض داء الأسبست على المُصاب ما بين 10-40 عامًا من التعرّض للمادّة، وذلك نتيجة تكوّن الندوب في الحويصلات الهوائيّة في الرئة وتصلّبها تدريجيًّا، مما يصعب عليها التمدّد والامتلاء بالأكسجين مع مرور الوقت، وتتضمّن الأعراض كلًّا ممّا يأتي:[٣][٢]
- قصور في النفس.
- تضيّق في الصدر.
- ألم في الصدر.
- سُعال جافّ ومُستمرّ.
- تعجّر الأصابع (Finger clubbing).
- تشوّه الأظافر.
- فُقدان الشهيّة، ونقص الوزن.
- سماع صوت طقطقة في الصدر عند التنفّس.
- الشعور بالإعياء والتعب العام.
ما هي أسباب الإصابة بداء الأسبست؟
كما يُشير اسم المرض فإنّ مادّة الأسبست هي المسؤول الرئيس عن الإصابة به، إذ إنّ أليافها المُنبعثة في غُبارها المُتناثر تلتصق بالحويصلات الهوائيّة في الرئتين عند استنشاقها، مما يُسبّب تهيّجها وتكوّن الندوب فيها، وذلك يُعيق قُدرتها على تبادل الأكسجين والتخلّص من ثاني أكسيد الكربون عند التنفّس، كما أنّ كثرة تكوّن هذه الندوب مع كثرة التعرّض لمادّة الأسبست يحوُل بين قُدرة الرئتين على الاتساع والعمل كما يجب مُسبّبةً العديد من الأعراض السابق ذكرها.
تزداد احتماليّة تدهور حالة الشخص عند تعرّضه للأسبست في حال كان مُدخّنًا، كما أنّ بعض الأشخاص أكثر عُرضةً للتعامل مع هذه المادّة من غيرهم، خاصةً من تعاملوا بها مُباشرةً في أواخر السبعينات، أو من يتعاملون مع مُنتجات أو منشآت استخدم فيها الأسبست عند بنائها قديمًا، ومنهم:[٤]
- عاملو الطرق.
- عاملو البناء والهدم.
- ميكانيكيّ الطائرات والسيارات.
- العاملون المسؤولون عن إزالة عزل الأسبست من المباني القديمة.
- العائلات التي يعمل أحد أفرادها في المهن السابقة؛ إذ يُحتمل أن تعلق ألياف الأسبست على ثيابهم وينقلونها من دون قصد معهم إلى منازلهم.
هل يوجد علاج لداء الأسبست؟
لا يوجد علاج شافٍ لداء الأسبست، إذ إنّ الضرر الذي يلحق بالرئتين نتيجته لا يُمكن إصلاحه، لكن توجد مجموعة من الإجراءات التي تُسهّل على المُصابين التعايش معه، وتُقلّل من شدّة الأعراض عند حدوثها، منها:[٢][١]
- إعادة التأهيل الرئويّ، وهي برنامجٌ يحوي مجموعةً من النصائح والتمارين التي تُساعد المُصابين على التعامل مع أعراض الأسبست لديهم.
- العلاج بالأكسجين، الذي يُساعد على تزويد الجسم بالأكسجين الكافي في حال نقص نسبته نتيجة صعوبة التنفّس.
- التوقّف عن التدخين؛ إذ إنّه يزيد من شدّة الأعراض لدى المُصاب، ناهيك عن زيادته لاحتماليّة الإصابة بسرطان الرئة.
- حماية الرئتين من التعرّض للأمراض والجراثيم، بأخذ مطاعيم الإنفلونزا، ومطعوم المكوّرات الرئويّة.
- زراعة الرئة، وهي الخيار الأخير للحالات الشديدة، خاصّةً التي يتزامن وجود مشكلات أُخرى في الرئتين فيها بالإضافة إلى داء الأسبست، كالنّفاخ الرئويّ، وسرطان الرئة.
كيف يُشخَّص داء الأسبست؟
في إطار تشابه العديد من الأعراض والعلامات التي تُسبّبها مُختلف أمراض الجهاز التنفسيّ فإنّ الطبيب بحاجة إلى إجراء العديد من الفحوصات لنفي وجود أيّ منها وتشخيص المُصاب بداء الأسبست، وتتضمّن الفحوصات كلًا ممّا يأتي:[٣]
- الفحص الجسديّ بواسطة السماعة الطبيّة؛ لتحديد أيّ اضطرابات في أصوات التنفّس في الرئة.
- تصوير الصدر بالأشعّة السينيّة (X-ray).
- فحص وظائف الرئة، الذي يدلّ على كمية الهواء الداخلة والخارجة من الرئة عند التنفّس.
- فحص نسبة الأكسجين في الدم.
- التصوير الطبقي المحوري (CT scan)، الذي يُعطي صورةً بتفاصيل أكثر للرئتين والصدر.
- أخذ خزعة من الرئة؛ للكشف عن وجود أيّ ألياف من مادة الأسبست في أنسجة الرئة وخلاياها.
ما هي مضاعفات داء الأسبست؟
في حال الإصابة بداء الأسبست من المُحتمل تطوّر بعض المُضاعفات الخطيرة التي تستوجب العلاج والرعاية الطبيّة، مثل:[٢][١]
- ارتفاع الضغط الرئويّ، إذ إنّ تشكّل الندوب في الرئتين يُصعّب على القلب ضخّ الدم إليهما، ما يدفعه للضخّ بقوّة أكبر، ليرتفع ضغط الدم في الأوعية الدموية في الرئتين، مما قد يُسبّب أيضًا الإصابة بأمراض في القلب والشرايين.
- مرض غشاء الجنب (Pleural disease)، الذي يُسبّب زيادة كثافة الغلاف المُحيط بالرئتين.
- ورم المتوسّطة (Mesothelioma)، الذي يُصيب أغشية الرئتين، والقلب، والخصيتين، والبطن.
- سرطان الرئة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Asbestosis", nhs,7-8-2017، Retrieved 11-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Karen Selby (24-4-2020), "Asbestosis"، asbestos, Retrieved 11-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Amanda Delgado, Marijane Leonard (11-1-2016), "Asbestosis"، healthline, Retrieved 11-5-2020. Edited.
- ↑ "Asbestosis", mayoclinic,27-12-2019، Retrieved 11-5-2020. Edited.