المشعرات المهبلية الأسباب والتشخيص والعلاج وسبل الوقاية

كتابة:
المشعرات المهبلية الأسباب والتشخيص والعلاج وسبل الوقاية

ما هو المشعرات المهبلية

داء المشعرات المهبلية هو مرض شائع جدًا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وهو ناتج عن الإصابة بطفيلي يسمى تراكيمونس فاجينالس Trichomonas vaginalis[١]، وهذا المرض يتميز بظهور أعراض مختلفة، لذلك لا يستطيع معظم الأشخاص المصابين بالطفيلي معرفة أنهم مصابون، ويعد داء المشعرات هو من أكثر الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي قابلية للشفاء، حيث في الولايات المتحدة يقدر عدد المصابين بالعدوى بـ 3.7 مليون شخص مصاب، ومع ذلك تظهر أعراض لمرض المشعرات في حوالي 30٪ فقط، وتنتشر العدوى بين النساء أكثر من الرجال، حيث أن النساء الأكبر سنًا هن الأكثر عرضةً للإصابة بداء المشعرات من النساء الأصغر سنًا، وينتقل الطفيل من شخص مصاب إلى شخص غير مصاب أثناء ممارسة الجنس، وفي النساء يعد الجزء الأكثر شيوعًا من الجسم المصابهو الجهاز التناسلي السفلي كالفرج أو المهبل أو عنق الرحم أو الإحليل، فأثناء ممارسة الجنس ينتشر الطفيل عادةً من القضيب إلى المهبل أو العكس.[٢]


ما أبرز أعراض المشعرات المهبلية؟

يمكن أن يصيب مرض المشعرات الرجال والنساء على حدٍ سواء، لكن الأعراض قد تختلف، فعادةً لا تسبب العدوى أعراضًا لدى الرجال وتختفي من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة[٣]، تظهر أعراض مرض المشعرات عادةً في غضون شهر من الإصابة، ولكن ما يقارب نصف الأشخاص لن تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من أنه لا يزال بإمكانهم نقل العدوى للآخرين، فتتشابه أعراض داء المشعرات مع أعراض العديد من الأمراض المنقولة جنسيًا STIs، لذلك قد يكون من الصعب أحيانًا تشخيصها.[٤]

الأعراض عند النساء

يصيب هذا الطفيل في النساء بشكل رئيسي المهبل والأنبوب الذي ينقل البول إلى خارج الجسم –الإحليل-، وعند الإصابة ليس بالضرورة ظهور أعراض لمرض المشعرات، لكن في حال ظهورها يمكن أن يسبب داء المشعرات عند النساء الأعراض الآتية:  [٥]


  • إفرازات مهبلية غير طبيعية قد تكون سميكة أو رقيقة أو رغوية، ولونها يكون أصفر مائل للخضرة.
  • إفرازات أكثر من المعتاد، والتي قد تكون لها أيضًا رائحة كريهة.
  • ألم وتورم وحكة حول المهبل، وأحيانًا تصيب الحكة الفخذين الداخليتين.
  • ألم أو انزعاج عند التبول أو ممارسة الجنس.


الأعراض عند الرجال

تؤثر عدوى المشعرات في الرجال بشكل كبير على مجرى البول، وكذلك يمكن أن يصاب رأس القضيب أو غدة البروستاتا -وهي غدة بالقرب من المثانة تساعد على إنتاج السائل المنوي-، في بعض الحالات، قد تظهر الأعراض الآتية: [٦]

  • ألم عند التبول أو أثناء القذف.
  • الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد.
  • إفرازات بيضاء رقيقة من القضيب.
  • ألم وتورم واحمرار حول رأس القضيب أو القلفة.   


ما الذي يؤدي لمرض المشعرات المهبلية؟

ينجم مرض المشعرات عن كائن حي وحيد الخلية يسمى تريكيمونس فاجينالس Trichomonas vaginalis، والذي ينتقل من شخص لآخر من خلال الاتصال التناسلي أثناء ممارسة الجنس، لا ينتشر مرض المشعرات من خلال الاتصال الجسدي العادي مثل العناق أو التقبيل أو مشاركة الأطباق أو الجلوس على مقعد المرحاض، بالإضافة إلى ذلك لا يمكن أن ينتشر المرض عن طريق الاتصال الجنسي الذي لا يشمل الأعضاء التناسلية[٧]، ومن الأسباب العدوى الآتي:[٨] 


  • الإصابة بمرض المشعرات قد يكون من خلال ممارسة الجنس مع شخص مصاب، وعادةً ما ينتشر من خلال الاتصال بين القضيب والمهبل. 
  • قد تصاب النساء اللاتي يمارسن الجنس مع النساء يمكن أن يصبن بمرض المشعرات المهبلية من خلال الاتصال المهبلي.  
  • من النادر أن يظهر داء المشعرات في أجزاء أخرى من الجسم، مثل اليدين أو الفم أو فتحة الشرج، ويمكن لأي شخص مصاب بداء المشعرات أن ينشر العدوى، حتى لو لم تظهر عليه أعراض.   


ما عوامل الخطر لمرض المشعرات المهبلية؟

يُقدَّر وجود مليون حالة جديدة من داء المشعرات في كل عام، ووفقًا لجمعية الصحة الجنسية الأمريكية ومصدر CDC يعد داء المشعرات أكثر شيوعًا بين النساء منه لدى الرجال، فهنالك قرابة 2.3 مليون امرأة مصابة بالعدوى بين سن 14 و49 عامًا، وأظهرت إحدى الدراسات أن النساء فوق سن الأربعين هن أكثر عرضةً للإصابة بعدوى المشعرات المهبلية بمقدار الضعف كما هو مقترح سابقًا، وهنالك عوامل يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالعدوى وهي:[٩]  

  • وجود علاقات جنسية متعددة.
  • تاريخ من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الأخرى.
  • الإصابة المسبقة بالتهابات داء المشعرات.
  • ممارسة الجنس بدون واقي ذكري.  


كيف يتم تشخيص المشعرات المهبلية؟

في بعض الأحيان قد يكون من الصعب تشخيص مرض المشعرات؛ لأن الأعراض تشبه أعراض الأمراض الأخرى المنقولة جنسيًا STIs، ولذلك في حال وجود شك بالإصابة بداء المشعرات، فيجب زيارة الطبيب العام أو عيادة الصحة الجنسية المحلية، لكن قد يكون من الأفضل زيارة عيادة أخصائي المسالك البولية والتناسلية بدلاً من ذلك لأن هذه العيادات يمكنها إجراء اختبارات دقيقة بسرعة أكبر. [١٠] 


الفحص الطبي

في حال وجود اشتباه من الطبيب في إصابة المراجع بداء المشعرات، فبالعادة يقوم بإجراء فحص للمنطقة التناسلية، فعند النساء قد يتسبب داء المشعرات في إفرازات مهبلية غير طبيعية أو بقع حمراء على جدار المهبل وعنق الرحم، أما عند الرجال عند الاشتباه بالإصابة بداء المشعرات، فسوف يقوم الطبيب بفحص القضيب بحثًا عن وجود علامات الالتهاب أو الإفرازات.[١١] 


الفحوصات المخبرية

بعد اجراء الفحص البدني، قد يحتاج الطبيب إلى أخذ مسحة من المهبل أو القضيب، حيث سيتم تحليل المسحة في المختبر للتحقق من وجود علامات لعدوى داء المشعرات، وقد يستغرق ظهور النتائج عدة أيام، في الرجال يمكن أيضًا اختبار عينة من البول للكشف عن وجود الإصابة بداء المشعرات، وإذا اشتبه الطبيب بشكل كبير في الإصابة بداء المشعرات، فقد يُنصح بالبدء في الدورة العلاجية حتى قبل ظهور النتائج، وذلك يضمن معالجة العدوى في أسرع وقت ممكن، ويقلل من خطر انتشار العدوى.[١٢]      


كيف يعالج المشعرات المهبلية؟

بما أن السبب الأساسي لمرض المشعرات هو طفيلي وحيد الخلية، وهو نوع من الطفيليات الصغيرة التي تنتقل بين الأشخاص أثناء الجماع، حيث أن فترة حضانته بين التعرض والعدوى غير معروفة، لكن يُعتقد أنها تتراوح من أربعة إلى 28 يومًا، ويعتبر العلاج الأكثر شيوعًا لمرض المشعرات حتى بالنسبة للنساء الحوامل هو تناول جرعة كبيرة من الأدوية الآتية:[١٣]

وفي بعض الحالات قد يوصي الطبيب بتناول جرعة أقل من ميترونيدازول مرتين في اليوم لمدة سبعة أيام، ويحتاج المريض وشريكته إلى العلاج، وكذلك يحتاج إلى تجنب الجماع حتى يتم الشفاء من العدوى والتي تستغرق حوالي أسبوع، ويجب عدم شرب الكحول لمدة 24 ساعة بعد تناول الميترونيدازول، أو بعد 72 ساعة من تناول تينيدازول، لأن ذلك يمكن أن يسبب الغثيان والقيء الشديد، ومن المحتمل أن يرغب الطبيب في إعادة الفحص لداء المشعرات من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر بعد العلاج، وذلك للتأكد من عدم الإصابة مرة أخرى بالمرض، ويمكن أن يستمر داء المشعرات إذا لم يتم علاجه لشهور إلى سنوات.[١٤]


ماذا يحدث إن لم يتم علاج المشعرات المهبلية؟

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن تخضع النساء المصابات بفيروس نقص المناعة المكتسبة لفحص داء المشعرات مرة واحدة على الأقل في السنة، وبما أن معظم المصابين بداء المشعرات ليس لديهم أعراض ولا يعرفون أبدًا أنهم مصابون به، وبما أن المرض قد يكون بدون أعراض ويمكنه أن ينتقل للآخرين، وفي حال أن داء المشعرات لم يتم علاجه قد ينتج الآتي:[١٥]


  • المريض المصاب بالمشعرات هو أكثر عرضة للإصابة بالإيدز في حال الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة. 
  • في حال أن المريض مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة، فإن الإصابة بداء المشعرات تزيد أيضًا من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية إلى شريكته.   


الوقاية من المشعرات المهبلية

في حال أن الشخص نشيطًا جنسيًا، يجب اتباع هذه الخطوات للحماية من الإصابة أو انتشار داء المشعرات والأمراض الأخرى المنقولة جنسيًا، حيث أن أفضل طريقة للوقاية هي عدم ممارسة الجنس المهبلي أو الفموي أو الشرجي، وفي حال أن الشخص يمارس الجنس[١٦]، فلتقليل خطر الإصابة بمرض المشعرات الجنسية والعدوى منقولة جنسيًا يجب اتباع الخطوات التالية:[١٧]     

  • استخدام الواقي الذكري: فالواقي الذكري يعتبر هو أفضل وسيلة للوقاية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي عند ممارسة الجنس، ونظرًا لأن الرجل لا يحتاج إلى القذف لنقل أو الإصابة بداء المشعرات، لذلك يجب التأكد من وضع الواقي قبل أن يلمس القضيب المهبل أو الفم أو الشرج.  
  • الطرق الأخرى لتحديد النسل مثل: حبوب منع الحمل أو الحقن أو الأغشية لن تحمي الشريكين من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، لذلك يجب القيام بعمل اختبار للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي للتأكد من السلامة قبل الممارسة الجنسية، لذلك يُنصح مناقشة نتائج الاختبار قبل ممارسة الجنس. 
  • التزوج من شخص واحد، حيث أن ممارسة الجنس مع شريك واحد فقط يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، هذا يعني أن ممارسة الجنس فقط تكون مع بعضهما البعض، وليس مع أي شخص آخر. 
  • تقليل عدد الشركاء الجنسيين، حيث يرتفع خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي مع عدد الشركاء. 
  • عدم استخدام الدش المهبل، حيث يزيل الغسل بعض البكتيريا الطبيعية الموجودة في المهبل والتي تحمي من العدوى، وقد يزيد هذا من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي. 
  • تجنب تعاطي الكحول أو المخدرات، حيث أن شرب الكثير من الكحول أو تعاطي المخدرات يؤدي إلى زيادة السلوك المليء بالمخاطر، وذلك قد يعرض الشخص لخطر الاعتداء الجنسي والتعرض المحتمل للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي. 
  • تكون النتائج أفضل عند اتباع الخطوات جميعها معًا، حيث أنه لا توجد خطوة واحدة يمكنها الحماية وحدها من كل نوع من أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.  


ما مضاعفات المشعرات المهبلية؟

 يمكن لعدوى داء المشعرات أن تزيد احتمالية الإصابة بأمراض منقولة جنسياً الأخرى، ويمكن أن يؤدي التهاب الأعضاء التناسلية الناجم عن مرض المشعرات إلى زيادة خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز، إلى جانب الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الأخرى، كما ويصبح من الأسهل على المصاب نقل الفيروس إلى شخص آخر عندما يكون الشخص مصاب بداء المشعرات، وغالبًا ما تحدث حالات المرضية الأخرى مثل: السيلان والكلاميديا مع داء المشعرات، ويمكن أن تؤدي العدوى غير المعالجة إلى الإصابة بمرض التهاب الحوض (PID)[١٨]، وتشمل مضاعفات الأخرى لمرض المشعرات المهبلية الآتي:[١٩]

  • التهاب المهبل: هو أكثر مظاهر العدوى شيوعًا.
  • التهاب عنق الرحم وعدوى الغدد الملحقة.
  • التهاب بطانة الرحم والغدد المحيطة.
  • خراج البوق المبيض.


ما أبرز مضاعفات المشعرات المهبلية للنساء الحوامل؟

يمكن أن يسبب مرض المشعرات حدوث مضاعفات خاصة لدى النساء الحوامل، فمن الممكن أن تكون هناك فرصة أكبر لحدوث مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، وأشارت إحدى الدراسات إلى أن خطر إصابة الطفل بإعاقة ذهنية يزداد إذا كانت الحامل تعاني من مرض المشعرات أثناء الحمل، ويعتبر من الآمن تناول الأدوية الميترونيدازول والتينيدازول أثناء الحمل، حيث أنه لم يلاحظ أي آثار سلبية لهما، لذلك إذا كنت المرأة حامل وتشك في إصابتها بداء المشعرات أو أي مرض آخر ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، فيجب التحدث إلى الطبيب في أقرب وقت ممكن؛ لمنع حدوث مضاعفات للحامل والطفل كذلك[٢٠] ، وقد تحدث المضاعفات

الآتية للنساء الحوامل المصابات بداء المشعرات:[٢١]

  • الإنجاب قبل الأوان.
  • إنجاب طفل بوزن قليل عند الولادة.
  • نقل العدوى إلى الطفل خلال مروره عبر قناة الولادة.
  • يظهر أن الإصابة بداء المشعرات تجعل إصابة النساء بفيروس نقص المناعة البشرية أكثر سهولة.

المراجع

  1. "trichomoniasis", www.avert.org, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  2. "trichomoniasis", www.cdc.gov, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  3. "Trichomoniasis", medlineplus.gov, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  4. "trichomoniasis", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  5. "trichomoniasis", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  6. "trichomoniasis", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  7. "trichomonas", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  8. "trichomoniasis", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  9. "trichomonas", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  10. "trichomoniasis", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  11. "trichomoniasis", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  12. "trichomoniasis", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  13. "trichomoniasis", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  14. "trichomoniasis", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  15. "trichomoniasis", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  16. "trichomoniasis", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  17. "trichomoniasis", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  18. "trichomonas", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  19. "Trichomoniasis Clinical Presentation", emedicine.medscape.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  20. "trichomonas infection", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  21. "trichomoniasis", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-12. Edited.
5474 مشاهدة
للأعلى للسفل
×