محتويات
ما هي دار الأرقام؟
دار الأرقم هي الدَّار التي كان يجتمع فيها الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه سرًّا في بداية الدَّعوة الإسلامية، وكان يقصدها جميع المسلمين الأوائل من أجل أن يتعلموا أصول العقيدة والتَّربية، وقد استمرَّ الصَّحابة بقصد دار الأرقام خوفًا من بطش الكفار إلى أن أعلن الصَّحابي عمر بن الخطاب إسلامه فزادهم قوةً،[١] وقد أُطلق عليها أيضًا اسم دار الإسلام.[٢]
لمن كانت دار الأرقم؟
كانت دار الأرقم للصَّحابي المعروف الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله بن عمر المخزومي، وأمُّه كانت معروفة باسم أميمةٌ بنت الحارث، وقد أوصى أن تكون داره من بعده صدقةًً فلا يتوارثها أحدٌ من بعده ولا تُباع ولا تشترى، وقد ورد هذا في نصِّ وصيته وبقيت هكذا إلى أن كان أبو جعفر المنصور يؤدي فريضة الحج ورأى البيت فأعجبه وأحبَّه، وكان في تلك الأيام عبد الله بن عثمان بن الأرقم مسجونًا في سجن أبي جعفر فساومه على أن يعطيه حريَّته مقابل أن يتنازل له عن البيت، وبذلك أصبح البيت ملكًا لأبي جعفر المنصور.[٢]
ومن ثمَّ بعد ذلك أصبح اسمها دار الخيزران على زمن الخليفة المهدي، ومن ثمَّ آلت ملكيتها لأمير المؤمنين جعفر بن موسى، وسكن فيها فيما بعد أصحاب العدني والشطوي ومن ثمَّ أصبحت ملكيتها لغسان بن عباد الذي اشتراها فيما بعد وهو من أبناء الخليفة موسى بن جعفر.[٢]
أين كانت تقع دار الأرقم؟
ولقد أورد الفارسي في كتابه العقد الثمين والزهور المقتطفة بأنَّ دار الأرقم والتي سُميت بدار الخيزران تقع في مكة المكرمة وهي عند جبل الصَّفا، والمسافة بينها وبين المسجد الحرام تقارب المئة ذراع، وقد حُسبت هذه المسافة ما بين الدَّار والمسجد الحرام بما يزيد عن مئة ذراع، بما يقارب المسافة ما بين الصًّفا الذي يعدُّ بدايةً للمسعى وتقع دار الأرقم بقربه ، وما بين باب الصَّفا الموجود في المسجد الحرام.[٣]
ما سبب اختيار دار الأرقم مقرًا للدعوة؟
عندما كان يريد الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاة في مكة كان يذهب متخفيًّا إلى شعابها البعيدة برفقة زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب، وبعد ذلك اتَّخذ النَّبي عليه السَّلام دار الأرقم مقرًَا للدَّعوة وذلك للأسباب التَّالية:[٤]
- إنَّ إسلام الأرقم كان سرًا ولم يجهر به أمام قومه وغيرهم، فقد كان فتيًّا ابن ستة عشرعامًا، فلم يلفت النَّظر إلى بيته إذ من المحال أن يجتمع المسلمون ببيت مشرك.
- إنَّ اعتياد أهل قريش أن تكون الاجتماعات المهمة في بيوت سادات قريش وزعمائها، دفع النَّبي -عليه السَّلام- لمخالفة هذه العادة كي يشتت نظر كفار قريش أثناء البحث عنهم.
- إنَّ موقع دار الأرقم حساس بالنَّسبة لأهل المكة، فهو يحتلُّ مكانًا قريبًا من الصَّفا حيث يتَّجه الكثير من النَّاس إلى هناك، فذهاب المسلمين إليه لن يلفت نظر أهل قريش إليهم ولن يشكل خطرًا عليهم.
- إنَّ المنافسة ما بين بني مخزوم وبني هاشم على السِّيادة أثناء السِّلم والحرب شتت انتباه بني أهل قريش بالبحث عنهم، فلم يتصوَّروا أن يتَّخذ النَّبي -عليه السَّلام- بيتًا مخزوميًّا لدعوته.
أسلم جمعٌ من الصحابة في دار الأرقم، للتعرف إليهم؛ قم بالاطلاع على هذا المقال: أسماء الصحابة الذين أسلموا بدار الأرقم
المراجع
- ↑ محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 289. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 228. بتصرّف.
- ↑ ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث 3، صفحة 48. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد الملكي، صفحة 456 457. بتصرّف.