محتويات
رقصة السالسا
رقصة السالسا من أشهر أنواع الرقص في العالم، وهي رقصة فلكلورية زوجية يتشارك فيها الثنائي الخطوات المتناغمة والمليئة بالحياة والبهجة على أنغام الموسيقى اللاتينية المتجذرة في أمريكا الجنوبية، عرفت هذه الرقصة شهرة كبيرة في منتصف الستينات كمزيج من مجموعة رقصات مختلفة انطلاقًا من مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وصولًا إلى معظم المدن الكبرى في العالم، وقد أصبح لرقصة السالسا مهرجانات ومساباقات دولية خاصة كالبطولة العالمية للسالسا وكأس العالم للرقص اللاتيني، حيث يجتمع الراقصون من مختلف الدول لمشاركة الحب والشغف بالرقص وتبادل الخبرات والتقنيات، كما أنها تعد علامة سياحية وثقافية لدول جنوب أمريكا، ويرجح أن أصل الكلمة يعود إلى صرخة العازفين قبل انطلاق الرقصة أو إلى كونها مزيج من الرقصات المختلفة، كما يرى البعض أنها سميت سالسا كمصطلح تسويقي أو للدلالة إلى الإثارة من خلال طعم السالسا الحار.
تاريخ رقصة السالسا
نشأت رقصة السالسا في ستينات القرن الماضي على يد المهاجرين القادمين من بورتوريكو في قاعات الرقص في مدينة نيويورك كمزيج من الرقصات الكوبية الوافدة من مدينة هافانا، كانت أشهرها رقصة الكازينو والمامبو التي تعود بعضها إلى عشرينات القرن الماضي، ثم انفردت كل منطقة من دول أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية بنوع خاص بها من رقصة السالسا التي غزت قاعات الرقص والمطاعم والنوادي، وبالرغم من أن اسم سالسا ارتبط بالرقص منذ القرن الثامن عشر، إلا أن هذا الاسم أطلق على هذه الرقصة رسميًا في العام 1960 في سجل فانيا للعلامات المسجلة.[١]
أنواع رقصة السالسا
تفرعت رقصة السالسا إلى أنواع وأنماط مختلفة، حسب اختلاف المناطق الجغرافية التي ظهرت فيها، وبما أنها رقصة شعبية فهي دائمًا مفتوحة للحركات الإرتجالية وقابلة للإضافات والتغيرات، وتشترك مختلف رقصات السالسا في الخطوات الأساسية والتوقيت وحركات الجسم وطريقة مسك الشريك، ويمكن تحديد نوع السالسا من خلال الاتجاه وما يسمى بخطوة الاستراحة، وتقسم رقصة السالسا إلى الأنواع الآتية:
السالسا الأفرو-لاتينية
وهي رقصة شعبية وشهيرة في بلدان البحر الكارايبي ككوبا وهايتي وجمهورية الدومينيكان وتتميز عن باقي الأنواع بالموسيقى والأغاني الأفريقية، وكذلك ببعض حركات الجسم الدائرية التي تمنحها إيقاعًا خاصًا.
سالسا ميامي
نسبة إلى مدينة ميامي في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ جلبها المهاجرون القادمون من كوبا، وهي مزيج من السالسا الكوبية والكثير من الرقصات الشائعة في أمريكا الشمالية، وتتميز بالحركات الخلفية التي تكون بشكل قطري بدلًا من التقدم إلى الأمام ثم الرجوع إلى الخلف.
السالسا الكولومبية
وتعرف أيضًا بسالسا الكالي نسبة إلى مدينة كالي الكولومبية التي تعرف بعاصمة السالسا أين اشتهرت موسيقى ورقصة السالسا منذ القرن الواحد والعشرين، ويعود أصل حركات سالسا الكالي إلى الرقصات الكاريبية السابقة لها، كرقصة البوغالو والباشانغا، وتعرف بحركات الأقدام الكثيرة والسريعة.
السالسا الكوبية
وقد أطلق عليها اسم سالسا الكازينو في السبعينات لتمييزها عن باقي السالسات، وهي مزيج من رقصات شعبية كوبية تتميز بتسلل بعض الحركات والكلمات القادمة من الرقصات الأفريقية وانعدام الحركات خلال الإيقاع الأول والخامس والتركيز على الإيقاعين الرابع والثامن.
سالسا الرويدا
وتسمى أيضًا بسالسا رويدا دي كازينو، وقد ظهرت في الخمسينات في مدينة هافانا في كوبا وتعني كلمة رويدا بالإسبانية دائرة حيث تلتف ثنائيات الراقصين على شكل دائرة ويقومون بتبادل الشركاء بسرعة.
سالسا رويدا دي ميامي
ويعد هذا النوع من رقصة السامبا عبارة عن رقصة متفرعة من الرويدا الأصلية مع إضافة بعض الحركات المميزة لرقصات التي يعود أصلها لشمال أمريكا، وظهرت في ثمانينات القرن الماضي في مدينة ميامي.
سالسا لوس أنجلوس
هي من أنواع السالسا الأقل حركة وهي مستلهمة من رقصات التانغو والمامبو، وتقوم هذه الرقصة أساسًا على الحركات الأمامية والخلفية للثنائي معًا، وتضم إضافة إلى ذلك بعض الحركات البهلوانية.
سالسا نيويورك
وهي رقصة يتبع فيها الثنائي شكل رقم ثمانية (8) ويبقي الراقصان يواجهان بعضهما البعض وهي أكثر صرامةً وتعقيدًا من باقي السالسات وتتطلب تركيزًا عاليًا وتناغمًا كاملًا مع إيقاع الموسيقى.
طريقة تعلم رقص السالسا
يمكن تعلم رقص السالسا عن طريق التسجيل في دورات تدريبية في مدارس وأكاديميات خاصة للرقص، كما يمكن التسجيل على المنصات الإلكترونية واتباع الخطوات التي يقدمها الراقصون من خلال دروس مسجلة بتقنية الفيديو، وتتكون دروس تعلم رقص السالسا بشكل عام من الخطوات والنصائح الآتية:
- الرقص بدون شريك: ينصح بتعلم رقص السالسا في المراحل الأولى دون الاستعانة بشريك مما يسمح بالقدرة على التركيز على الخطوات والتناغم مع الإيقاعات الموسيقية.
- انسجام التوقيت مع الموسيقى: من أساسيات السالسا ربط حركات الجسم مع أنغام الموسيقى وهي من أصعب مراحل التعلم، إذ يجب على الراقص مواكبة الإيقاع والانسجام مع حركة الشريك.
- إتقان الخطوات الرئيسة: يجب على متعلم رقصة السالسا تكرار حركات التقدم والتراجع والدوران والتدرب على أدائها بتلقائية واستمرار مع التحرك حسب الخلفية الموسيقية المصاحبة للرقصة.
- التحكم في حركة القدمين: تعد حركات القدمين والوركين من أهم حركات رقصة السالسا، وتصبح هذه الأخيرة هي الأكثر تعقيدًا مع وجود شريك، لذا تتطلب المهمة عملًا شاقًا وتمرينًا متواصلًا.
- حركة الجسم: يسلم الراقص نفسه للإيقاع من خلال حركة ودوران الجسم بكامل جزءه العلوي مع الأكتاف والذراعين، لينصهر الجسد المتمايل في اللحن الموسيقي، وتتضمن السالسا تسلسل ثلاث خطوات رقص لكل أربعة نغمات موسيقية.
- إجادة تقنيات الرقص: تتعدد مهارات رقصة السالسا من البسيطة إلى المعقدة ويتطلب الأمر من الراقص تأدية الانعطافات وحركات الدوران والأقدام بسلاسة وانضباط مع مراعاة التوقيت والحفاظ على اللإيقاع الموسيقى المتراوح بين 150 إلى 250 نبضة في الدقيقة الواحدة.
- التقييم الذاتي: يجب على المهتم بتعلم رقصة السالسا المداومة على مراقبة تطوره والعمل على تصحيح الأخطاء وتدارك النواقص في تعلم هذه الرقصة.
- الإفادة من الراقصين الآخرين: من أكثر استراتيجيات تعلم رقص السالسا نجاحًا، متابعة ما يقوم به الراقصون الإحترافيون العالميون من حركات والانتباه إلى أدق التفاصيل من خلال التركيز والمراقبة.
المراجع
- ↑ "(Salsa_(dance", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-07-04. Edited.