محتويات
التعريف بسيدنا إدريس عليه السلام
أرسل الله -تعالى- النبي إدريس -عليه السلام- في الفترة الزمنية الواقعة ما بين سيدنا آدم -عليه السلام- وسيدنا نوح -عليه السلام-، وهي فترة زمنية طويلة تصل إلى عشرة قرون، وقد كان الناس خلال هذه الفترة يعبدون الله -تعالى- وحده، وبعد هذه الفترة بدأ الناس بالاتجاه لعبادة الأصنام والأوثان،[١] وسيدنا إدريس -عليه السلام- هو سِبط شيث -عليه السلام-، وجدّ سيدنا إبراهيم -عليه السلام-.[٢]
وهو أول من نال شرف النبوة بعد سيدنا آدم وشيث -عليهما السلام-، ويُذكر أنّ سيدنا إدريس -عليه السلام- عاش اثنين وثمانين سنة، وكان صادقاً أميناً، ورسولاً موحى إليه بتبليغ رسالة التوحيد، وأعلى الله -تعالى- شرفه وذكره ومنزلته.[٢]
نسب إدريس عليه السلام
قيل هو سيدنا إدريس بن يرد بن مهلائيل -عليه السلام-، ويقال له أخنوخ؛ فهو جد سيدنا نوح -عليه السلام- لأبيه؛ وهو سيدنا نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ، ذكره الله -تعالى- في القرآن الكريم، فقال الله -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا).[٣][٤]
نبوة إدريس عليه السلام
أنزل الله -تعالى- على نبيه إدريس -عليه السلام- ثلاثون صحيفة، فكان أول من خط بالقلم، وأول من نظر في علم النجوم والكواكب، وتعددت آراء العلماء في الزمن الذي بُعث فيه سيدنا إدريس -عليه السلام- نبياً؛ فمنهم من قال: بعثه الله -تعالى- نبياً بعد سيدنا آدم -عليه السلام- وقبل سيدنا نوح -عليه السلام-، ومنهم من قال: بعثه الله -تعالى- نبياً بعد سيدنا نوح -عليه السلام-، وقالوا إنه بُعث نبياً لبني إسرائيل.[٥]
عمل سيدنا إدريس عليه السلام
ذُكر في التاريخ الإسلامي أن سيدنا إدريس -عليه السلام- كان يعمل خياطاً، وكان كثير الذكر لله -تعالى- في عمله، مما زاده تقرباً لله -تعالى-؛ فقد كان يقول مع كل غرزة إبرة: "سبحان الله"، فلم يكن أحد في الأرض أحسن منه عبادة لله -تعالى- حين يُمسي، ولم تتحدث الروايات اليهودية عن عمل نبي الله -تعالى- إدريس -عليه السلام-، وإنما ورد ذكر عمله في مصادر التاريخ الإسلامي.[٦]
رفع إدريس عليه السلام إلى السماء
تعددت آراء العلماء في تفسير قول الله -تعالى- في حق نبيه إدريس -عليه السلام-: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّ)،[٧] فقال بعض العلماء: إن الله -تعالى- رفع من شأن سيدنا إدريس -عليه السلام- بالعلم والنبوة، فكانت له مكانة عظيمة، وقال بعض العلماء: إن ملك الموت قبض روح سيدنا إدريس -عليه السلام- في السماء الرابعة، وقال بعض العلماء: إن الله -تعالى- رفعه للسماء الرابعة وجعله قاضياً ملكاً على خزائن السماوات.[٨] وذهب بعض العلماء إلى القول بأن الله -تعالى- رفعه للسماء السادسة، وقال بعضهم: للسماء الرابعة.[٨]
ملخّص المقال: نبي الله -تعالى- إدريس بن يرد بن مهلائيل -عليه السلام-، هو جد سيدنا نوح -عليه السلام-، بعثه الله -تعالى- بعد سيدنا آدم -عليه السلام-، وأنزل عليه ثلاثين صحيفة، وهو أول من خطّ بالقلم، وكان يعمل خياطاً، وكان أكثر أهل الأرض عبادة لله -تعالى-، وقد تعدّدت آراء العلماء في مسألة رفع سيدنا إدريس -عليه السلام- إلى السماء.
المراجع
- ↑ أحمد غلوش (1423)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 57. بتصرّف.
- ^ أ ب الزحيلي (1418)، كتاب التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 123، جزء 16. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:56
- ↑ الطبري (1420)، كتاب تفسير الطبري (الطبعة 1)، صفحة 509، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ صلاح الخالدي (1428)، كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم ، صفحة 112، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ هدى درويش (1430)، كتاب نبي الله إدريس بين المصرية القديمة واليهودية والإسلام (الطبعة 1)، القاهرة:دار السلام، صفحة 95. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم ، آية:57
- ^ أ ب مكي أبي طالب (1429)، كتاب الهداية إلى بلوغ النهاية (الطبعة 1)، الشارقة:كلية الشريعة بجامعة الشارقة، صفحة 4555-4556، جزء 7. بتصرّف.