محتويات
ضمور المخ
ضمور المخ هو فقدان الخلايا العصبية المسؤولة عن الاتصال بين خلايا المخ، ويمكن أن ينتج ضمور المخ بسبب كثير من الأمراض التي تُلحق الضرر بالمخ بما في ذلك السكتة المخية ومرض الزهايمر، ويختلف متوسط العمر المتوقع بين المرضى الذين يعانون من ضمور المخ باختلاف الحالة التي تسببت في هذا الضمور، ومن الطبيعي أنه مع التقدّم فى العمر تُفقد بعض خلايا المخ، ولكن هذا يحدث ببطء ولا ينتج عنه ضمور المخ المرتبط بالمرض، أما في حالة ضمور المخ بشكل أسرع فإنه يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كتلة المخ وفقدان الوظيفة العصبية مما يمكن أن يؤثر على وظائف أجزاء مختلفة من المخ.[١]
أسباب ضمور المخ
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث ضمور في خلايا المخ مثل حدوث إصابة في المخ أو إصابة المخ بعدوى بالإضافة إلى بعض الأمراض الأخرى، وهناك بعض عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرص الإصابة بضمور المخ، وتشمل أسباب ضمور المخ ما يأتي:[١]
- السكتة المخية: وتحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من المخ، ومن المعروف أن خلايا المخ تموت إذا توقف عنها إمدادات الدم الغنية بالأكسجين وتفقد هذه الخلايا وظائفها، وبالتالي تفقد هذه المنطقة من مناطق المخ وظائفها مثل الحركة والكلام.
- حدوث إصابة في المخ: مثل السقوط من مكان مرتفع أو حادث سيارة أو إصابة أخرى في الرأس ينتج عنها حدوث تلف في المخ.
وقد يحدث أيضًا ضمور المخ بسبب مجموعة متنوعة من الأمراض الوراثية أو الاضطرابات التنموية بما في ذلك:[١]
- مرض الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى: وهي حالات تضرّر فيها خلايا المخ بصورة تدريجية وتفقد القدرة على التواصل مع بعضها البعض، وغالبًا ما يُصيب الزهايمر الأشخاص فوق 60 سنة.
- الشلل المخي: وهو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على الحركة والإتزان.
- مرض هنتنغتون: وهو اضطراب وراثي يتسبب في تدمير الخلايا العصبية في المخ.
- أمراض حَثَل المادَّةِ البَيضاء: وهي مجموعة من الأمراض الوراثية التي تتسبب في تدمير المواد الوقائية حول الخلايا العصبية.
- مرض التصلب المتعدد: وهو مرض يصيب المخ والنخاع الشوكي ويُسبب ضعف العضلات وحدوث صعوبات في التوازن ومشاكل أخرى.
وهناك بعض أنواع العدوى التي يمكن أن تتسبب أيضًا في حدوث ضمور لخلايا المخ وتشمل:[١]
- عدوى الإيدز: وهو مرض يسببه فيروس نقص المناعة البشرية الذي يهاجم جهاز المناعة في الجسم، وعلى الرغم من أن الفيروس لا يهاجم الخلايا العصبية بشكل مباشر إلا أنه يتسبب في إضرار الوصلات بين الخلايا.
- التهاب المخ: وغالبًا ما يكون بسبب فيروس الهربس، وهناك بعض الفيروسات الأخرى التي قد تسبب التهاب المخ أيضًا مثل فيروس النيل الغربي وفيروس زيكا، وهذه الفيروسات يمكن أن تُسبب أعراضًا أخرى مثل التشوش والنوبات والشلل.
- مرض الزهري العصبي: وهو مرض يسبب تدمير خلايا المخ، وينتج عن الإصابة بعدوى الزهري الجنسي الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
أعراض ضمور المخ
تختلف أعراض ضمور المخ تبعًا للمنطقة أو المناطق التي تأثرت في المخ؛ فمثلًا في حالة ضمور القشرة الخلفية تظهر بعض الأعراض مثل تناقص الرؤية بصورة تدريجية وحدوث صعوبات في القراءة وحساب المسافات والتعرّف على الأشياء والوجوه المألوفة، وقد تؤدي هذه الحالة في النهاية إلى انخفاض الذاكرة وانخفاض قدرات التفكير والمهارات المعرفية،[٢] وبشكل عام فهذه هي الأعراض العامة لضمور المخ:
- حدوث بعض التغيرات المزاجية مثل اضطراب السلوك الشخصي وردود الأفعال.[٣]
- الخرف وهو فقدان الذاكرة وفقدان القدرة على التعلّم والتفكير التجريدي والوظائف التنفيذية مثل التخطيط والتنظيم.[١]
- حدوث النوبات وهي عبارة عن نشاط كهربائي غير طبيعي في المخ يُسبب حركات متكررة وتشنجات وفقدان الوعي في بعض الأحيان.[١]
- حدوث مشاكل في التحدث وفهم اللغة بحيث يؤثر على الحديث ومحتواه وفهمه.[١]
تشخيص ضمور المخ
يعتمد تشخيص ضمور المخ على السبب الذي يشتبه فيه الطبيب، وعادة ما يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني شامل مع طلب إجراء بعض الفحوصات والاختبارات المعملية لتأكيد التشخيص، وقد يطلب الطبيب أيضًا تصوير المخ باستخدام الأشعة المقطعية التي تستخدم صور الأشعة السينية المأخوذة من زوايا مختلفة وذلك لإنشاء صورة مفصلة للمخ، ويمكن أن يطلب الطبيب أيضًا تصوير المخ باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي والتي تقوم بإنشاء صور للمخ من خلال تعريض الرأس لمجال مغناطيسي،[١] وهناك بعض الاختبارات التي قد تساعد الطبيب على التشخيص مثل:[٤]
- اختبارات الحالة النفسية والعصبية: وهي اختبارات تُستخدم لتقييم المهارات المعرفية والنفسية لاختبار وجود بعض الأمراض مثل الاكتئاب أو الأمراض العقلية الأخرى.
- تحاليل الدم: قد يطلب الطبيب إجراء بعض تحاليل الدم للبحث عن تغير مستويات بعض الفيتامينات واضطرابات الغدة الدرقية وغيرها من الحالات التي قد تسبب الأعراض.
- فحص العين: حيث سيقوم الطبيب بإجراء اختبار للرؤية لتحديد ما إذا كان هناك سبب آخر لحدوث مشاكل الرؤية.
علاج ضمور المخ
للأسف لا يوجد علاج لضمور المخ؛ فبمجرد أن يتم تدمير خلايا المخ فإن هذا التدمير يكون دائم ولا تعود الخلايا مرة أخرى، ويعتمد علاج ضمور المخ بشكل رئيس على علاج الأعراض والمضاعفات التي قد تصاحب ضمور المخ، فمثلًا يمكن علاج الخرف وأعراض فقدان خلايا المخ لوظيفتها عن طريق إعطاء بعض الأدوية التي تُغير كمية المواد الكيميائية التي تتحكم في إشارات المخ أو تعالج أعراض ضعف الإدراك، ويمكن اللجوء للعلاج الطبيعي لتحسين الوظائف العضلية وتحسين القدرة على أداء الأنشطة اليومية، وهناك جانب آخر من العلاج يعتمد على الإرشاد النفسي وتقديم الدعم للمريض، وفي حالة وجود تشنجات سيقوم الطبيب بإعطاء بعض الأدوية المضادة للتشنجات، وأيضًا علاج النطق لتقليل تأثير فقدان القدرة على الكلام وضعف النطق والفهم، كما يمكن أن يشمل العلاج أيضًا بعض المضادات الحيوية لعلاج العدوى في حالة وجود عدوى بالمخ أو علاج الإصابة التي أدت إلى ضمور المخ.[٣]
نصائح لتحسين وظائف المخ
لا شك أن المخ من أهم أعضاء الجسم؛ فهو يعمل في كل نشاطات الحياة اليومية من التفكير وتخزين الذكريات وإجراء أعمال المنزل المختلفة، ومع ذلك لا يفكر كثير من الناس في صحة مخهم حتى يلاحظوا بعض التغييرات الإدراكية وفقدان الذاكرة في سن الستينيات أو السبعينيات،[٥] لحسن الحظ هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها بدءًا من عمر الطفولة للحفاظ على صحة المخ قدر الإمكان بما في ذلك:[٦]
- تحفيز العقل من خلال بعض الأنشطة الذهنية التي تساعد على إنشاء وصلات جديدة بين الخلايا العصبية وقد تساعد المخ في توليد خلايا جديدة.
- ممارسة الرياضة البدنية بانتظام.
- تحسين النظام الغذائي مع التركيز على الفواكه والخضروات والأسماك والمكسرات والزيوت غير المشبعة مثل زيت الزيتون ومصادر البروتينات النباتية.
- الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي من خلال ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب الكحول والبعد عن التوتر والإجهاد.
- الحفاظ على نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي عن طريق تناول طعام صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب التدخين بجميع أشكاله.
- حماية الرأس من الصدمات والإصابات عند ممارسة الرياضات العنيفة.
فيديو عن علاج موت خلايا المخ
في هذا الفيديو يتحدث استشاري جراحة الدماغ والأعصاب والعمودي الفقري الدكتورعلي الجمال عن علاج موت خلايا المخ، ويوؤكد أنَّ موت خلايا الدماغ سواء كان تام أو جزئي لا يمكن علاجه أو حتى تعويضه ويبقى أثره دائم، وينوه إلى أنَّ موت خلايا الدماغ يحدث بسبب إما الكدمات الخطيرة المباشرة أو بسبب اختناق الخلايا الناتج عن تضخم الدماغ.[٧]المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Brain Atrophy (Cerebral Atrophy)", www.healthline.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Posterior cortical atrophy", www.mayoclinic.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Cerebral Atrophy", www.healthgrades.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Posterior cortical atrophy", www.mayoclinic.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "How to Keep Your Brain Fit", www.webmd.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "12 ways to keep your brain young", www.health.harvard.edu, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "علاج موت خلايا المخ", www.youtube.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.