علم الباراسيكولوجي
أطلق العالم الألماني ماكس ديسورا المتخصص في علم النفس، مصطلح الباراسيكولوجي في عام 1889، وأشار من خلاله لظواهر روحية ونفسية أجرى دراسات حولها تصيب الكائن البشري، فهو علم حديث يميل إلى العلوم الفلسفية أكثر من المادية، وهو علم يبحث خفايا العقل والروح وما خلفهما من ظواهر غريبة تصيب الإنسان، كإحساس أو حركة لا ترتبط بقوة فيزيائية وليس لها آلية معروفة، ورغم الاعتقاد الذي ساد حول الأشخاص الذين يملكون قدرات فائقة بأنهم مصابون بانفصام الشخصية، إلا أنَّ قدراتهم في معالجة الأمراض المستعصية التي عجز عنها الأطباء غيَّر هذا الاعتقاد، وقد دَرَسَ علم الباراسيكولوجي حالات مذهلة، فشرح ظاهرة ديجافو مثلًا، وظواهر كثيرة جدًا نذكر منها: تجربة الإسقاط النجمي أو الخروج من الجسد، والتخاطر، وقراءة الأفكار، والتنويم المغناطيسي، والاستبصار.[١]
معلومات عن ظاهرة ديجافو
الديجافو مصطلح فرنسي يعني "شاهدته من قبل"، وهي الظاهرة الأكثر انتشارًا بين الناس، وتعني شعور الإنسان بأنَّه قد عاش لحظةً ما قبل حدوثها، وأنَّ لديه معرفة مسبقة بها، وقد أوضح العلماء المعلومات عن ظاهرة ديجافو وتفاسير عديدة لها، فمنهم من وصفها بالعقل اللاواعي أو العقل الباطن الذي يسجل معلومات متقاربة فيوهم العقل الواعي بأنَّه مرَّ بهذه الأحداث مسبقًا، ومنهم من شرحها بالخيال البسيط عند الإنسان أو خلل يصيب الدماغ لثوان قليلة.[٢] ومن خلال الدراسات والشروح لظاهرة ديجافو، يُلاحظ أنّها حالة شعورية غريبة، تبدو فيها بعض المواقف أو المشاهد مألوفة وكأنها اختُبرت سابقًا، أو أنّها قد تمت رؤية هذا المشهد في تصوير يكاد يكون مطابقًا للأصل في زمنٍ ما لا نعلمه، وقد قسَّم العلماء هذه الظاهرة إلى ثلاثة أنواع وهي:[٣]
- أشياء تمت رؤيتها من قبل: ويشعر الإنسان هنا بأنّه رأى مشهدًا أو شيئًا ما مسبقًا بأدق تفاصيله.
- أماكن تمت زيارتها من قبل: ويعني هذا الشعور، معرفة الإنسان لأماكن لم يزرها مسبقًا في الحقيقة، ولكنه يجدها مألوفة ويشعر بأنه مرَّ بها سابقًا
- شعور عاشه مسبقًا: ويُعدّ هذا الشعور طبيعيًا مقارنة بما سبق، ويُعتقد بأنّ مرضى الصرع هم الأكثر عرضة لمثل هذا النوع من الظواهر.
التفسير العلمي لظاهرة الديجافو
يرى المحللون النفسيون أنّ الديجافو تعبير لتجربةٍ ما عاشها الإنسان سابقًا، بينما يؤكد العلماء من خلال بحثهم في ظاهرة ديجافو، بأنها تنقسم إلى عدة نظريات وهي:[٣]
- نظرية الفص الصدغي الدماغي: وجد العلماء في تجارب على أشخاص يعانون من هذه الحالة، بأنَّ بعضهم مصابون بصرع الفص الدماغي، وهو المسؤول عن استعادة الذكريات.
- نظرية نصفي الكرة المخية: وجد العلماء خلال بحثهم في معلومات عن ظاهرة ديجافو، أنّ نصفي الدماغ يستقبلان الصورة معًا، ولكنها في بعض الأحيان تصل للنصف المتقدم قبل النصف الثاني، فيتم تخزينها قبل وصولها للآخر بثوانٍ ريثما يتم إرسالها للجزء الثاني الذي يتمم عملية الاستيعاب لكل ما نراه من صور، وريثما يستوعب الإنسان الصورة أو المكان يشعر بأنه عاش هذه اللحظات أو رآها سابقًا.
- التأثيرات الدوائية: اكتشف العلماء أن بعض الأدوية تسبب حالة الديجافو، وقد ظهرت هذه العلامات على أشخاص تناولوا أدوية لعلاج الأنفلونزا، وأكد العلماء أن ظاهرة الديجافو كانت نتيجة لارتفاع معدلات الدوبامين، وهو من الموصلات العصبية للدماغ، ورغم كل ما سبق لا يزال البحث جاريًا عن أي معلومات عن ظاهرة ديجافو، برغم كونها ظاهرة طبيعية لا تسبب القلق.
المراجع
- ↑ "ما وراء علم النفس"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "ديجاڤو"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "ظاهرة الديجافو"، mindstory.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.