معلومات عن عالم البرزخ

كتابة:
معلومات عن عالم البرزخ


ما هو البرزخ لغة؟

البرزخ في اللغة هو الحاجز بين الشيئين، وهو كذلك المانع بين أمرين كما أشار إلى ذلك صاحب اللسان وجملة من علماء اللغة العربية.[١]


ما هي حياة البرزخ؟

إنّ البرزخ هو حياة بين الحياتين الأولى التي يقضيها الإنسان على الأرض والحياة الآخرة، والحيوات الثلاث هي مرتبة من الأدنى إلى الأعلى، وتكون حياة البرزخ للروح فقط، ولكن في حال لم يتآكل الجسد أو يتلف بطريقة ما كالحرق عند بعض الشعوب فإنّ الروح قد تتصل مع البدن، وقد لا تتصل كذلك فهذا من الغيبيات، ولكن عند الدفن فإنّ الروح تكون مع الجسد، والنعيم أو العذاب الذي يكون عند الدفن يلحق الجسد والروح معًا على حدّ سواء والله أعلم.[٢]


مم تتكون حياة البرزخ؟

تتكون حياة البرزخ من عدة مراحل مقسمة وهي:


  • انفصال الجسد عن الروح: وهذه أول مراحل حياة البرزخ، فإنّ الجسد يبقى مكانه وتصعد الروح إلى السماء، فإن كانت من أصحاب اليمين يُرحب بها، وإن كانت غير ذلك تُغلق في وجهها أبواب السماء فتنزل.[٣]


  • سؤال الملكين: وهما مَلَكين لا يُشبه خلقهما خلق البشر ولا خلق الملائكة ولا خلق البهائم، فيسألان الإنسان عن ربه ودينه ونبيه، وفي سؤالهما تكريم للمؤمن بالتثبيت، وفتنة للمنافق حين يكشف الله ستره.[٤]


  • عذاب القبر ونعيمه: وذلك يكون بإذن الله -تعالى- بعد الإجابة عن سؤال الملكين، فإنّ أحسن العبد الإجابة فتح الله -تعالى- له بابًا من نعيم الجنة على قبره، ولو أساء في الإجابة فسيعاني ألوانًا من العذاب ويُعرض على النار غدوًّا وعشيًّا.[٥]


هل تلتقي الأرواح في عالم البرزخ؟

تُقسم الأرواح في الحياة الآخرة إلى قسمين، القسم الأوَّل هو الأرواح المُعذبة وهذه لا تلتقي مع غيرها؛ ففيها ما يشغلها من العذاب والويلات عن اللقاء بالأرواح الأخرى، أمَّا الأرواح التي في نعمة من الله -تعالى- ورحمة فيزور بعضها بعضًا، ويتذاكرون ما كان من حالهم في الحياة الدنيا، وصاحب الأعمال الحسنة الذي هو أعلى يزور الأدنى الذي أقل منه في الرتبة والدرجة، وإنَّ الروح تشرف على القبر وتعود إلى اللحد في بعض الأحيان.[٦]


واستدلوا على ذلك يحديث شريف لأبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "إذا حُضِرَ المؤمنُ أتتهُ ملائِكَةُ الرَّحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ، فيقولونَ: اخرُجي راضيةً مرضيًّا عنكِ إلى رَوحِ اللهِ، ورَيحانٍ، وربٍّ غيرِ غضبانَ فتخرجُ كأطيَبِ ريحِ المسكٍ حتَّى إنَّهُ ليُناولُهُ بعضُهُم بعضًا حتَّى يأتون بِهِ بابَ السَّماءِ فيقولونَ: ما أطيَبَ هذِهِ الرِّيحَ الَّتي جاءتْكم منَ الأرضِ فيأتونَ بِهِ أرواحَ المؤمنينَ فلَهُم أشَدُّ فرحًا بِهِ مِن أحدِكُم بِغائبِهِ يقدمُ علَيهِ فيَسألونَهُ ماذا فَعلَ فلانٌ ماذا فعلَ فلانٌ، فيقولونَ: دَعوهُ فإنَّهُ كانَ في غَمِّ الدُّنيا".[٧][٦]


هل يُعّذب المرء في حياة البرزخ؟

يُعذب العبد في حياة البرزخ عن الأعمال على الحسنة التي فعلها في الحياة الدّنيا.[٦]


ولمعرفة ما هي أحوال عذاب الله للعاصي في البرخ يُمكنك قراءة مقال: ما هو عذاب البرزخ.


هل يقع العذاب في حياة البرزخ على الروح أم الجسد؟

انقسمت الأقوال في مسألة هل يقع العذاب على الروح أم على الجسد أم على كلاهما، وقالوا في ذلك:[٨]

  • أهل السنة والجماعة "من المتكلمين والمفوضين": قالوا إنّ العذاب يقع على الروح والجسد معًا، فيُنعّمان معًا أو يعذبان معًا، وقد تُعذب الروح وحدها منفصلة وقد تنعم منفصلة.
  • المعتزلة: يقولون إنّ العذاب على البدن فقط ويُنكرون وجود النفس أصلًا بعد الموت، ويقولون إنّ القرآن والسنة لم يرد فيها ما ينص على ذلك.
  • ابن حزم الظاهري: يقول إنّ العذاب والنعيم على الروح فقط.

هل وردت معلومات ثابتة حول عالم البرزخ؟

هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ؟


إنّ جميع المعلومات التي حكاها العلماء في بطون كتبهم مستمدة من التشريع الإسلامي، ويثبت ذلك في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فمثلًا من المعلومات التي ساقها العلماء عن البرزخ أنّ الليل والنهار يتعاقبان فيه على الميت كما ثبت ذلك في قول الله -تعالى- في سورة غافر: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}،[٩] ومعنى ذلك أنَّهم يُعرضون على نار جهنم في الصباح والمساء ويُقال لهم هذه هي منازلكم في نار جهنم حين تقوم القيامة وتُبعثون من القبور.[١٠]


هل ورد نص مخصوص حول البرزخ في القرآن الكريم؟

ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحكي عن حياة البرزخ، ومن ذلك:

  • قوله -تعالى- في سورة المؤمنون: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.[١١]
  • قوله -تعالى- في سورة غافر: {فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.[١٢]


هل ورد نص مخصوص حول البرزخ في السنة النبوية؟

وردت في السنة الشريفة العديد من الأحاديث النبوية التي تحكي عن الحياة في البرزخ، ومن ذلك:


  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخَل الميِّتُ القبرَ مُثِّلَتْ له الشَّمسُ عندَ غروبِها فيقولُ: دعوني أُصلِّي".[١٣][١٤]


  • عن عبد الله بن عباس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لمَّا أُصيبَ إخوانُكم بأُحدٍ جعل اللهُ أرواحَهم في جوفِ طيرٍ خضرٍ تَرِدُ أنهارَ الجنةِ، تأكلُ من ثمارِها، وتأوي إلى قناديلَ من ذهبٍ معلقةٍ في ظِلِّ العرشِ، فلمَّا وجدوا طِيبَ مأكلِهم ومشربِهم ومَقِيلِهم، قالوا: من يُبلِّغَ إخوانَنا عنَّا أنَّا أحياءٌ في الجنةِ نُرزقُ؛ لئلا يزهدوا في الجهادِ ولا ينكلوا عن الحربِ؟ فقال اللهُ سبحانه: أنا أُبلِّغُهم عنكم، قال: فأنزل اللهُ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ أَمْواتًا} إلى آخرِ الآياتِ".[١٥][١٦]

المراجع

  1. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 8. بتصرّف.
  2. ابن العثيمين، فتاوى نور على الدرب، صفحة 2. بتصرّف.
  3. شادي بشكار، حياة البرزخ في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 22. بتصرّف.
  4. شادي بشكار، حياة البرزخ في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 119. بتصرّف.
  5. شادي بشكار، حياة البرزخ في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 140. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت شادي بشكار، حياة البرزخ في ضوء الكتاب والسّنة، صفحة 87. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1832، حديث صحيح.
  8. شادي بشكار، حياةُ البرزخ في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 94. بتصرّف.
  9. سورة غافر، آية:46
  10. الواحدي، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، صفحة 946. بتصرّف.
  11. سورة المؤمنون، آية:99-100
  12. سورة غافر، آية:45-46
  13. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:3116 ، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
  14. شادي بشكار، حياةُ البرزخ في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 129.
  15. رواه القرطبي، في تفسير القرطبي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:406، حديث صحيح.
  16. شادي بشكار، حياةُ البرزخ في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 140.
3696 مشاهدة
للأعلى للسفل
×