أهمية العلوم
حرص الإنسان منذ الأزل على التزوّد الدائم من العلم ومواكبة التطوّر الذي شهده العالم مع مرور الزمن واختلاف العصور، وقد أشارت الدّيانات السماويّة ومنها الدّين الإسلاميّ إلى ضرورة العلم ومكانة طالبه وأهميّته في حياة البشر، فلا ينبغي على المرء أن يكتفي بالتعاليم الدّينيّة التي يعرف بها المولى -عزّ وجلّ- والعبادات والواجبات المترتبة عليه وأساس العقيدة، ولكن على المرء أن يتعمّق في العلوم الحياتيّة الأخرى، والتي من خلالها يمكن للمرء أن يسمو في حياته ويعمّر بها أرضه ويُنير بها عالمه، ومن هذه العلوم علم الطبّ والهندسة والفلك والكيمياء والنبات والحيوان وغيرها، ومنها أيضًا ما يتمحور المقال حوله ألا وهو علم الفلسفة.[١]
علم الفلسفة
الفلسفة هي كلمة يونانيّة المنشأ تكتب باليونانيّة phílosophía وتُشير في معناها إلى حبّ التزّود من الحكمة، وعلم الفلسفة هو علمٌ يدعو إلى دراسة المعرفة والتفكير فيها والسعي وراءها، كما يتشعّب هذا العلم ليشمل كافّة الجوانب الحياتيّة والدّينيّة والعمليّة وغيرها، وقد وضع الأساس الأوّل لقواعد علم الفلسفة العلماء والفلاسفة الإغريقيّين، وقد تفاعل المسلمين مع فلسفة الإغريق ودمجوا الأساس الإغريقيّ الذي كان يطرح الفلسفة الواقعيّة إلى ما يدعى بالفلسفة الإسميّة، قبل أن تتطوّر الفلسفة مع تقدّم الزّمن وتتحوّل إلى فلسفة علميّة في عصر النهضة، ومن ثمّ ظهرت الفلسفة الوجوديّة والإنسانيّة والعدميّة والحديثة وغيرها من الأنواع العديدة للفلسفة.[٢]
وقد تناولت مواضيع علم الفلسفة العديد من الأحداث المواكبة لتقدّم الزّمن وتسلسله فقد تعمّقت في البداية في أصل الكون وجوهر وجوده من ثمّ تناولت المواضيع المتعلّقة بالخلق والخالق والعلاقة بينهما، ثمّ خاضت في جذور العقل والأسس السليمة للتفكير، كما خاض بعض الفلاسفة اليونانيّين في صفات الخالق والفحوى من وجود البشر وفي البراهين والأدلّة التي تثبت وجود الخالق، قبل أن تأخذ الفلسفة منحى معقّدًا وجدّيًّا بعد ظهور الديانة المسيحيّة لتشمل في مواضيعها مفاهيم الوجود والأخلاق والحقيقة والمعرفة ونحو ذلك من الأمور.[٢]
مجالات العمل بعلم الفلسفة
إنّ دراسة علم الفلسفة لا بدّ أن يكون ناجمًا عن اجتهادٍ عميق ودوافع قويّة، فهي تعود على المرء بالفوائد الكثيرة حيث تنمّي قدرة الإبداع لدى المرء وتوفّر له اكتساب المهارات الفكريّة ونحو ذلك من الأمور، وقد يجول في خاطر المرء فيما إذا درس هذا العلم عن المجالات المتاحة له من أجل العمل بعلمه، فدراسة علم الفلسفة توّفر للمرء مجالاتٍ عديدةٍ للعمل منها أن يكون المرء مستشارًا في مجال الموارد البشريّة أو باحثًا علميًّا في كامل مجالات العلم، كما يمكن للمرء أن يعمل في مجال التدريس أو في مجال القانون أو في مجال الاستشارات النفسيّة والاجتماعيّة أو في مجال الصّحافة ودور النشر، أو يمكن له أن يكمل في المجال الدراسيّ والقيام بالدّراسات العليا والحصول على شهادات الماجستير والدبلوم والدكتوراه، فنهر العمل والعلم لا يمكن أن ينتهي مهما انتهل المرء منه.[٣]