علي الطنطاوي
علي الطنطاوي هو شيخ جليل جمع بين العلم والفقه والأدب ولُقّب بفقيه الأدباء وأديب الفقهاء،[١] ولد الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- في دمشق سنة 1909م، وهو ينتمي إلى عائلة معروفة بالعلم والدين، فأبوه مصطفى الطنطاوي كان صاحب علم وجدّه محمد الطنطاوي كان عالمًا كبيرًا، كانت بداية نشأة الطنطاوي في فترة تفكّك الدولة العثمانية وانتهاء حكمها في بلاد الشام ودخول الفرنسيين واستعمارهم لسوريا، فأظهر الشيخ منذ صغره رفضه للاستعمار واستمر على رفضه ومناهضته، وسيّتحدّث هذا المقال عن حياة علي الطنطاوي وعزلته.[٢]
حياة علي الطنطاوي
درس الشيخ علي الطنطاوي الحقوق وتخرج سنة 1933م في كليّة الحقوق بدمشق ثمّ انتقل إلى العراق وعمل فيها مدرسًّا ثم عاد إلى دمشق واشتغل بالقضاء الشرعي، وقد ترقّى في القضاء ومناصبه حتى وصل إلى أعلى الدرجات،[٣] ولكنه عاد وغادر بلده إلى السعودية حيث عمل مدرسًّا في كليّات مكة والرياض، ثمّ تفرّغ الشيخ للعمل الإعلامي وقدّم برامجًا دعوية في الإذاعات، وقيل عنه أنّه كان يهاب الاجتماع بالناس فسخّر له -سبحانه- التواصل معهم عن طريق وسائل الإعلام، وقد كان له تأثير كبير وقبول لدى غالبية شرائح المجتمع.[٢]
كان لدى الشيخ علي الطنطاوي خمسٌ من البنات وقد أحسن تربيتهن كما كان له الأثر الكبير في أحفاده حيث زرع فيهم القيَم وحبّ الدين معطيًا بذلك نموذجًا رائعًا للأب الفاضل والمربّي الرحيم، وقد عُرف عنه دفاعه عن حقوق النساء والتحذير من ظلمهن حتّى لُقّب بناصر المرأة،[٢] تميّز الطنطاوي بأسلوبٍ بديع جمع بين السهولة والفصاحة فكان صاحب عبارات قريبة من فهم المثقف والعاميّ عصيّة على التقليد والمحاكاة، واتصفّ بعزّة النفس وكثرة العطاء وأتقن عمله بشتّى المجالات فكان فقيهًا وعالمًا ومصلحًا اجتماعيًا وخطيبًا مفوّهًا وصحفيًّا مرموقًا، وترك مجموعة من الكتب العلمية والأدبية النافعة وقد كتب الله -عزّ وجلّ- لعلم الطنطاوي وفقهه وأدبه القبول بين الناس فكانت كتبه ولا تزال معينًا لمن بحث عن نصوح العبارة وجزالة الأسلوب وعمق المعنى.[١]
عزلة علي الطنطاوي
يُحكى عن الشيخ علي الطنطاوي حبّه للعزلة والانفراد؛ وقد كان شغوفًا بالعلم والقراءة كما أُعطي من قوة الذاكرة وتوقّد الذكاء ما أُعطي فجمع العلم الغزير وحصّل الآداب النافعة،[٢] ولكنّ حبّه للعزلة لم يمنعه من الاتصال بالناس والرد على أسئلتهم فقد أمضى حياتها كلّها في الدعوة ونشر العلم عن طريق تقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية ونشر المقالات في الصحف والمجلات، كما يُحكى أنّه كان يجلس في الحرم المكيّ في وقتٍ محدّد من يومه ليُجيب عن أسئلة الناس واستفساراتهم، وقد مُنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة 1990م.[٤]
ترك الشيخ علي الطنطاوي عمله الإذاعي عندما تجاوز الثمانين وتوّقف عن نشر المقالات وأعلن للناس دخوله في عزلته ووّدعهم قائلًا: "قد عزمت على أن أطوي أوراقي، وأمسح قلمي، وآوي إلى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين، فلا أكاد أخرج من بيتي، ولا أكاد ألقى أحدًا من رفاقي وصحبي"، دخل الشيخ علي الطنطاوي بيته وأغلق بابه وأصبحت أمسياته مقتصرة على وجود المقربين ولكنّه مع اعتزاله وتقدمّه في السن إلّا أنّه بقي مشعلًا منيرًا في العلم والفهم إلى أن توفّاه الله سنة 1999م ودُفن في مكة المكرمة.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "علي الطنطاوي أديب الفقهاء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-02-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "الشيــخ علي الطـنطــاوي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "نبذة عن حياة الشيخ علي الطنطاوي"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-02-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "سيرة الشيخ علي الطنطاوي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-02-2020. بتصرّف.