محتويات
عملية شفط الماء من المخ
إنّ عملية شفط الماء من المخ -أو ما يُدعى طبيًا بعملية الشنت الدماغي البيرتواني أو البطيني البيرتواني هي العملية التي تهدف إلى تخفيف الضغط عن الدماغ والبطينات الدماغية عن طريق تخفيف ضغط السائل الموجود فيها، وهي عملية جراحية تُعالج بشكل رئيس الاستسقاء الدماغي، حيث يحدث بهذه الحالة تراكم للسائل الدماغي الشوكي CSF في البطينات الدماغية، مسبّبًا توسّعها والضغط على الدماغ ضمن الجمجمة، وعادة ما يستمر السائل الدماغي الشوكي بالانتقال من هذه البطينات إلى قاعدة الدماغ، ومن ثم إلى الحبل الشوكي وإلى الدم، وعندما يزداد إنتاج أو ينخفض تصريف هذا السائل، فإنّه يتسبّب بأعراض انضغاطية على الدماغ يمكن أن تؤدّي إلى مشاكل خطيرة للغاية تصل إلى الوفاة. [١]
أسباب إجراء عملية شفط الماء من المخ
إنّ الاستسقاء الدماغي يحصل عند الأطفال بنسبة أكبر من البالغين، حيث يشير المعهد الوطني للأمراض العصبية والجلطات الدماغية NINDS في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنّ نسبة 1 إلى 2 بالألف من كل ولادة يمكن أن تكون لطفل مصاب بالاستسقاء الدماغي، ومن الممكن أن يحدث تجمّع السائل الدماغي الشوكي في الدماغ نتيجة للعديد من الأسباب، ومن هذه الأسباب ما يأتي: [١]
- فرط إنتاج السائل الدماغي الشوكي.
- الامتصاص السيء للسائل الدماغي الشوكي من قبل الأوعية الدموية.
- مناطق الانسداد التي تمنع السائل من التصريف خارج الدماغ.
وتُعدّ الانسدادات هي أشيع أسباب الاستسقاء الدماغي، كما يمكن للكيسات والأورام وحالات الالتهاب في الدماغ أن تعيق السير السليم للسائل الدماغي الشوكي، وأن تتسبّب بالتراكم غير الآمن لهذا السائل، وتتضمّن أعراض الاستسقاء الدماغي والتي غالبًا ما يُلجأ بسببها إلى عملية شفط الماء من المخ ما يأتي:
- كبر حجم الرأس.
- الصداع.
- الاختلاجات.
- الهياج العام.
- الأرق المفرط.
- سلس البول.
- ضعف الشهية تجاه الطعام.
- التأخر العقلي.
- فقدان الذاكرة.
- ضعف التناسق الحركي.
- ضعف القدرة البصرية.
ومن الممكن أن تُساعد الاختبارات الشعاعية في تأكيد تشخيص الاستسقاء الدماغي، حيث يمكن القيام بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية والطبقي المحوري والتصوير بالرنين المغناطيسي من أجل فحص أنسجة الدماغ، ومعرفة السبب المؤدّي لهذا الاستسقاء، بالإضافة إلى فحص البطينات الدماغية وتحديد وضعها.
التحضير لعملية شفط الماء من المخ
من الضروري أن يعلم المريض بالتفصيل حيثيات عملية شفط الماء من المخ والإجراءات المتبعة قبلها والخيارات المتاحة أمامه قبل الإقبال عليها، ولذلك على المريض مناقشة الطبيب بجميع التحضيرات الواجب عليه اتّخاذها، فقد يتحدّث الطبيب بشكل عام قبل العملية عن كلّ مما يأتي: [٢]
- التوقف عن شرب الكحول، لأنّ ذلك يمكن أن يؤثر على سير العملية والشفاء منها.
- التوقف عن تناول فيتامين E، لأنّ ذلك يمكن أن يزيد من فرصة حدوث النزوف.
- تجنّب العلاجات الطبيعية والمتمّمات الغذائية وجميع أنواع العلاجات غير المنصوح بها من قبل الطبيب.
- مناقشة جميع الأدوية التي يتناولها المريض حاليًا، فبعض الأدوية يجب إيقافه قبل الإقبال على العمل الجراحي.
- مناقشة وجود مشاكل قلبية سابقة أو وجود اختبارات غير طبيعية فيما يخصّ عمل القلب.
- توضيح وجود الحساسية تجاه أيّ نوع من أنواع الأدوية أو الأغذية أو المواد المختلفة.
- الحديث حول التدخين وأثره على الجراحة.
- مناقشة وجود حالة التوقف المفاجئ أثناء النوم.
كما ينصح الطبيب بعدم تناول الطعام بعد منصف الليل في اليوم السابق للجراحة، كما يوضّح الفترات التي يستطيع فيها المريض تناول الماء وكمّية الماء التي يستطيع شربها.
كيف تتم عملية شفط الماء من المخ
يقوم الطبيب بعملية وضع الشنت الدماغي البيرتواني بعد وضع المريض تحت التخدير العام، وغالبًا ما تستغرق العملية بشكل كامل حوالي 90 دقيقة، وتقوم الممرضة الجراحية بحلق المنطقة خلف الأذن من الأشعار، حيث تُوضع القسطرة في هذه المنطقة، والقسطرة هي أنبوب مرن ورفيع يُستخدم من أجل تصريف السائل الزائد، ويقوم الجراح بإجراء شق جراحي صغير خلف الأذن، كما يقوم بإجراء ثقب في الجمجمة في تلك المنطقة، بعد ذلك يقوم بإدخال القسطرة إلى داخل تجويف الجمجمة عبر الثقب، ويقوم بوضع قسطرة أخرى تحت الجلد خلف الأذن، وتصل هذه القسطرة إلى الصدر ثمّ البطن، حيث تسمح للسائل الدماغي الشوكي بالتصريف ضمن التجويف البطني، حيث يقوم الجسم بامتصاص هذا السائل، كما قد يقوم الطبيب بوضع مضخّة صغيرة جدًّا مربوطة بالقسطرتين خلف الأذن تحت الجلد، وهذه المضخة تقوم بالتفعيل الذاتي من أجل إزالة السائل المتراكم عندما يزداد الضغط ضمن الجمجمة عن الحدّ الطبيعي، كما من الممكن برمجة هذه المضخة لتعمل بشكل تلقائي عند ضغط معين. [١]
مخاطر واختلاطات عملية شفط الماء من المخ
يمكن أن تنتج اختلاطات عملية شفط الماء من المخ عن الإجراء الجراحي أو عن بقاء جهاز تصريف السائل لأيام أو سنوات بعد الإجراء، فكلّ حالة تختلف عن الأخرى، ولذلك من الضروري أن يتفهّم الأهل احتمالية حدوث هذه الاختلاطات، والتي تتضمن بشكل عام ما يأتي: [٣]
- انسداد التحويلة: وهو من اشيع المشاكل الواردة، والذي من الممكن أن يتمّ تصحيحها بعمل جراحي آخر، ولكنّه يمكن أن يؤدّي إلى مشاكل صحية خطيرة.
- سوء عمل التحويلة -أو الشنت-: كالتصريف الزائد -والذي يحصل عن حوالي 5% إلى 10% من المرضى الخاضعين لهذا العمل الجراحي- أو التصريف القاصر للسائل الدماغي الشوكي، وهذا الأمر يحتاج إلى التدخل الطبي المباشر.
- الإنتان: وذلك في منطقة الإجراء الجراحي أو الشنت أو السائل الدماغي الشوكي، وهذا الأمر يمكن أن يترافق مع الحمّى والإيلام والاحمرار في منطقة الرقبة، بالإضافة إلى عودة تظاهر أعراض الاستسقاء الدماغي.
ومن الصعب تقدير الفترة التي يبقى فيها الشنت سليمًا وفعّالًا، إلّا أنّ حوالي نصف عمليات الشنت يتمّ تبديلها أو إصلاحها بعد 6 سنوات من تركيبها.
المراجع
- ^ أ ب ت "Ventriculoperitoneal Shunt", www.healthline.com, Retrieved 12-08-2019. Edited.
- ↑ "What to know about ventriculoperitoneal shunt", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-08-2019. Edited.
- ↑ "Shunt Procedure", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 12-08-2019. Edited.