الأعياد غير الدينية
على امتدادِ العالم يوجد العديد الأعياد التي لا تُصنّف أنها أعياد دينية، وهي أعياد استحدثتها ثقافات الشعوب ومعتقداتها، وتعود أصولها إلى الخلفيات الثقافية والبيئات المتعددة، ومن بين هذه الأعياد عيد نوروز، وهو من الأعياد التي يشيع الاحتفال بها في كثيرٍ من دول العالم، ومن ضمنها بعض الدول في الوطن العربي، حيث يرتبط هذا العيد بكثيرٍ من الشعوب أو الطوائف المسيحية عامة، لكنّ شهرتَه الواسعة بدأت من إيران وامتدت إلى باقي الدول، فيما يعتبره البعض عيدًا خاصًا ببداية فصل الربيع، ويتضمن طقوس احتفالية خاصة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن عيد نوروز باستفاضة، وذلك بذكر معلومات عن عيد نوروز.[١]
عيد نوروز
تعدّدت الروايات حول عيد نوروز أو كما يُسمى بعيد رأس السنة المصرية أو عيد الشهداء أو عيد رأس السنة القبطية، إذ يُعرف عيد نوروز بتسميات مختلفة باختلاف الدول، ومن هذه الروايات أنّ عيد نوروز مناسبة سنوية تحتفل بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم الحادي عشر من أيلول من كل عام، ويوافق هذا الناريخ بداية السنة القبطية التي تبدأ بشهر توت، وعيد رأس السنة المصرية أو النوروز هو أول أيام السنة الزراعية الجديدة، ومصطلح نوروز يعود في أصله إلى كلمة قبطية تعني الأنهار، ويُعرف يوم الاحتفال بعيد النوروز بأنه ميعاد اكتمال موسم فيضان نهر النيل باعتباره سبب الحياة في مصر، وبعد دخول اليونانيين إلى مصر، حرفوا كلمة نوروز وأضافوا إليها حرف السين فأصبحت نيروس، فظنّها العرب كلمة نيروز الفارسية.[٢]
في اللغة الفارسية تعني كلمة نيروزاليوم الجديد، وهو عيد الربيع بالنسبة للفُرس، فاختلط على العرب الفرق بين نوروز ونيروز، وظنوا أنه العيد نفسه، وفي روايةٍ أخرى أنّ عيد نوروز أو النيروز هو عيد رأس السنة الفارسية، ويوافق هذا اليوم يوم الاعتدال الربيعي، أي الحادي والعشرين من آذار بحسب التقويم الميلادي، ويعود أصل عيد نوروز إلى التقاليد الدينية المجوسية، لكنّ خرج من عبادء التقاليد المجوسية وبقي الاحتفال به موجودًا حتى بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، وهو مستمر إلى اليوم، ويُعدّ من أكبر الأعياد القومية الفارسية، وتحتفل به إيران والدول المجاورة لها مثل: تركيا وأفغانستان والأكراد في شمال العراق، وانتقل الاحتفال به إلى باقي الدول من خلال طريق الحرير، ويُعدّ يوم عيد نوروز يوم عطلة رسمية في العراق وإيران وأذربيجان وقرغيزستان، وبشكلٍ عام فإنّ عيد نوروز هو عيد الربيع.[٣]
تاريخ عيد نوروز
تقول الروايات إنّ تاريخ عيد نوروز يعود لأيام الملك الفارسي جمشيد الذي كان يُدعى جم، وكان يتجول في العالم حتى وصل إلى أذربيجان، فأمر بنصب عرش وجلس عليه حتى أشرقت الشمس وسطع نورها على التاج فابتهج الناس وقالوا: هذا يوم جديد، ويُقال إنّ هذا هو أصل الاحتفال بمناسبة عيد نوروز، أما النقوش الأثرية التاريخية والأدب الإيراني بشكلٍ عام، فقد تحدثا عن عيد نوروز بوصفه عيدًا، وبأنّ الساسانيين الذين حكموا بلاد فارس كانوا يحتفلون به، ووضعوا تقويمهم على أساس هذا اليوم، إذ إنّ الكهنة البابليّون والمجوس الإبرانيين الذين كانوا يقيمون في بابل قد أجروا حسابات دقيقة للتقويم عن طريق رصدهم للنجوم، لكن عيد نوروز لم يكن ثابتًا عندهم في ذلك الزمان، إذ إنهم لم يُراعوا بعض التغيرات مثل السنة الكبيسة، وبعض الاختلاطات الحاصلة.[٣]
بعد الفتح الإسلامي لم يحظّ عيد نوروز بالاهتمام، لكنّ الخلفاء الأموّيين بدأوا بتوزيع الهدايا على الفرس في أيام عيد نيروز، ويُقال أن الحجاج بن يوسف الثقفي هو أوّل من قدّم هدايا عيد نوروز، لكنّ عمر بن عبد العزيز ألغى هذه العادة، ورغم هذا فقد استمرّ تقديم هدايا عيد نوروز للفرس في زمن الدولة العباسية، خصوصًا أن الدولة الإسلامية في ذلك الوقت كان فيها الكثير من الاختلاط بين العرب والعجم، وفي الوقت الحاضر، وتحديدًا فلي جلسة شباط من عام ألفين وعشرة، قررت اليونسكو اعتبار عيد نوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي، واعتبرت يوم الحادي والعشرين من آذار يوم نوروز عالمي.[٣]
طقوس عيد نوروز
كما ورد ذكرُهُ فإنّ عيد نوروز في الأصل هو عيد مجوسي إيراني، ويتميز هذا اليوم بعددٍ من الطقوس وأهمها تقديم الهدايا المختلفة للمحتفلين، إذ كانوا يتهادون فيه الزهور والثمار المتنوعة، ويعدّونها تفاؤلًا ببركة العام، كما يُكثرون فيه من اللهو واللعب والأجواء الاحتفالية الممتدة لعدّة أيام، حيث كان الفرس يُقيمون احتفالّا كبيرّا، ويُهدون فيه الحكّام والخلفاء الهدايا، وعدد أيام الاحتفال فيه عند الفرس هي ستة أيام متواصلة.[٤]
ومن أبرز ما يُميز طقوس الاحتفال بعيد نوروز هو السفرة المخصصة لهذا اليوم تحديدًا، والتي تُسمى "ي هفت سين"، أي سفرة السينات السبع، وتحتوي هذه السفرة على سبعة أطعمة مختلفة وكلّها تبدأ بحرف السين، وأحيانًا يمتدّ الاحتفال بهذا العيد مدّة أسبوعين مع تعطيل المرافق العامة والدراسة[١]، وفي الوقت الحاضر يحتفل أكثر من ثلاثمئة مليون شخص حول العالم بهذا العيد، وتترافق طقوسه في بعض الدول بظهور شخصية الحاج فيروز في الشوارع، وارتدائه للباس باللون الأحمر، مع وجه مصبوغ باللون الأسود، ويُنشد القصائد الشعبية.[٣]
عيد نوروز في الإسلام
في الوقت الحاضر أصبح الاحتفال بالأعياد التي تخصّ معتقدات الشعوب الاخرى من الأمور الشائعة عند البعض، وهذا من الأمور المنهي عنها في الإسلام، وكما تمّ ذكره من معلومات عن عيد نوروز، فإنّ عيد نوروز عيد مجوسي إيراني لا يمتّ للإسلام بأي صلة، وهو يخصّ الأقباط المسيحيين والمجوس والعجم والسريانين والأشخاص الذين يتبعون بعض الطوائف والعادات، ولهذا فإنّ حكم الاحتفال به من قبل المسلم حرام، ولا يجوز له المشاركة به بأي شكل، لأنّ الاحتفال به من عادات الجاهلية التي نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عنها.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "6 أعياد عربية وعالمية تحتفل بفصل الربيع"، alaraby، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "عيد النيروز"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "نوروز "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "بحث وتعليق حول يوم النيروز"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "عيد النيروز.. تعريفه وحكمه"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.