محتويات
غزوات النبي
حفل التاريخ الإسلامي بعددٍ من الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون ضدّ أعداء الدعوة الإسلاميّة، ومن أهمّ تلك الغزوات وأبرزها في التاريخ الإسلامي: غزوة الخندق أو ما يُعرف بغزوة الأحزاب، وفيما يأتي تعريفٌ بسبب هذه الغزوة، وتاريخ وقوها، وأبرز مجرياتها وأحداثها، وما رافقها من مواقف.
تعريف غزوة الخندق
غزوة الخندق إحدى الغزوات التي خاضها المسلمون زمن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وحدث في شهر شوال من السنة الخامسة للهجرة، وكانت ضدّ تحالف القوى المعادية للمسلمين الذين تحالفوا واجتمعوا لقتال المسلمين في المدينة المنوّرة، وبلغ عدد جيش الكفار عشرة آلاف رجل، بقيادة أبي سفيان، وسمّيت غزوة الخندق بالأحزاب؛ لتحالف عددٍ كبيرٍ من اليهود والمشركين ضدّ المسلمين،[١] وكان تعداد جيش المسلمين ثلاثة آلاف مقاتلٍ.[٢]
أحداث غزوة الخندق
سبب الغزوة
كان العهد بين النبيّ -صلى الله عليه وسلم- واليهود في المدينة؛ أن يحموها ويدافعوا عنها عند أي اعتداءٍ، إلا أنّ قبيلة بني النضير - وهي إحدى قبائل اليهود- خالفت الاتفاق، فتآمرت مع قبائل من قريش، وحرّضتهم على قتال للمسلمين، ثمّ خرجوا إلى قبيلة غطفان، وحرّضوها كذلك على قتال المسلمين، فتحالفوا جميعهم وتجهزوا للقتال، حيث خرجت قريش بقيادة أبي سفيان، وغطفان بقيادة زعيمهم عينية بن حصن، ومن حالفهم من اليهود وبعض القبائل.[٣]
حفر الخندق
حين علم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بتحالف الأحزاب واجتماعهم لقتالهم، اجتمع مع أصحابه يشاورهم في كيفية حماية المدينة من الأعداء؛ فأشاروا عليه بعدة آراء، وقد أخذ الرسول بأنجعها، وهي مشورة سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- الذي أشار على الرسول -عليه الصلاة والسلام- بحفر خندق حول المدينة، وقد استمروا في حفر الخندق، وأنهوا حفره قبل وصول الأحزاب؛ حيث تشارك المسلمون كلّهم في حفره ومعهم رسول الله، رغم البرد الشديد وصعوبة ما لاقوا في حفره.[١]
نتيجة الغزوة
عند مهاجمة الأعداء للمدينة، فوجئوا بالخندق أمامهم؛ فنصبوا خيامهم يحاصرون المدينة، وعسكروا أمام الخندق، ولم يكن أمامهم من وسيلةٍ للقتال إلا رمي السهام، وقد تآمرت بنو قريظة من يهود المدينة مع الأحزاب، فضاق الأمر على المسلمين حينها.[٢]
وهيأ الله -تعالى- للمسلمين نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان مسلمًا من غطفان يكتم إسلامه، فقام بإثارة الفتنة بين الأحزاب من بني قريظة وغطفا وقريش، وتمكّن من ذلك؛ حيث بدأت الأحزاب بالتراجع والتفكير في الانسحاب، وأخذ أبو سفيان يُراسلهم ويخبرهم أنّه لا فائدة من بقائهم أمام الخندق.[٢]
وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وصحابته معسكرين عند الخندق، يدعون الله -تعالى- ويتضرّعون له، واستجاب الله دعاءهم، فهبّت رياحٌ شديدةٌ على الأحزاب، قلعت خيامهم، وأطفأت نارهم، وقلبت قدورهم، وأصبح من الصعب عليهم مواصلة حصارهم، فانسحبوا، وكتب الله -تعالى- نصره للمؤمنين.[٢]
معجزات النبيّ في غزوة الخندق
أيّد الله -تعالى- نبيّه في غزوة الخندق وأثناء الإعداد لها بمعجزاتٍ، كان لها أثرٌ في تثبيت المسلمين، ومنها:[٤]
- التبشير بفتح وامتلاك قصور الروم والفرس: حيث عرضت صخرةٌ للمسلمين أثناء حفرهم للخندق، ولم يقدروا عليها، فأخبروا النبي، وقاد بفأسه -عليه الصلاة والسلام-؛ فضربها أوّل مرَّةٍ وكبّر وبشّر بأنّه يرى مفاتيح الشام، وفي الثانية أنّه أعطي مفاتيح قصور فارس.
- مباركته وتكثيره للطعام: حيث كان المسلمون يعانون من جوعٍ شديدٍ، فأقبل أحد الصحابة ودعا النبيّ إلى طعامٍ قليلٍ عنده، فدعا النبيّ كلّ أصحابه ليأكلوا من هذا الطعام، ودعا بالبركة؛ فتبارك الطعام حتى أكل منه جميع الصحابة وشبعوا.
المراجع
- ^ أ ب أبو الحسن الندوي، السيرة النبوية، صفحة 345-348. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 280-288. بتصرّف.
- ↑ السيد الجميلي، غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 75-77. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم العلي، صحيح السيرة النبوية، صفحة 267-268. بتصرّف.