معلومات عن قبة الصخرة

كتابة:
معلومات عن قبة الصخرة

المقدسات الاسلامة

تعدُّ المقدسات الإسلامية جزءٌ مهم من عقيدة وتاريخ المسلمين وحضارتهم،[١] وهي الأماكن التي أثبت الشرع بركتها وطهارتها، مثل المساجد، وعلى رأس هذه المقدَّسات: المسجد الحرام والمسجد النبويّ والمسجد الأقصى؛[٢] وذلك لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدٍ: المسجدُ الحرامُ، و مسجدي هذا، والمسجدُ الأقصى"،[٣] ولأهمية هذه المقدَّسات ولضرورة الحفاظ عليها والدفاع عنها من أيِّ اعتداء[١] سيتم الحديث في هذا المقال عن المسجد الأقصى وعمارة المسجد الأقصى، ومعالم المسجد، ومعلومات عن قبة الصخرة.

المسجد الأقصى

سُميَ المسجد الأقصى بهذا الاسم؛ نظرًا لبعده عن المسجد الحرام، وقد وردت هذه التسمية في القرآن الكريم في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[٤] وقد ثبت في الآية الكريمة منزلة المسجد الأقصى في الشريعة الإسلامية فهو مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي بارك الله -عزَّ وجلَّ- حوله،[٥] كما أنَّه أولى قبلتيِّ المسلمين وثالث المساجد التي تشد الرحال إليها.[٦] وقد بُني المسجد الأقصى بعد المسجد الحرام بأربعين عامًا إمّا على يدِ آدم -عليه السلام- أو على يد الملائكة،[٧] وقد خصَّ الله -عزَّ وجلَّ- المسجد الأقصى بفضائل، منها:

  • أنَّ الصلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة،[٨] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، و صلاةٌ في مسجدِي ألفُ صلاةٍ، و في بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ".[٩]
  • أنَّ المسيح الدجَّال لا يدخله[١٠] ودليل ذلك ما جاء في حديث جنادة حيث قال: "أتَينا رجلًا من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ فقال أنذَرتُكمُ المَسيحَ أنذَرتُكمُ المَسيحَ إنه رجلٌ ممسوحٌ قال أظنُّه أنه قال اليُسرى يَمكُثُ في الأرضِ أربعينَ صباحًا معَه جبالُ خبزٍ وأنهارُ ماءٍ يَبلُغُ سُلطانُه كلَّ مَنهَلٍ لا يأتي أربعةَ مساجدَ المسجدَ الحرامَ والمسجدَ الأقصى ومسجدَ الطُّورِ ومسجدَ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غيرَ أن ما كان من ذلك فاعلَموا أنَّ اللهَ ليس بأعوَرَ قالها ثلاثًا".[١١]

عمارة المسجد الأقصى

للمسجد الأقصى أهمية كبيرة ومكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية وقلوب المسلمين؛ لذلك اهتم المسلمون بعمارة وترميم المسجد الأقصى اهتمامًا كبيرًا على مدى الأزمنة والعصور حتى يومنا هذا وحرص جميع من تولى أمره أن يترك به أثرًا،[١٢] وقد كان للهاشميون دور كبير في إعادة بناء المسجد الأقصى حيث أنّهم قاموا برتميمه ثلاث مرات خلال القرن العشرين. وفيما يأتي تفصيل ذلك:[١٣]

  • الإعمار الأول: قام به الملك حسين بن علي وابنه الملك عبد الله سنة 1924، حيث قاما بتجديد عمارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
  • الإعمار الثاني: تم تشكيل لجنة لإعمار المقدسات الإسلامية في عهد الملك الحسين بن طلال عام 1954، واشتمل هذا الإعمار على ترميم الجدران الخارجية والأسقف والجدران الداخلية والخارجية للمسجد، وتركيب أعمدة رخامية ونوافذ من الزجاج الملون، كما تم تركيب قبة خارجية لقبة الصخرة مصنوعة من الألمنيوم لونها ذهبيّ، وتم تركيب رخام للجدران وإعادة ترميم الفسيفساء كما تم نقش وزخرفة سورة يس والإسراء على البلاط القيشاني.
  • الإعمار الثالث: أمر بهذا الإعمار الملك الحسين بن طلال بعد تعرض المسجد الأقصى للحريق، وشمل هذا الإعمار المسجد المبارك وقبة الصخرة وقبة السلاسل، والمتحف الإسلامي، وباب الرحمة، ومنبر صلاح الدين.

معالم المسجد الأقصى

يظنُّ الكثير من الناس أنَّ المسجد الأقصى هو فقط المسجد القبلي، والحقيقة أنَّ مساحة المسجد الأقصى تبلغ ما يقارب 144 دونمًا، وكلُّ معلمٍ أحاط به سور المسجد الأقصى يعدُّ جزءًا من المسجد.[٨] وسيتم الحديث في هذه الفقرة عن معالم المسجد الأقصى ببعضٍ من التفصيل.

  • الجامع القبلي: يقع في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى، شرع في بنائه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وأتمَّ بناءه ابنه الوليد، وهو المكان الرئيسي للخطيب والإمام في الصلوات الخمس وصلاة الجمعة.[١٤]
  • قبة الصخرة: تعتبر أقدم الآثار المعماريَّة الإسلاميَّة،[١٤] وتحيط هذه القبة الذهبية الصخرة التي عرج عليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماء،[١٥] وهي أعلى نقطة في المسجد الأقصى.[٨]
  • المصلى المرواني: سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وموقعه تحت ساحات المسجد الأقصى؛ حيث إنَّه بُني كتسوية لهضبة بيت المقدس، وتم تخصيصه لتعليم الفقه.[١٤]
  • حائط البراق: يُطلقُ عليه اليهود حائط المبكى؛ وذلك لزعمهم أنَّه الجزء المتبقي من الهيكل، وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد.[١٤]
  • قبة السلسلة: تقع هذه القبة وسط المسجد الأقصى، وقد شُيدت في العهد الأموي؛ وهو مبنى صغير جدرانه مفتوحة مكون من إحدى عشر ضلعًا، ومحربًا.[١٤]
  • بوابات المسجد الأقصى: تقع هذه الأبواب على الجانبي الشمالي والغربي،[١٦] ويبلغ عدد أبوابه خمسة عشر بابًا، عشر أبوابٍ مفتوحة، وخمسة مغلقة، وجميع تلك الأبواب خشبية.[١٧]

معلومات عن قبة الصخرة

تُعتبر قبة الصخرة أحد معالم المسجد الأقصى وجزءٌ منه؛ حيث إنّها تقع في حرم المسجد الأقصى في بلدة فلسطين، وتحديدًا في مدينة القدس، وقد أمر الخليفة عبد الملك بن مروان ببنائها، وتم تشييدها عام 66هـ وتم الفراغ منها عام72هـ.[١٥] وفيما يأتي بعض المعلومات عن قبة الصخرة:

  • المهندسان اللذان أشرفا على بناء قبة الصخرة هما: رجاء بن حيوة، ويزيد بن سلام.[١٥]
  • تم بناء قبة الصخرة على أربع مراحل:[١٥]
    • في المرحلة الأولى تم رسم دائرة حول الصخرة، ثم وضع أربع دعائم، وبين كلّ دعامة وأخرى ثلاث أعمدة، ثم الوصل بينهما بواسطة أقواسٍ، وبُنيت فوق الأقواس حلقة دائرية من الخشب.
    • في المرحلة الثانية تم فيها توزيع ثمان دعائم على الزوايا، ثم تمّ إقامة عمودين بين كلّ دعامتين وتم وصلها مع الدعائم بواسطة أقواس.
    • في المرحلة الثالثة تم إنشاء ثمانية جدران حجرية، ثم فتح أربع بوابات رئيسية، وخمس نوافذ في كلّ جدارٍ من الجدران الثمانية.
    • في المرحلة الرابعة تم إقامة السقف الخشبي فوق المساحة الواصلة بين الجدران الخارجية.
  • مخطط بناء قبة الصخرة وأسلوبه الهندسي يرجع إلى أصولٍ عربيةٍ.
  • الشكل الهندسي لمسجد قبة الصخرة هو الشكل الثماني.[١٥]
  • قبة الصخرة تحتوي على قبتان؛ واحدة داخلية، وأخرى خارجية.[١٥]
  • أبعاد الصخرة 1813، ويبلغ ارتفاعها 1.5، وهي فوق كهف مساحته 4.52 م.[١٨]
  • تم زخرفة قبة الصخرة في العهد الأموي بالزخارف الرخامية، ثم استُبدلت في العهد العثماني بالزخارف القاشانية.[١٥]
  • صحن قبة الصخرة يرتفع عن أرضية الحرم 4 م.[١٥]
  • تمَّ إنشاء في الفترة العثمانية غرف صغيرة في الجهة الشمالية من صحن قبة الصخرة.[١٥]
  • عدد أبواب مسجد قبة الصخرة أربعة أبواب وعدد نوافذه أربعون.[١٥]

المراجع

  1. ^ أ ب "الدفاع عن المسجد الأقصى واجب شرعي"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
  2. "ماهية المقدسات الإسلامية"، www.islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
  3. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 9783، حديث صحيح.
  4. سورة الإسراء، آية: 1.
  5. "المسجد الأقصى ومدينة القدس في الرؤية الإسلامية والتاريخية "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019.
  6. "المسجد الأقصى...مكانته..وتاريخ بنائه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  7. "من بنى المسجد الأقصى؟ "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت "مضاعفة أجر الصلاة في المسجد الأقصى"، aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  9. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 5092، حديث حسن.
  10. "دخول المسيح الدجال جميع البلاد إلا مكة والمدينة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  11. رواه الطحاوي، في شرح مشكل الآثار، عن جنادة بن أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 14/376، حديث صحيح.
  12. "المسجد الأقصى"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  13. "الإعمار الهاشمي للمقدسات الاسلامية في مدينة القدس"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب ت ث ج "نعم المصلى (6) معالم المسجد الأقصى "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  15. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "قبة الصخرة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  16. "في رحاب المسجد الأقصى "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  17. "المسجد الأقصى"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  18. "قبة الصخرة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
5726 مشاهدة
للأعلى للسفل
×