ابن جرير الطبري
هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري إمام المفسرين وشيخهم، ولد عام 224هـ في طبرستان وتشير بعض الروايات إلى أنّ أصوله من اليمن من قبيلة الأزد التي استوطن كثير من أهلها في المشرق الإسلامي بعد الفتوحات الإسلامية، وقد رأى والده رؤيا جعلته يهتمّ بتعليمه بعد أن رأى من نباهته وذكائه ما رأى، وقد ألّف الطبري كتبًا كثيرةً لعلّ أهمّها: تاريخ الأمم والملوك؛ المعروف بتاريخ الطبري، وكتاب تفسير الطبري واسمه جامع التبيان عن تأويل آي القرآن، وتعرّض في أواخر حياته لمحنة بقيت ملازمة له حتّى توفاه الله سنة 310هـ وستقف الفقرة القادمة مع كتاب تفسير الطبري.[١]
كتاب تفسير الطبري
كتاب تفسير الطبري المسمّى جامع التبيان عن تأويل القرآن هو سفرٌ عظيمٌ جاء في أربعةٍ وعشرين مجلّدًا في بعض طبعاته،[٢] قال عنه أبو حامد الإسفراييني إنّه لو سافر مسافرٌ إلى الصّين ليحصل علم ذلك الكتاب؛ فإنّ ذلك ليس كثيرًا في حقّه، ويرى الإمام ابن تيمية إنّه أصحّ كتب التفاسير في وقته -أيّ وقت ابن تيمية- فهو قد اعتمد أقوال الصحابة وتابعيهم وتابعي تابعيهم، وكان يأتي بالآية فيذكر بعدها أقوال الرّجال الذين ارتضى أن يأخذ التفسير عنهم، فيذكرها بأسانيدها، وهذه ميزة لم تكن منتشرة في عصره، ثمّ بعد الانتهاء من التّفسير يرجّح ما يراه هو صوابًا، وبعدها يذكر سبب ترجيحه لذلك الرأي، وبذلك تكون قد اتّضحت الصّورة المطلوبة عن كتاب تفسير الطبري، والفقرة القادمة ستتناول منهج الطبري في تفسير القرآن.[٣]
منهج الطبري في تفسير القرآن
انطلق الطبري في تفسيره للقرآن من منهجيّةٍ واضحةٍ مرسومة قد استعدّ لها مسبقًا، حين تسلّح بأدوات العلم والمعرفة اللازمة لخوض غمار هذا البحر المتلاطم الأمواج الذي لا ينبغي أن يلجه سوى الرّبّان الماهر، وكان ابن جرير الطبري نعم الربان الذي اقتحم هذا البحر فأثبت قدمه فيه، فبداية وضع الطبري مقدمة لكتابه شرح فيها أصول التفسير في الإسلام التي التزم بها هو بنفسه، فكان إذا أتى إلى تفسير آية من آي كتاب الله فإنّه يلجأ أوّلًا إلى تفسيرها بآية أخرى في القرآن الكريم، وإلّا فإنّه يفسّرها بالسنّة النبويّة، وبعد السنة تأتي أقوال الصحابة ثمّ التّابعين ثمّ تابعي التّابعين، وبعدها يذكر أقوالًا أخرى متفاوتة في الدّرجة والثّقة بناء على اختلاف في قراءة الآية ربّما، أو اختلاف في تأويلها، وبعدها يرجّح رأيًا من هذه الآراء بناء على حجج علميّة منطقيّة مقنعة؛ كالاحتكام إلى اللغة التي نزل فيها الكتاب، أو نقد القراءة من حيث القوة والضعف، أو من خلال الرجوع إلى ما قرره العلماء الكبار من أصول عقائد أهل السنة، أو غيرها من العلوم والمعارف التي أحاط بها الطبري في مسيرته العلمية، وكان الطبري من المفسرين الذين امتنعوا عن التفسير بناء على الرأي، وكذلك حذّر من تلك المسألة، وأورد أحاديث كثيرة تحرّم ذلك، وبهذا يكون قد تمّ مقال كتاب تفسير الطبري رحمه الله تعالى.[٤]
المراجع
- ↑ "الطبري"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: تفسير الطبري المسمى بـ «جامع البيان في تأويل آي القرآن»"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "أيهما أصح (تفسير ابن كثير) أو (تفسير الطبري)؟"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الطبري.. العالم الموسوعي"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.