كرتون لحن الحياة
تهب ذكريات الطفولة كنسمة رطبة تحلي مرار السنين وتقف النفس ضاحكةً عند رؤية فيلم كرتوني من الطفولة أو سماع دندنة لأغنية من مهد الطفولة لتشعر بالبهجة والحنين والتمني بعودة تلك الأيام الجميلة الماضية، فالعديد من الأفلام الكرتونية المسجلة بقلوب وعقول من رأوها منها كرتون لحن الحياة، وهو فلم كرتوني واقعي شهير أحرز شهرة عالمية كبيرة أحبه الكبار والصغار لقصته الواقعية التي لامست قلوب الكثيرين، وهي قصة مقتبسة عن حياة فون تراب الملقب بلبارون لرفعة نسب عائلته التي كانت تعيش في النمسا في العقود الأولى من القرن العشرين، النسخة الأصلية للقصة تعود للكاتبة "ماريا أوجستا" وبطلة الرواية هي ذاتها الآنسة صفاء، وفيما يأتي ذكر لأهم تفاصيل كرتون لحن الحياة.
قصة كرتون لحن الحياة
القصص دائمًا ما تأخذ لب المشاهد وعقله لهذا فإن العناية بها تكون مضاعفة حتى يكتب للعمل النجاح، تبدأ قصة "لحن الحياة" من أحد القصور الفخمة في مدينة النمسا الذي توفيت زوجة القبطان ربيع أثناء ولادتها بولدها السابع، فتركت الأم أولادها السبعة بأعمارهم المختلفة على عاتق أبيهم، رأى الأب نفسه مجبراً على إحضار مربيات لأولاده ليتولين تربيتهم وتحمل شؤون حياتهم والاعتناء بطفلته رغد مريضة القلب، فكانت المربيات يتظاهرن بالطيبة والحنان أمام الأب ربيع لتنقلب معاملتهم حين يذهب حتى أصبح الأولاد يعملون على إزعاج المربيات للتخلص من معاملتهم السيئة.
ومع الأسف تكونت عند الأطفال عقد كثيرة ولم يعد لديهم ثقة بأي أحد حتى جاء من غير مجرى حياتهم نحو الأفضل، إنها الآنسة صفاء فتاة من الطبقة الريفية عاشت حياتها يتيمة حزينة عند عمتها تحت ظروف قاسية توفيت والدتها منذ أن كان عمرها سنتين، دخلت إلى كلية التأهيل التربوي لتحقيق حلمها بأن تكون آنسة تُربي الأطفال طُردت في البداية من الكلية بسبب فوضويتها وتصرفاتها العشوائية ثم عادت وبدأت بالتعليم وقبل إنهاء تعلمها طرق التربية الحديثة تم ترشيحها للذهاب لمنزل القبطان ربيع لتقوم برعاية رغد المريضة وإخراجها من حالة الحزن والكآبة والاهتمام بالطفلة رهف المشاغبة.
في البداية ظن الأطفال أنها مثل باقي المربيات، وواجهت صفاء الكثير من المشكلات والرفض من الأولاد وخاصة ريم الطفلة العنيدة التي لم تتقبل صفاء حتى النهاية وهي الثانية في الترتيب ولكن كان لدى صفاء القدرة على كسب محبة الأولاد جميعًا عندما لمسوا منها المعاملة الحسنة، فأُعجب القبطان ربيع بأخلاقها وفرح كثيراً لشدة حب الأطفال لها، وكان في نفس الوقت يبحث عن شريكة لحياته ووجد عند أطفاله تعلقًا كبيرًا بها وأَلحوا عليه بالزواج منها رغم البعد المادي والاجتماعي، وبعد مرور أشهر من زواجها قام القائد النازي هتلر بالحرب على النمسا بلد العائلة فلم يكن أمام الأب سوى الهروب بعائلته لحين انتهاء الحرب وعودة السلام لبلدهم، وعند انتهاء الحرب عادوا من جديد إلى النمسا وأنجبت الآنسة صفاء طفلًا جميلًا وغمرتهم السعادة من جديد وبالفعل أضافت على عائلة القبطان ربيع لحن الحياة المفقود لديهم.
فكرة كرتون لحن الحياة
إنَّ الفكرة التي يناقشها أي عمل كرتوني مهما كانت لا بدَّ أن تكون مقبولة من قبل المجتمع الذي يتلقى هذه الأفكار، ولحن الحياة كان غرضه الأول والأساسي هو أن الأخلاق الحميدة والتعامل الحسن يمكن أن يصنع المعجزات إذ لا بدَّ للنفس أن تكون طيبةً حتى تجد الطيب في كل مكان، فها هي الآنسة صفاء حاولت بكل جهدها أن تنشر الحب بين الأطفال فما كان جزاؤها إلا أن أحبوها وبادلوها تلك المشاعر، لحن الحياة لم يكن لحنًا لهم فقط بل كان لحنًا على منزلٍ بأكمله وحياة بأسرها.