معلومات عن متلازمة أسبرجر

كتابة:
معلومات عن متلازمة أسبرجر

متلازمة أسبرجر

تُمثل متلازمة أسبرجر أحد اضطرابات النمو، كما وأنّه يُمثل أحد أنواع اضطرابات طيف التوحد، ويُمثل مجموعة من الحالات العصبية التي تتميز بضعف المهارات اللغوية والتواصلية، إضافة إلى تميّزه بأنماط متكررة أو تقييدية للتفكير والسلوك، وينطوي على ضعف القدرات والحاجة لمُعاملة الأطفال المُصابين بهذه الحالة مُعاملةً خاصّة بما يتناسب مع حالتهم ويُساهم في السيطرة عليها، وهذا ما يتطلّب عزلهم عن الآخرين في العديد من الحالات، وسيُقدم هذا المقال معلومات عن متلازمة أسبرجر.[١]

أعراض متلازمة أسبرجر

عند الحديث عن أعراض متلازمة أسبرجر يُشار إلى أنّ أعراض هذه الحالة قد تختلف من شخص إلى آخر، ولكن عادةً ما يُعاني الأطفال المُصابين بمتلازمة أسبرجر من تركيز هوسي على موضوع ضيق الاهتمام، ويُمكن بيان الأعراض الأخرى لهذه الحالة على النّحو الآتي:[٢]

  • اهتمام مُبالغ به بأشياء غير جاذبة للاهتمام في الوضع الطبيعي؛ كجداول القطارات أو الديناصورات، بحيث يُمكن أن يُلاحظ اهتمام الطّفل بذلك من خلال حديثه مع أقرانه والمُحيطين به بتلك النواحي.
  • الجهل بمحاولة الأشخاص الآخرين تغيير موضوع المُحادثة، وهذا بحدّ ذاته يتسبّب بمُعاناة الطّفل من صعوبات في التفاعلات الاجتماعية.
  • عدم القدرة على قراءة تعابير الوجه ولغة الجسد، وقد يترتب على ذلك مواجهة صعوبة في معرفة مشاعر الآخرين وتجنّب التواصل بالعيون عند التحدث مع الآخرين.
  • اتباع نمط روتيني عند الحديث، ويرافق ذلك تجلّي تعبيرات ضئيلة على الوجه، ومواجهة صعوبة في تمييز مدى الحاجة لخفض الصوت بما يتناسب مع الموقف.
  • مواجهة صعوبة في المهارات الحركية الأساسيّة؛ مثل الركض أو المشي.
  • فقدان القدرة على التنسيق، وقد يترتب على ذلك عدم القدرة على أداء مهامّ مُعينة؛ مثل التسّلق أو ركوب الدراجة.

أسباب متلازمة أسبرجر

في سياق الحديث عن أسباب متلازمة أسبرجر يُشار إلى أنّ النظريات التي تفسر هذه المتلازمة على أنّها أحد اضطرابات التوحدّ ترتكز على عدم وجود سبب مُحدّد ودقيق يُفسر الإصابة باضطرابات التوحّد؛ وبالتالي عدم وجود سبب واضح لمتلازمة أسبرجر، ولكن يُعتقد بأنّ للعوامل الوراثيّة دورًا في تطوّر هذه الحالة، إذ إنّ العديد من الدراسات أظهرت بأنّ الإصابة بهذه المتلازمة قد تكون شائعة في بعض العائلات، ولكن توصّل الخبراء إلى احتماليّة ارتباط هذه الحالة بعوامل أخرى؛ مثل التعرّض للمواد السّامة أو المُسبّبة لتشوّهات الجنين، أو المُعاناة من مشاكل الحمل أو الولادة؛ بما في ذلك عدوى ما قبل الولادة، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ بعض الخبراء اقترحوا بأنّ التعرّض لمطاعيم مُعينة من شأنه تعزيز تطوّر مرض التوحّد؛ مثل لقاح الحصبة الذي يحتوي في تركيبته على مادة الثيوميرسال، ولكن لاقى هذا الاقتراح رفضًا من خبراء ودراسات أخرى.[٣]

تشخيص متلازمة أسبرجر

في الحقيقة يتمّ تشخيص متلازمة أسبرجر كأحدّ أنواع التوحّد في مرحلة الطفولة؛ تحديدًا عندما يكون عمر الطّفل ست سنوات أو أكبر من ذلك، ولكن قد لا يتمّ الكشف عن الإصابة بهذه الحالة حتّى البلوغ، وفي حال اعتقاد الأهل بإصابة طفلهم بمرض التوحّد فيجدُر بهم التوجّه لاستشارة الطبيب، وقد تتمّ إحالة الطفل إلى طبيب مُختصّ بتشخيص اضطرابات طيف التوحد أو إلى الكادر الطبي المسؤول عن تقييم حالات الأطفال، وقد يترتب على ذلك التحدّث مع الأهل والطفل، ومراقبة سلوكه.[٤]

يلجأ المُختصون إلى استخدام عدّة أنواع من اختبارات التقييم للكشف عن مدى إصابة الطّفل باضطربات طيف التوحّد، ويتضمّن ذلك إجراء تقييم يتمثل بتوجيه أسئلة حول القدرات الاجتماعية والعاطفية للطفل، إضافة إلى مدى امتلاكه لمهارات الاتصال، وقدرات التعلّم، والمهارات الحركيّة، والاهتمامات الخاصّة، وفي الحالات التي يتمّ فيها تشخيص اضطراب طيف التوحد في مرحلة البلوغ، فقد يمتلك الأشخاص القدرة على مساعدة المُصابين بهذه الحالة على إدراك ما يواجهونه من مشاكل في السلوك، والتواصل، والعلاقات التي قد تكون مرتبطة بالتوحّد، وقد يُساعد التشخيص على فهم حالة المُصاب واستيعاب الصعوبات التي يُعانون منها، ومساعدتهم على اتخاذ خيارات مُناسبة لهم؛ سواء أكانت مرتبطة بالدراسة أو العمل.[٤]

علاج متلازمة أسبرجر

في الحقيقة تختلف النّهج المُتبعة في السيطرة على الإصابة بمتلازمة أسبرجر من طفل إلى آخر، إذ لا توجد استراتيجة مُعينة تُناسب جميع المُصابين بهذه الحالة، وقد يتطلّب الأمر تجربة أكثر من نوع من العلاجات للتوصّل إلى الأنسب منها، ويُمكن بيان أبرز علاجات متلازمة أسبرجر على النّحو الآتي:[٥]

  • التدريب على المهارات الاجتماعية: إذ يتمّ ذلك ضمن مجموعات أو جلسات فردية، بحيث يقوم المعالجون بتعليم الطّفل كيفية التفاعل مع الآخرين والتعبير عن النّفس بطرق أكثر مُلائمة، وغالبًا ما يتمّ تعلّم هذه المهارات عن طريق النّمذجة بعد مُلاحظة السلوك العادي.
  • علاج اضطرابات النّطق واللغة: إذ يُساعد ذلك على تحسين مهارات تواصل الطّفل، ويتضمّن ذلك إخضاع الطّفل لدروس حول كيفية متابعة المحادثة ثنائية الاتجاه وفهم الإشارات الاجتماعية؛ مثل إيماءات اليد والاتصال بالعيون.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يهدف هذا العلاج إلى تعلييم الطفل تغيير طريقة تفكيره، بما يُمكّنه من التحكّم بعواطفه وسلوكياته المُتكررة شكلٍ أفضل، ويُساهم هذا العلاج في تمكينه من امتلاك القدرة على التعامل مع الأشياء والمواقف المختلفة.
  • تعليم الوالدين وتدريبهم: إذ يتمّ تعليم الأبوين العديد من التقنيات التي يتمّ تعليمها للطّفل بما يُمكّنهم من تحسين المهارات الاجتماعية لديه، وقدرته على التعامل مع أفراد عائلته.
  • تحليل السلوك التطبيقي: تُمثل تقنية تهدف إلى تشجيع تعلّم مهارات التواصل الاجتماعي الإيجابية لدى الطّفل، وقد يعتمد المُعالج على استخدام نهج المدح أو التعزيز الإيجابي للحصول على النتائج المرجوّة.
  • الأدوية: لم يتمّ إلى الآن اعتماد أدوية من قِبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج متلازمة أسبرجر أو مرض التوحد، ولكن قد يُساهم استخدام بعض الأدوية في السيطرة على الأعراض المُصاحبة لذلك؛ مثل القلق والاكتئاب، ومن هذه الأدوية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين، أو الأدوية المضادة للذهان، أو الأدوية المُنشطة.

فيديو عن معلومات عن متلازمة أسبرجر

في هذا الفيديو يتحدث أخصائي النطق والسمع مالك مارديني عن معلومات عن متلازمة أسبرجر.[٦]

المراجع

  1. "Asperger syndrome ", www.ninds.nih.gov, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  2. "Asperger’s syndrome", www.healthline.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  3. "Asperger's Syndrome (Asperger Syndrome, Asperger Disorder)", www.medicinenet.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Asperger's syndrome", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  5. "Asperger's Syndrome", www.webmd.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
  6. "معلومات عن متلازمة أسبرجر", youtube.com, Retrieved 18-02-2020.
5221 مشاهدة
للأعلى للسفل
×