محتويات
مدينة اصيلة المغربية
تعتبر مدينة اصيلة المغربية نجمة شمال المغرب و جوهرة المحيط وقلادة الشمال وملتقى الثقافة العربية، هي أسماء مختلفة أطلقت على مدينة أصيله المغربية الهادئة الأنيقة، التي شهدت تحولات هامة على مدى ثلاثة عقود في مستوى البنيات التحتية والمرافق العمومية وأشكال العمران، واستطاعت أن تتحول إلى قطب ثقافي وسياحي هام، بفضل روح المبادرة التي تُميز سكانها وأهاليها، حيث يحج إليها آلاف المثقفون كل سنة.
سبب تسمية مدينة اصيلة
تطلق على المدينة أسماء مختلفة منها اسم أزيلة الذي أطلقه عليها بطليموس، أما اليونان والفينيقيين فقد أطلقوا عليها اسم زيليس، والأسبان يطلقوا عليها اسم أرثيلا، وعند العرب المغاربة هي أصيلة، هذه الاشتقاقات كلها قد تعود إلى اسم أزيلا الذي يعني الجمال باللغة الأمازيغية.
تاريخ مدينة اصيلة
نشأة مدينة أصيله المغربية منذ ألفي سنة، فقد عاش بها الفينيقيون والقرطاجيون قبل أن تتحول إلى قلعة زيليس الرومانية التي تقع على بعد 40كم جنوب طنجيس. وفي القرن10م، قدم إليها النورمانديون من صقلية و استقروا بها، واحتلها البرتغاليون سنة 1471م ليشرفوا من خلالها على سفنهم التجارية عبر المحيط الأطلسي. وبعد معركة الملوك الثلاثة التي وقعت سنة 1578م و التي سقط فيها ملك البرتغال سان سيباستيان صريعاً في معركة وادي المخازن، استطاعت المدينة أن تتخلص من الاحتلال البرتغالي على يد أحمد المنصور السعدي سنة 1589م، لكنها سرعان ما سقطت في يد الإسبانيين الذين استمر احتلالهم لها إلى غاية سنة 1691، و في نفس هذه السنة أعادها السلطان مولاي إسماعيل إلى نفوذ الدولة العلوية. وفي بداية القرن العشرين، أصبحت مدينة أصيلة معقلاً للقائد الريسوني الذي بسط انطلاقاً منها نفوذه على الكثير من الأراضي الشمالية، قبل أن يطرده منها الإسبانيون سنة 1924م ويحكموا قبضتهم عليها حتى مرحلة الاستقلال.
معالم مدينة أصيله
تعد مدينة أصيله من أهم المدن المغربية المتميزة من ناحية العمران والمعالم التاريخية و الثقافية، فقد حصلت على جائزة آغا خان لفن العمارة بسبب روعة أزقتها التي تشرف عليها منازل بيضاء بنوافذ خضراء أو زرقاء، محاطة بأسوار المدينة العتيقة، وتعود روعتها في المعمار إلى الإسبان الذين تركوا فيها نمط معماري مميز، ومن أبرز معالم المدينة:
المدينة العتيقة تحيط بالمدينة العتيقة أسوار يعود تاريخها للحقبة البرتغالية في أواخر القرن 15، ويطل جزء من تلك الأسوار على الصخور المشرفة على البحر، و للمدينة ثلاثة أبواب ضخمة و هي باب القصبة و باب الحومر وباب البحر.
قصر الريسوني يعتبر قصر الريسوني من أهم المعالم السياحية في المدينة والذي تحول فيما بعد لما يسمى بقصر الثقافة، فهو يعبر بنقوشه ومعماره عن الطابع الإسلامي الأصيل، وقد شيد القصر أحمد الريسوني الذي جلب أمر المعماريين لبناء القصر. ويتميز هذا القصر بالسقوف الرائعة والأعمدة الرخامية، كما يشكل الفناء الذي يتوسطه محور مركزي للبناية، حيث ينفتح على فضاء مريح يتحول في نفس الوقت إلى مصدر إضاءة بالنسبة لباقي مرافق البناية، وينفتح الفناء على صالات مزينة بالزليج الذي يتناسق مع سقف مزين بخشب منقوش وفق تقاليد الصنعة والمعمار التقليدي المغربي الأندلسي.
كدية السلطان يعتبر كدية السلطان أحد المعالم المتميزة والحديثة وهي عبارة عن مسرح دائري مميز ومكتبة ضخمة شيدها الأمير بندر بن سلطان.
ثقافة المدينة أهم ما يميز مدينة أصيله هو ثقافتها حيث تقام العديد من المهرجانات الثقافية في المدينة، لعل أشهرها هو مهرجان منتدى الثقافة الذي يقام كل عام في المدينة و يسمى منتدى أصيلة الثقافي و يقام في موعد محدد كل عام، ويشهده عدد كبير من المثقفين والسياسيين من جنسيات مختلفة.