معلومات عن مرض البري بري

كتابة:
معلومات عن مرض البري بري

ما هو مرض البري بري؟

قد يستهين البعض بأهميّة الفيتامينات ودورها في العمليات الحيويّة وعمل أعضاء الجسم المُختلفة، ويربطها آخرون فقط بصحّة الشعر والأظافر أو نضارة البشرة، إلّا أنّ أهميّتها أكبر من ذلك بكثير، ومن أبرز الأدلّة على هذا مرض البري بري Beriberi; Thiamine deficiency؛ فهو من الاضطرابات الغذائيّة الناجمة عن النقص الحاد في فيتامين ب1 المعروف بالثيامين، الذي يؤثّر في الأعصاب والقلب، وتظهر أعراضه تدريجيًّا في صحّة اليدين والرّجلين والأعصاب الموجودة فيهما بما يُسمّى البري بري الجافّ، أو يكون تأثيره على القلب والجهاز الدورانيّ بما يُسمّى البري بري الرّطب. وقد اجتاح هذا المرض قوّات البحريّة اليابانيّة عام 1987، وأصاب أكثر من نصف البحّارة وتسبّب بموت الكثيرين منهم.[١]


ما هي أعراض مرض البري بري؟

تُقسم الأعراض الناجمة عن مرض البري بري وفق الأعضاء والأماكن المُتأثّرة به إلى نوعين، هما:[٢]

  • البري بري الجاف: الذي يتسبّب بواحد أو أكثر من الأعراض الآتية:
    • الشعور بالتقيّؤ والغثيان.
    • صعوبة المشي.
    • فُقدان الشعور باليدين والقدمين.
    • صعوبة التحدّث بصورة طبيعيّة.
    • الشعور بالارتباك.
    • الشعور بالألم في الجسم.
    • الشعور بالتنميل في الجسم.
    • عدم القُدرة على القيام بأيّ حركات عضليّة في الساقين، أو فُقدان القدرة على تحريكهما بالكامل.
    • ترجرُج بؤبؤ العين الاضطراريّ على شكل حركات غريبة في العينين (nystagmus).
  • البري بري الرطب: الذي يتضمّن الأعراض الآتية:
    • قصور الأنفاس أثناء النوم ليلًا.
    • قصور الأنفاس عند مُمارسة أي أنشطة أو تمارين رياضيّة.
    • زيادة مُعدّل ضربات القلب.
    • التورّم والانتفاخ أسفل الساقين.


مُلاحظة: تجدر الإشارة إلى أنّ حديثي الولادة مُعرّضون لخطر الإصابة بمرض البري بري أيضًا، وذلك في حال كانت الأمّ تعتمد على حليبها في تغذية الرضيع عند مُعاناتها من نقص الثيامين، وهو ما يُسبّب إصابتهببفشل القلب التصاعديّ السريع.[١]


ما الذي يسبب مرض البري بري؟

تكون أسباب الإصابة بمرض البري بري إمّا نتيجة مُشكلة أو خللٍ في تعامل الجسم مع فيتامين ب1 ومُعالجته، أو بسبب سوء التغذية أو نقصٍ في الأطعمة الغنيّة به، لذا فإنّ انتشار هذا المرض قليل للغاية في الدّول التي ينعم أفرادها بالطعام والغذاء المتنوّع والغنيّ بالعناصر الغذائيّة المُختلفة، كالتي توفّرها حبوب الإفطار وأنواع الخُبز المُدّعم، بينما ينتشر في الأوساط والمُجتمعات التي تعتمد على الأطعمة المحتوية على كميات قليلة أو معدومة من فيتامين ب1، مثل الأرزّ المُعالَج أو حليب الأطفال الخالي من الثيامين. ومن ناحية أُخرى تزداد احتماليّة الإصابة بالمرض عند وجود واحد أو أكثر من العوامل الآتية:[٣][٤]

  • إدمان المشروبات الكحوليّة، الذي يتسبّب بإصابة 80% من المُدمنين عليها بمرض البري بري؛ إذ إنّ الكحول تُقلّل من قدرة الجسم على امتصاص الثيامين ومُعالَجته.
  • البري بري الجينيّ، وهو من الاضطرابات النادرة قليلة الانتشار، يتسبّب بعدم امتصاص جسم المُصاب لفيتامين ب1.
  • فرط هرمونات الغدّة الدرقيّة.
  • فرط التقيّؤ والغثيان أثناء الحمل.
  • الأشخاص الذين خضعوا لجراحات السّمنة التي تهدف إلى تخفيف الوزن.
  • المُصابون بفيروس نقص المناعة البشريّة المُكتسبة.
  • الإسهال المُزمن، الناجم عن استعمال مُدرّات البول.
  • الأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى.
  • المُصابون بالسكّريّ.
  • كبار السّن.


كيف يتم تشخيص مرض البري بري؟

يقتضي تشخيص مرض البري بري إجراء عدّة فحوصات مُختلفة؛ لتحديد سبب المرض وشدّة تأثيره على جسم المُصاب، وتتضمّن الخطوات التشخيصيّة كُلًّا مما يأتي:[٣]

  • فحص نسبة فيتامين ب1 (الثيامين) في الدم والبول والمُقارنة بينهما: ففي حال كان المُصاب يُعاني من مُشكلة في امتصاص الثيامين تُظهر نتائج الفحوصات انخفاضًا في نسبته في الدم مُقابل ارتفاع نسبته المطروحة في البول.
  • الفحص الجسديّ: للتأكّد من وجود أيّ مُضاعفات أو تأثيرات للمرض على صحّة القلب وسرعة نبضاته، أو مُلاحظة تورّم الساقين، وصعوبة التنفّس المُصاحبة للإصابة بمرض البري بري.
  • الفحص العصبيّ: لمعرفة درجة تأثّر الأعصاب في جسم المُصابين وربطه باحتماليّة إصابتهم بالبري بري، كصعوبة المشي، وضعف ردود الفعل من الجسم، أو عدم تناسق حركات الجسم، كما قد يُعاني البعض من فُقدان الذاكرة والوهم أو الشعور بالارتباك، وهو ما يحدث في مراحل مُتقدّمة من المرض.


كيف يُعالَج مرض البري بري؟

بخصوص الخيارات العلاجيّة المُتاحة والمُعتمدة لعلاج البري بري فهي تهدف إلى زيادة نسبة فيتامين ب1 في الجسم، إمّا باستعمال المُكمّلات الغذائيّة التي تُعطى عن طريق الفم، أو باستخدام الحُقن المحتوية على الفيتامين، ويكون ذلك بمُتابعة نسبة الفيتامين في الدم بانتظام؛ لمُراقبة استجابة الجسم للعلاج وزوال الأعراض المُصاحبة للمرض، ورغم امتلاء مخازن الجسم المُعدّة لاحتواء الثيامين بعد ذلك، إلا أنّها سرعان ما تنفذ في مدّة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى 3 أسابيع، ممّا يستعدي الالتزام بنظام غذائيّ غنّي بهذا الفيتامين؛ لضمان بقاء مستوياته ضمن الحدّ الطبيعيّ دائمًا،[٤] ومن أهمّ مصادر الثيامين من الطعام ما يأتي:[٣]

  • الحبوب الكاملة.
  • الأسماك.
  • اللحوم.
  • المُكسّرات.
  • حبوب الإفطار المُدعّمة بالثيامين.
  • مُشتقات الحليب.
  • بعض أنواع الخضار، مثل: الهليون، وأوراق الشمندر الخضراء، والسبانخ، والملفوف المسوَّق، والفاصولياء.
  • حليب الأطفال الصناعيّ المُدعّم بفيتامين ب1.

كما يُعالج الأطباء المُضاعفات الناجمة عن مرض البري بري بالطرق والعلاجات المُناسبة، كمشكلات القلب والأعصاب، خاصّةً عند اكتشاف المرض في بدايته، أمّا إن كان في مراحل مُتقدّمة فُربّما كان الضرر الناجم عنه في القلب والأعصاب غير قابل للعلاج حينها.[٤]


ما هي مضاعفات مرض البري بري؟

إنّ تجاهل نقص فيتامين ب1 المُسبّب لمرض البري بري ليس بالأمر الجيد أو التأخّر في تشخيصه لدى البعض، وقد تكون تبعات ذلك خطيرةً للغاية على صحّة المُصاب، وتتضمّن المُضاعفات المُحتملة لهذا ما يأتي:[٤][٢]

  • الإصابة بمُتلازمة فيرنيك كورساكوف-Wernicke-Korsakoff syndrome، المُرتبطة بحدوث ضرر في دماغ المُصاب قد يكون دائمًا وغير قابل للعلاج، وتنجم هذه المُتلازمة عن النقص الشديد في فيتامين ب1، وهي تُسبّب الأعراض الآتية:
    • فُقدان الذاكرة.
    • حركة العينين السريعة.
    • الشعور بالارتباك العامّ.
    • تشوّش الرؤية أو ازدواجها.
    • الهلوسة.
  • فُقدان الوعي.
  • الإصابة بفشل القلب.
  • الإصابة بالذّهان.
  • الوفاة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Beriberi", britannica, Retrieved 29-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Linda J. Vorvick, David Zieve (28-6-2018), "Beriberi"، medlineplus, Retrieved 29-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Chitra Badii, Matthew Solan, Lauren Reed-Guy (12-4-2017), "Beriberi"، healthline, Retrieved 29-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Jon Johnson (23-5-2019), "Everything you need to know about beriberi"، medicalnewstoday, Retrieved 29-5-2020. Edited.
1397 مشاهدة
للأعلى للسفل
×