محتويات
مرض السل
تحدث الإصابة بمرض السل نتيجة التعرّض لبكتيريا تدعى المتفطّرة السلية والتي تهاجم الرئتين في العادة، كما يمكن أن تهاجم هذه البكتيريا أجزاء أخرى من الجسم مما يؤدي إلى ظهور أعراض أخرى للإصابة، كما تحدث الإصابة بهذه البكتيريا نتيجة التعرّض لرذاذ السعال أو العطس أو نتيجة المحادثة القريبة مع الشخص المصاب، ويزداد خطر الإصابة بمرض السل لدى الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة، كما ينصح بزيارة الطبيب لإجراء الفحوصات في حال التعرّض للمصابين بالمرض أو في حال ظهور أعراض تشير إلى الإصابة كالسعال الذي يدوم لثلاث أسابيع أو أكثر بالإضافة إلى فقدان الوزن وسعال الدم والتعرّق الليلي وغيرها من الأعراض التي سيتناولها المقال لاحقًا.[١]
علامات الإنذار المبكر لمرض السل
ينصح المصابين بزيارة الطبيب في حال ظهور علامات مرض السل المبكرة للمساعدة في تشخيص المرض والبدء في العلاج لتفادي المضاعفات التي من شأنها أن تؤثر على حياة الشخص، كما أنّ بعض العلامات والأعراض قد لا تكون دليلًا على الإصابة بمرض السل بالتحديد، ومن أبرز علامات مرض السل المبكرة ما يأتي:[٢]
- الشعور بالضعف العام.
- الإصابة بفقدان الشهية وفقدان الوزن.
- الإصابة بالقشعريرة والحمى والتعرّق الليلي.
- الإصابة بالسعال الشديد والذي يستمّر لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر.
- الشعور بألم في الصدر.
كما قد تظهر بعض الأعراض الأخرى والتي ترتبط بالإصابة في مناطق أخرى من الجسم عدى الرئتين.
أعراض مرض السل
توجد البكتيريا التي تسبب مرض السل داخل أجسام بعض الأشخاص إلا أنّ الجهاز المناعي يعمل على منع هذه البكتيريا من النشاط مما يمنع الإصابة بالمرض، كما عمد الأطباء إلى تصنيف مرض السل إلى نوعين لتحديد طريقة العلاج والتعامل مع كل نوع، وفيما يأتي أنواع مرض السل وأعراضه:[٣]
مرض السل الكامن
تكون عدوى مرض السل في هذه الحالة موجودة في الشخص ولكن مع بقاء البكتيريا في الجسم دون أي نشاط ولا تتسبب في ظهور أي أعراض، ويعتبر مرض السل الكامن ليس معديًا في حال الاتصال مع الشخص المصاب، كما يمكن أن يتحوّل مرض السل الكامن إلى الحالة النشطة في أي وقت لذلك يعتبر العلاج مهمًا في هذه الحالات لتفادي انتشار مرض السل.
مرض السل النشط
تحدث هذه الحالة نتيجة بدء نشاط البكتيريا التي تسبب مرض السل في الجسم والتي قد يحدث بعد عدة أسابيع أو عدة سنوات من الإصابة ببكتيريا مرض السل، وتظهر الأعراض في هذه المرحلة بشكل جلي على المريض ويكون المرض قابلًا للانتشار، وتشمل علامات وأعراض مرض السل النشط ما يأتي:
- الإصابة بالسعال الذي يستمر لثلاثة أسابيع أو أكثر.
- الإصابة بالسعال المصحوب بالدم.
- الشعور بألم في الصدر أو الشعور بالألم عند التنفس أو السعال.
- حدوث فقدان للوزن غير مبرّر.
- الشعور بالإعياء والتعب.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الإصابة بالتعرّق الليلي.
- الإصابة بقشعريرة البرد.
- حدوث فقدان للشهية.
أسباب مرض السل
تعتبر البكتيريا المسماة بالمتفطرة السلية مسؤولة عن الإصابة بمرض السل، كما أنّ هناك مجموعة من سلالات مرض السل التي أصبح بعضها مقاومًا للأدوية، وتنتقل بكتيريا مرض السل عبر رذاذ المصاب بالمرض في الهواء وبمجرد وصولها إلى الهواء فإنها تنتقل إلى أي شخص يستنشق الرذاذ، كما يمكن أن تنتقل العدوى من الشخص المصاب عن طريق العطس أو السعال أو التكلّم والغناء، وقد لا يعاني الأشخاص الذين يمتلكون أجهزة مناعة قوية من أعراض مرض السل حتى بعد التعرّض للإصابة بالبكتيريا، فبحسب الإحصاءات فإن حوالي ربع سكان العالم يعانون من مرض السل الكامن.[٤]
عوامل خطر الإصابة بمرض السل
تتعدد عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بمرض السل، وتختلف هذه العوامل بشكلٍ كبير بحيث يلعب نوع العمل ومكان العيش والحالة الصحية للشخص بالإضافة إلى طبيعة الحياة التي يعيشها كالرحلات والسفر وغيرها من العوامل دورًا في الإصابة بالمرض، وفيما يأتي شرح هذه العوامل:[٣]
حدوث ضعف في الجهاز المناعي
يقوم نظام المناعة في الغالب بمقاومة بكتيريا مرض السل ولكن في حالات معينة فإنّ جهاز المناعة يفقد هذه القدرة على المقاومة مما يؤدي للإصابة، ويمكن لعدد من الأمراض والأدوية أن تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة ومنها ما يأتي:
- الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
- الإصابة بداء السكري.
- الإصابة بمرض الكلى الحاد.
- الإصابة ببعض أنواع السرطان.
- استخدام علاج السرطان كالعلاج الكيميائي.
- تناول أدوية تثبيط المناعة لمنع رفض الأعضاء المزروعة.
- تناول الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون والصدفية.
- الإصابة بسوء التغذية.
- الصغر أو التقدّم في العمر.
السفر أو العيش في مناطق معينة
يزداد خطر الإصابة بالسل لدى الأشخاص الذين يقطنون في المناطق التي ترتفع فيها نسب الإصابة بمرض السل المقاوم للأدوية أو عند السفر إلى هذه المناطق والتي تشمل ما يأتي:
- الدول الأفريقية.
- دول أوروبا الشرقية.
- دول آسيا.
- روسيا.
- دول أميركا اللاتينية.
- جزر الكاريبي.
الفقر وتعاطي المخدرات
يؤدي نقص الرعاية الطبية نتيجة انخفاض الدخل أو نتيجة العيش في المناطق النائية إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض، كما أن استخدام المخدرات الوريدية أو تناول الكحول الزائد يعمل عل اضعاف نظام المناعة ويجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسل، ويزيد استخدام التبغ بشكل مفرط من خطر الإصابة بالمرض أيضًا.
مكان العمل او العيش
يعد العمل في الرعاية الصحية حيث الاتصال المنتظم والدائم مع الأشخاص المصابين بالمرض من الأسباب التي تزيد من فرص التعرض لبكتيريا مرض السل، لذلك فإن ارتداء القناع وغسل اليدين بشكل مستمر قد يقلل من هذه المخاطر، كما أن العيش أو العمل في السجون أو في الملاجئ المخصصة للمشردين أو في مستشفيات الأمراض النفسية أو دور رعاية المسنين يزيد من خطر الإصابة أيضًا، ويعتبر العيش أو الهجرة إلى بلد ينتشر فيه مرض السل أو العيش مع شخص مصاب بالمرض من الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة.
حالات تستدعي استشارة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب في حال الإصابة بالحمى أو فقدان الوزن غير المبرر أو في حال الإصابة بالتعرق الليلي أو السعال المستمر وهي أعراض تشير في الغالب إلى مرض السل ولكنها قد تنجم عن مشاكل طبية مختلفة، كما توصي المراكز المختصة بالسيطرة على الأمراض والوقاية منها بالقيام بفحص جميع الأشخاص الذين يمتلكون عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسل، وفيما يأتي أبرز الأشخاص الذين يجب أن يقوموا بزيارة الطبيب للفحص:[٣]
- الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
- الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات عن طريق الوريد.
- الأشخاص الذين على اتصال مع الأفراد المصابين.
- الأشخاص الذين ينتمون إلى بلد ينتشر فيه مرض السل.
- الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في المناطق التي يزداد فيها مرض السل.
- العاملين في مجال الرعاية الصحية.
- الأطفال الذين يتعرضون للبالغين المعرضين لخطر السل.
مضاعفات مرض السل
يمكن أن يكون مرض السل قاتلًا عند عدم أخذ العلاج، وفي العادة ما يؤثر مرض السل على الرئتين ولكنه قد ينتشر إلى أجزاء مختلفة من الجسم عبر مجرى الدم، ويؤدي انتشار المرض في الجسم إلى ظهور المضاعفات الخطيرة والتي تستدعي العناية الطبية الحثيثة، ومن أبرز مضاعفات مرض السل ما يأتي:[٣]
- الشعور بألم في العمود الفقري: تعتبر آلام الظهر والتصلب فيه من المضاعفات الشائعة لمرض السل.
- الإصابة بتلف المفاصل: يؤثر التهاب المفاصل السلّي في العادة على منطقة الوركين والركبتين.
- الإصابة بالتهاب السحايا: يمكن أن يسبب هذا الالتهاب في حدوث صداع دائم أو متقطع لعدة أسابيع وقد يترافق مع تغيرات عقلية أيضًا.
- الإصابة بمشاكل الكبد أو الكلى: يؤدي تعرض هذه الأعضاء لمرض السل إلى اضعاف قدرتها على ترشيح النفايات والشوائب من مجرى الدم.
- الإصابة باضطرابات القلب: بشكل نادر قد يؤدي مرض السل إلى التأثير على الأنسجة التي تحيط بالقلب مما يسبب الالتهاب في هذه الأنسجة وتجمع السوائل التي قد تتداخل مع قدرة القلب على ضخ الدم بشكل فعال.
تشخيص مرض السل
يعتمد الأطباء على فحصين أساسيًا في سبيل تشخيص مرض السل، مع ذلك فإن هذه الفحوصات لا تستطيع تحديد حالة مرض السل لدى المريض إن كان نشطًا أم كامنًا، كما لا يفيد استخدام اختبار الجلد في الكشف عن مرض السل في حالة نشاطه بل يستخدم في الحالات التي يزداد لديها خطر الإصابة بالمرض للتأكد من وجود مرض السل الكامن، ومن أبرز الاختبارات المستخدمة لتشخيص مرض السل ما يأتي:[٥]
اختبار الجلد
يتم إجراء اختبار الجلد أو اختبار المانتوكس عبر حقن كمية صغيرة من السوائل تحت جلد أسفل الذراع ومن ثم يتم الكشف عن المنطقة بعد يومين أو ثلاث أيام للتحقق من وجود تورّم في الذراع وتحديد نتائج الفحص بناءً على مدى التورّم، وفي حال كان الفحص إيجابيًا فربما يكون الشخص مصابًا بمرض السل الكامن، مع ذلك فإن نتائج هذا الفحص قد لا تكون صحيحة نظرًا لانخفاض دقته، كما يمكن أن يظهر الفحص إيجابيًا في حال تلقي الشخص للقاح السل، وقد تكون النتائج سلبية بحيث تشير إلى عدم إصابة الشخص بالسل، كما أنه في حال كانت الإصابة بالمرض حديثة فقد يحتاج الشخص للقيام بهذا الاختبار أكثر من مرة.
فحص الدم
تعمل اختبارات الدم والتي تسمى أيضًا بفحص إطلاق الإنترفيرون جاما على قياس الاستجابة عندما يتم خلط بروتينات السل بكمية من الدم، كما سيقوم الطبيب بطلب الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للصدر في حال ظهور إيجابية نتائج الفحوصات السابقة للبحث عن التغييرات في الرئة إن وجدت، كما قد يتم اختبار وجود بكتيريا السل في المخاط المرافق للسعال.
علاج مرض السل
يتم علاج غالبية المصابين بمرض السل عبر العقاقير الدوائية المخصصّة للمرض بشرط إدارة العلاج بالشكل الصحيح، كما يعتمد نوع العلاج وفترة تناوله على عمر الشخص وصحته العامة والمقاومة التي يبديها المرض للعقاقير بالإضافة إلى موقع الإصابة سواءً كان في الرئتين أو الدماغ أو الكلى، وقد يحتاج الأشخاص المصابون بالسل الكامن إلى نوعٍ واحد من مضادات مرض السل بينما يحتاج المصابون بمرض السل النشط إلى عدة أنواع من الأدوية، كما أنه في العادة ما يتم تناول هذه الأدوية لفترة طويلة من الزمن بحيث يبلغ طول المدة القياسية حوالي ستة أشهر، كما يمكن أن يتسبب دواء السل بمشاكل للكبد لذلك يجب طلب الرعاية الصحية عند ظهور بعض الأعراض والتي تشمل ما يأتي:[٢]
- ظهور البول بلون داكن.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الإصابة باليرقان.
- حدوث فقدان للشهية.
- الإصابة بالاستفراغ والغثيان.
كما أنه من المهم أن يستمر المريض بتناول العلاج حسب الخطة الموضوعة حتى في حال اختفاء أعراض السل، وذلك لما يشكله قطع العلاج من خطر نتيجة زيادة مقاومة البكتيريا في حال نجاتها للأدوية الموصوفة مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السل المقاوم للأدوية في المستقبل.
الوقاية من مرض السل
يعتمد نظام الوقاية في المناطق المعرّض سكانها لخطر الإصابة بمرض السل على اللقاحات التي يتم أخذها من قبل الأطفال، ويعمل هذا اللقاح على حماية الشخص من بعض سلالات السل فقط، كما يتم وقاية الشخص من السل النشط في حال إصابته بمرض السل الكامن عبر تناول الأدوية التي تقضي على المرض قبل بدء نشاطه، وتشمل الأدوية المستخدمة لمرض السل الكامن الأيزونيازيد والريفامبين والريفابنتين، كما يجب على الأشخاص المصابين بالسل النشط تجنّب الحشود وارتداء قناع واقي يعمل على منع جزيئات السل من الانتشار عبر الهواء.[٤]
أهمية علاج مرض السل
يتم استخدام مجموعة من المضادات الحيوية لعلاج بكتيريا مرض السل والتي يتم تناولها عن طريق الفم مما قد يشكّل صعوبة في بعض الأحيان نظرًا لكثرة العقاقير التي يجب تناولها عدة مرات طوال اليوم، كما تتراوح فترة العلاج من ستة أشهر إلى سنة اعتمادًا على حالة المريض ومكان الإصابة وغيرها من العوامل، كما أنّ عدم علاج مرض السل قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة الشخص المصاب، وكلما زادت فترة الإصابة دون أخذ العلاج زادت صعوبة القضاء على المرض لذلك يجب اخضاع الأشخاص المعرّضين للسل للاختبارات بشكلٍ دوري بالإضافة إلى وجوب بدء العلاج بشكلٍ فوري عند ظهور النتائج الإيجابية للفحوصات وذلك للحد من انتشار المرض ومنع المضاعفات الخطيرة من الظهور.[٦]
الحد من انتشار المرض
في حال إصابة الشخص بمرض السل النشط فإنه من الضروري أخذ الحيطة والحذر للتقليل من انتشار العدوى بين العائلة والأصدقاء، ويستغرق الأمر بضعة أسابيع بعد البدء في العلاج قبل أن يصبح الشخص غير معديًا للأفراد من حوله، ومن أبرز النصائح التي تساعد في الحد من انتشار المرض ما يأتي:[٣]
- البقاء في المنزل: يجب عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو النوم في غرفة مع شخص آخر خلال الأسابيع الأولى من علاج مرض السل النشط.
- العمل على تهوية الغرفة: يجب تهوية الغرفة باستمرار نظرًا لانتشار الجراثيم بسهولة في الأماكن المغلقة والتي لا يتحرّك فيها الهواء بشكلٍ دائم.
- تغطية الفم: يجب استخدم المناديل لتغطية الفم عند الضحك أو العطس أو السعال.
- لبس قناع للفم: يساعد ارتداء القناع في تقليل خطر انتشار المرض إلى الأشخاص المحيطين.
المراجع
- ↑ "Tuberculosis", medlineplus.gov, Retrieved 09-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "www.medicalnewstoday.com", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 09-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Tuberculosis", www.mayoclinic.org, Retrieved 09-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Tuberculosis", www.healthline.com, Retrieved 09-12-2019. Edited.
- ↑ "Tuberculosis (TB)", www.webmd.com, Retrieved 09-12-2019. Edited.
- ↑ "What Is Tuberculosis?", www.everydayhealth.com, Retrieved 09-12-2019. Edited.