محتويات
مرض السمكية
مرض السمكية أو السماك Ichthyosis هو مجموعة من الأمراض الجلدية تتعارض مع قدرة الجلد على التخلص من خلاياه الميتة، ممّا يؤدّي إلى جفاف الجلد بشكل شديد للغاية وسماكة طبقات البشرة، وأشيع أمراض السمكية هو ما يُعرف بالسماك الشائع Ichthyosis vulgaris، فهو يمثّل حوالي 95% من أسباب السمكية مجتمعة، وهو ما سيتم الحديث عنه في هذا المقال، فمرض السماك الشائع يصيب تقريبًا 1 من كل 250 شخص، وغالبًا ما يبدأ بالتطور في مراحل الطفولة الباكرة، وبشكل نموذجي في العمر بين سنتين وخمس سنوات، وغالبًا ما يُدعى السماك الشائع بمرض قشر السمك، ومعظم حالات هذا المرض تكون خفيفة من الناحية السريرية، إلّا أنّه يمكن أن يتسبّب بأعراض شديدة. [١]
أعراض مرض السمكية
يبطء مرض السمكية من قدرة الجلد الطبيعية على التخلص من الخلايا الميتة، وهذا يتسبّب بالتراكم المزمن والشديد للبروتين في طبقات الجلد العليا، والمعروف بالكيراتين -أو القرنين-، والذي يمكن أن يؤدّي بالمحصلة إلى الأعراض الآتية: [٢]
- جفاف البشرة وتقشّرها.
- قشور صغيرة مشابهة لبنية القرميد.
- قشور بلون ابيض أو رمادي متّسخ أو بنّي، مع قشور أغمق لونًا تظهر بشكل رئيس على مناطق البشرة الغامقة.
- فروة رأس مائلة للتقشّر.
- شقوق عميقة مؤلمة على البشرة.
وغالبًا ما تتظاهر القشور على المرفقين وأسفل الطرفين السفليين، ومن الممكن أن تكون سميكة وغامقة على الساقين، ومعظم حالات السماك الشائع خفيفة بشكل عام، ولكنّها يمكن أن تصبح شديدة، وتتفاوت شدّة الأعراض بين أفراد العائلة الواحدة الذين يعانون من هذا المرض، وغالبًا ما تزداد الأعراض أو -تتظاهر عند كونها مختفية لفترة زمنية طويلة- نتيجة للتعرّض للطقس البارد الجاف، ومن الممكن أن تتحسّن أو تزول تمامًا في الطقس الدافئ الرطب.
أسباب مرض السمكية
من الممكن أن يتظاهر مرض السمكية منذ الولادة أو في السنوات الأولى من حياة الطفل، ثم غالبًا ما يختفي في مراحل الطفولة الأولى، وبعض الأشخاص ربّما لا يعانون من الأعراض مرّة أخرى في حياتهم، إلّا أنّه يمكن أن يسبّب مشكلة لبعض البالغين نتيجة لإزمانه وظهور أعراضه بشكل متكرّر، وكما هو الحال في العديد من الأمراض، فإنّ العوامل الوراثية تلعب دورًا في انتقال مرض السمكية إلى الأبناء، فهذا الاضطراب يُعدّ من الاضطرابات الوراثية التي تحمل الصفة الجسدية السائدة، ممّا يعني أنّ إصابة أحد الأبوين فقط بمرض السمكية يمكن أن تحمل معها خطر إصابة الأبناء، وهذا يعني بالمحصلة شيوع هذا المرض، فهو يحتاج إلى مورثة طافرة واحدة عند أيّ من الأبوين حتّى ينتقل ويتسبّب بالأعراض عند الأبناء، ولذلك يُعدّ السماك الشائع من أشيع أمراض الجلد الوراثية.
وفي حالات نادرة، من الممكن أن يطوّر البالغون أعراض السماك الشائع حتّى دون حملهم للجين المسؤول عن الإصابة، وعلى الرغم من ندرة هذا الأمر، إلّا أنّه غالبًا ما يترافق مع أمراض وحالات صحية أخرى مثل السرطان والقصور الكلوي وأمراض الغدة الدرقية، كما يمكن أن يترافق مع تناول الشخص لبعض أنواع الأدوية.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يترافق مرض السمكية مع الأمراض الجلدية الأخرى، مثل التهاب الجلد التأتّبي -أو الإكزيما-، والذي يتسبّب بحالة من الحكّة الشديدة والناتجة عن فرط حساسية الجلد تجاه بعض المواد، أو التقرّن الحلقي. [٣]
تشخيص مرض السمكية
يمكن للطبيب المختص بالأمراض الجلدية أن يقوم بتشخيص مرض السمكية بمجرّد النّظر إلى مكان تظاهر الأعراض، فهو من الأمراض الشائعة والمميزة، والتي غالبًا ما تتظاهر عند الأطفال، فعند اجتماع أعراض المرض المميزة عند طفل، يستطيع المختص تحديد التشخيص دون اللجوء للاختبارات الأخرى، وغالبًا ما يسأل الطبيب عن القصة العائلية للمرض، والعمر الذي بدأت فيه الأعراض، وحول وجود أمراض جلدية أخرى عند المرض، كما يقوم الطبيب بفحص أماكن تظاهر الأعراض بشكل واسع في جميع أماكن الجسم، وتحديد أماكن تظاهر المناطق الجلدية الجافة، فهذا يساعده في معرفة فعالية الخطة العلاجية التي سيتم تطبيقها في المستقبل.
وقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات أو فحوصات أخرى، مثل الفحوصات الدموية الروتينية أو النوعية، أو القيام بخزعة جلدية من مكان الآفات، فهذه الإجراءات من شأنها استبعاد الأمراض الجلدية الأخرى مثل الصداف، والذي قد يترافق بأعراض مشابهة لما يُشاهد في مرض السمكية، وتتضمّن الخزعة الجلدية الحصول على عينة من مكان الآفة لفحصها عن قرب تحت المجهر بعد تطبيق التلوينات الخاصة. [٣]
علاج مرض السمكية
نظرًا لكون مرض السمكية من الأمراض الوراثية، فإنّه لا يملك علاجًا شافيًا يضمن عدم تكرار حدوث الأعراض، إلّا أنّ هناك العديد من الخيارات العلاجية التي تخفّف من الأعراض في حال عودتها وتسيطر على الحالات المرضية المزمنة، ومن هذه العلاجات ما يأتي: [٤]
- مراهم وكريمات التقشير: وهذه من الأدوية التي توصف طبيًا، وتحتوي بشكل رئيس على حموض الألفا هيدروكسي، مثل حمض اللاكتيك وحمض الجليكوليك، وهذه المراهم تساعد في السيطرة على تقشّر البشرة الحاصل في مرض السمكية بالإضافة إلى زيادة رطوبة البشرة وتخفيف حالة الجفاف فيها.
- الأدوية الفموية: والتي تتضمّن الأدوية الحاوية على فيتامين A، أو التي تُعرف بالريتينوئيدات، وتقوم هذه الأدوية بتخفيف إنتاج ونمو خلايا البشرة، ولذلك فهي تحمل بعض الآثار الجانبية، مثل التهاب الشفة أو العين وتساقط الأشعار والآلام العظمية، كما يمكن أن تتسبّب الريتينوئيدات بالتشوهات الجنينية عند المرأة الحامل، ولذلك على كل من تتناول هذه الأدوية التأكد من كونها غير حامل، واستخدام أدوية أو طرق فعّالة مانعة للحمل.
فيديو عن مرض السماك الجلدي
في هذا الفيديو تتحدث أخصائية الجلدية والتناسلية والتجميل والليزر الدكتورة شذى العواودة عن مرض السماك الجلدي.[٥]
المراجع
- ↑ "What is ichthyosis vulgaris?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-06-2019. Edited.
- ↑ "Ichthyosis vulgaris", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-06-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ichthyosis Vulgaris", www.healthline.com, Retrieved 12-06-2019. Edited.
- ↑ "Ichthyosis vulgaris", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-06-2019. Edited.
- ↑ "مرض السماك الجلدي", youtube.com, Retrieved 01-02-2020.