محتويات
مرض داء الفيل
داء الفيل أو ما يُعرف طبيًا بداء الفيلاريات اللمفاوي، هو مرض مداري تسببه الديدان الفيلارية الطفيلية التي تنتقل عن طريق لدغات البعوض، وسمّي بهذا الاسم لأن أعراض المرض تشمل تورّم وتضخّم الذراعين والساقين، إذ يصبح الجلد سميكًا وقاسيًا، ويشبه جلد الفيل، ويعاني حوالي 120 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من مرض داء الفيل تبعًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية عام 2000،[١][٢]
ويعدّ داء الفيل من الأمراض الاستوائية المهمَلة، وينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في العالم، مثل أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وهو مرض معدٍ، فقد ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق البعوض.[٣]
أعراض مرض داء الفيل
يعدّ تورّم أجزاء الجسم وتضخمها العرض الأكثر شيوعًا للإصابة بداء الفيل، ويصيب هذا السّاقين، والأعضاء التناسلية، والثديين، والذراعين، والسّاقين، وتعدّ السّاقان أكثر أجزاء الجسم تعرّضًا للإصابة بهذا المرض، ويسبب تضخم هذه الأجزاء ألمًا في الجسم وصعوبات في الحركة والتنقل، وقد يتأثر الجلد أيضًا، فيصبح جافًا، وسميكًا، ومتقرّحًا، ومنقّرًا، وقد يظهر بلون أغمق من لونه الطبيعي، كما يعاني بعض الأشخاص من أعراض إضافية، مثل الحمّى والقشعريرة، وقد يزيد مرض داء الفيل من خطر إصابة الأشخاص بالعدوى الثانوية، لأنه يؤثر على جهاز المناعة في الجسم.[٣]
أسباب مرض داء الفيل
ينشأ مرض داء الفيل نتيجة لإصابة الأشخاص بإحدى الأنواع الثلاثة الآتية من الديدان الأسطوانية الطفيلية:[٢]
- الفخرية البنكروفتية.
- البروجية الملاوية.
- البروجية التيمورية.
وتعدّ الديدان الفخرية البانكروفتية المسبب الرئيسي ل90٪ من جميع حالات داء الفيل،[١] وتنشأ معظم الحالات المتبقية نتيجة لإصابتها بالديدان البروجية الملاوية، وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطر إصابة الأشخاص بداء الفيل، ومنها ما يأتي:
- التّواجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية على المدى الطويل، مثل أفريقيا، والهند، وجنوب أمريكا، وجنوب شرق آسيا.
- التعرّض إلى عضات البعوض بانتظام.
- العيش في ظروف غير صحية.
ويُصاب الأشخاص بداء الفيل نتيجة لتعرضهم لعضات البعوض المصاب بالديدان الخيطية أو الأسطوانية، آنفة الذكر، وتعيش وتكبر هذه الطفيليات الصغيرة في مجرى الدم، وينتهي نضجها في الجهاز الليمفاوي لدى الإنسان، وقد تعيش هناك لسنوات، مما يلحق الضرر بالجهاز الليمفاوي ويسبب تورّم أجزاء الجسم.[٤]
تشخيص مرض داء الفيل
يعتمد تشخيص العدوى النشطة على فحص عينة من الدم تحت المجهر، للكشف عن وجود طفيليات المكروفيلارية، ومن الضروري أن تُؤخذ عينة من دم المُصاب خلال فترة الليل؛ إذ غالبًا ما تتواجد هذه الطفيليات في الدم أثناء الليل، ومن فحوصات الدم الأخرى المُساعدة على الكشف عن الإصابة بداء الفيل؛ اختبار مصل الدم، بهدف الكشف عن مستويات الأجسام المُضادة للطفيليات المكروفيلارية.IG4.[٥]
علاج مرض داء الفيل
قد يُساهم تناول بعض الأدوية المضادّة للطفيليات في قتل الديدان المتواجدة في الدم لدى الأشخاص المصابين بعدوى داء الفيل؛ إذ قد توقف هذه المضادّات انتشار المرض إلى أجزاء الجسم الأخرى، إلّا أنها لا تقضي على جميع الطفيليات كليًا، ومن هذه الأدوية: ثنائي إيثيل كاربامازين، والإيفرميكتين، وألبيندازول، ودوكسيسيكلين، كما تستخدم بعض مضادّات الهيستامين، أو المسكّنات، أو المضادّات الحيوية للتخفيف من أعراض المرض الأخرى، وقد يتخلّص بعض الأشخاص المصابون بداء الفيل من هذه الطفيليات المتواجدة في أجسامهم، لذا فإنهم لا يحتاجون إلى تناول الأدوية، وقد تساهم بعض العلاجات المنزلية البسيطة في التخفيف من التّورّم والعدوى الجلدية، ومنها ما يأتي[٢]:
- غسل الأجزاء المتورّمة والمتضررة من الجلد بلطف بالماء والصابون يوميًا.
- ترطيب البشرة.
- رفع الأطراف المتورّمة لتحسين تدفق السّائل والليمف.
- تعقيم الجروح للحدّ من الالتهابات أو العدوى الثّانوية.
- ممارسة التّمارين الرّياضية بانتظام لدعم الجهاز اللمفاوي، تبعًا لإرشادات الطبيب، وقد يلجأ بعض الأشخاص إلى إجراء جراحة في حالات نادرة لإزالة الأنسجة الليمفاوية التّالفة أو تخفيف الضّغط في أجزاء معينة من الجسم، مثل كيس الصّفن، وقد يفيد بعض الدّعم النّفسي والعاطفي الأشخاص الذين يعانون من مرض داء الفيل.
الوقاية من مرض داء الفيل
تُعدّ التدابير المُتبَعة للتقليل من خطر الإصابة بلدغات البعوض الوسيلة الأفضل للوقاية من الإصابة بمرض داء الفيل، وومن هذه الطرق ما يأتي:[٦]
- ارتداء الملابس التي تغطي أجزاء الجسم، بأن تكون ذات أكمام طويلة وبناطيل طويلة.
- استخدام الشبكات الخاصة، للتخلُّص من البعوض أثناء النوم.
- استخدام المراهم الخاصة لطرد البعوض على الجلد المكشوف غير المُغطَى.
- ارتداء الملابس المُشبعَة بالبيرمثين المُساعد على القضاء على الحشرات.
- استخدام دواء ثنائي إيثيل كاربامازين في المناطق التي تشيع بها الإصابة بداء الفيل؛ إذ يُساعد هذا الدواء على التقليل من عدد الطفيليات المكروفيلارية في الدم، ممّا يحد من انتشارها من الشخص المُصاب إلى آخر سليم، وقد أُضيف هذا الدواء إلى ملح الطعام في بعض المناطق.
المراجع
- ^ أ ب "Lymphatic filariasis", www.who.int,8-10-2018، Retrieved 4-12-2018.
- ^ أ ب ت Jayne Leonard (14-5-2018), "Can you treat elephantiasis?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4-12-2018.
- ^ أ ب Lana Bandoim (29-9-2017), "What Is Elephantiasis?"، www.healthline.com, Retrieved 4-12-2018.
- ↑ "Elephantiasis: What to Know", www.webmd.com,9-8-2018، Retrieved 4-12-2018.
- ↑ "Parasites - Lymphatic Filariasis", cdc,16-3-2018، Retrieved 17-12-2019. Edited.
- ↑ Richard D. Pearson (5-2019), "Lymphatic Filariasis"، msdmanuals, Retrieved 17-12-2019. Edited.