محتويات
معبد أبو سمبل
في أيّ عهد بُني معبد أبو سمبل؟
أبو سمبل Abu Simbel هُو معبد قديم تمّ قطعه في جُرفٍ صلبٍ في عهد الملك رمسيس الثاني[١]، حيث تمّ نحت المعبدين في سفح الجبل كنصبٍ تذكاري دائم للفرعون رمسيس والملكة نفرتاري، وفي الستينات تمّ العمل على نقل المعبد بعد بناء سدّ على النيل.[٢]
يُعدّ معبد أبو سمبل واحدًا من أهمّ الوجهات السياحيّة في مصر على الرُّغم من أنّ هذا المعبد كان قد غُطّي بالرمال في الصحراء حتى تمّ إعادة اكتشافه عام 1813 م، ولكن نظرًا لأنه يضمّ معبدين يحتويان على أربعة تماثيل جعل ذلك منه معلمًا سياحيًا مُميزًا، ومما زاد من قيمته السياحية أيضًا هو طريقة بناءه المُميزة والتي تجعل الحرم الداخلي يُضيء من ضوء الشمس خلال يومين في العام، وعليه يأتي آلاف السُيّاح لمُشاهدة هذه الظاهرة والاحتفال بها.[٣]
موقع معبد أبو سمبل
كيف يُمكنك الوصول إلى معبد أبو سمبل؟
يقع معبد أبو سمبل في جنوب مصر بالقُرب من حُدود السودان ويُطلّ على بحيرة ناصر المُتلألئة[٤]، فهو يقع في مدينة أسوان التي تقع على ضفاف نهر النيل، والتي تُعدّ من المُدن المُلائمة للاسترخاء ومركزًا للرّحلات لوجود العديد من المعابد فيها، كما يُوجد فيها سلسلة من المُنحدرات التي تُطلّ على أول شلال في النيل، وممّا ساعد على زيادة الاهتمام بها هُو بناء السد العالي فيها.[٥]
هناك عدة طرق للوصول إلى المعبد، حيث يُمكن الذهاب إليه برحلة ذهاب وعودة من أسوان، أو من خلال أسوان برًّا، أو يُمكن السفر من القاهرة إلى أسوان، كما يُمكن السفر من الأُقصر إليها، ولكن لا بُد حينها من تغيير الطيّارات مرّتين في القاهرة وأسوان، كما أنّ وقت الرحلة الواحدة سيحتاج من 10-15 ساعة، فمعبد أبو سمبل يقع على بُعد 300 كم جنوب أسوان، و 20 كم شمال الحدود مع السودان، لذا لا بُد من اختيار الطريقة الأنسب للقيام بهذه الرحلة وزيارة هذا الموقع الأثري العظيم.[٦]
تاريخ معبد أبو سمبل
ما هي الحقائق الكامنة حول معبد أبو سمبل؟
استغرق بناء معبد أبو سمبل عشرين عامًا، وهُو معبد مُخصّص للآلهة هوراكي وبتاج ورمسيس الثاني والإلهة حتحور والملكة نفرتاري، ويبلغ ارتفاع المعبد 98 قدمًا وطوله 115 قدم، ولقد تمّ اكتشاف هذا المعبد على يد المُستكشف السويسريّ بوركهارت الذي عمل على تسمية الموقع باسمه، ولكن لم يستطع اكتشاف المعبد الذي دُفن في الرمال حتى قام على إخبار صديقه المُستكشف جيوفاني بيلزوني، الذي قام على حفر واكتشاف معبد أبو سمبل عام 1817.[١]
يعود تاريخ بناء معبد أبو سمبل بعد أن تمّ إجراء مسح معماري له إلى عهد رمسيس الثاني عام 1290-1223 ق.م ، حيث شهدت مصر أثناء حُكمه برنامج بناء واسع النطاق للعديد من المعابد الكُبرى التي قام على بنائها من أجل إقناع النوبيّين بقوة مصر، وكان من أبرزها معبد أبو سمبل الذي يُوجد فيه مَعبدان؛ المعبد الكبير المُخصص لرمسيس الثاني، والمعبد الصغير المُخصّص لزوجته نفرتاري.[٧]
نقوش معبد أبو سمبل
ماذا تعني النقوش المحفورة على المعبد؟
يُوجد في معبد أبو سمبل أربعة تماثيل عملاقة لرمسيس الثاني، وعلى قاعدة التمثال تظهر أبرز النقوش في معبد أبو سمبل، والتي تُظهر الكلمات الآتية: "اسمي أوزيماندياس، ملك الملوك أنظروا إلى أعمالي أيها الأعزاء". أوزيماندياس هو اسم آخر لرمسيس الثاني الذي كان عصره عصرًا ذهبيًا في مصر؛ وذلك نتيجة العديد من الحملات العسكرية التي شنّها في بلاد الشام وسوريا، لذا عمل على إحياء هذه الانتصارات ببناء المعابد والتماثيل الضخمة، كمعبد أبو سمبل الذي عمل على نحته في الصخور لإحياء ذكرى الانتصار على الحيثيّين.[٨]
لقد تمّ وضع التماثيل الجالسة مُقابل الوجه الغائر للجُرف، اثنان منهما على الجانب الرئيس للمدخل، وتضمّنت النّقوش على أقدام هذه التماثيل شخصيات صغيرة تُمثل أطفال رمسيس وملكته نفرتاري ووالدته موت توي، أمّا على الزوج الجنوبي كانت أبرز النقوش في معبد أبو سمبل من صُنع اليونانيين الذين خدموا مصر في القرن السادس قبل الميلاد، وقدمت هذه النُقوش دليلًا على التاريخ المُبكّر للأبجدية اليونانية.[٩]
أمّا المعبد نفسه فإنّه يتكون من ثلاث قاعداتٍ مُتتالية ومُزينة بتماثيل أوزيريد، مع مشاهد مرسومة لنصره المزعوم في معركة قادش، أما في الشمال من المعبد، يقع المعبد الأصغر وهُو مُزيّن بتماثيل للملك والملكة، وتدُل هذا النقوش على العظمة والفخامة في العصر الذهبي للملك رمسيس الثاني.[٩]
الهيكل العظيم في معبد أبو سمبل
هل تعرف أن معبد رمسيس هو أحد المعبدين في معبد أبو سمبل؟
ذكر عالم مصري يُدعى ماركو زكي في كتابه أبو سمبل وأسوان والمعابد النوبية أنّ: "أكبر معبدي أبو سمبل هُو المعبد الكبير والمعروف باسم معبد رمسيس-مرميون" التي تعني أنّ رمسيس محبوب من آمون الذي كان إلهًا مُهمًّا في زمن رمسيس الثاني، ويضُمّ هذا الهيكل العظيم أربعة تماثيل جالسة للفرعون وهُو يرتدي نقبة صغيرة وغطاءً للرأس وتاجًا مُزدوجًا مع كوبرا ولحية مُستعارة، وبجانب هذه التماثيل يُوجد تماثيل صغيرة تُمثّل أقارب الفرعون، من ضمنهم زوجته ووالدته وأبناؤه وبناته، أمّا في واجهة المعبد يُوجد 22 تمثال للبابون القرفصاء.[٣]
أما الجُزء الداخليّ من الهيكل العظيم في معبد أبو رمسيس، فهو يمتدّ من المعبد إلى الجبل لمسافة تصل إلى 210 قدم، وتتكوّن الغُرفة الأولى فيه من رُدهة تتكوّن من ثمانية أعمدة على كُلّ جانب يُوجد أربعة أعمدة، كما تحتوي هذه الردهة على صُور ونُقوش تعكس انتصارات رمسيس الثاني في معركة قادش، كما يُوجد في هذه الرُدهة مخازن فارغة على جانبيها.[٣]
وفي عُمق المعبد يُوجد رُدهة ثانية، فيها أربعة أعمدة يوجد عليها نُقوش تُظهر الملك وهُو يحتضن الآلهة، والتي تُعدّ كدليل على اتّحاده الروحي وميله، أمّا في الخلف، يُوجد تمثال لرمسيس الثاني وهُو يجلس مع ثلاثة آلهة أُخرى، وما يُميّز الهيكل العظيم في معبد أبو سمبل هُو كما تم ذكره سابقًا أنّ ضوء الشمس يصل على هذه التماثيل في يومي 22 أكتوبر و 22 فبراير من العام فقط، وهذا يدُل على عظمة رمسيس الثاني الذي أسهم في بناء أشهر المواقع الأثرية.[٣]
المعبد الصغير في معبد أبو سمبل
هل تعرف أن المعبد الصغير هُو معبد الملكة نفرتاري؟
يضمّ معبد أبو سمبل معبدين؛ الهيكل العظيم والمعبد الصغير، ويقع المعبد الصغير أمام الهيكل العظيم والذي يُوجد على مدخله أربعة تماثيل لرمسيس واثنان لزوجته الملكة نفرتاري، يبلغ ارتفاع كُلّ تمثال نحو 33 قدم، كما يُوجد كذلك تماثيل أصغر للأطفال، وما يُميّز هذا المعبد أنّ تماثيل الأميرات فيه أطول من تماثيل الأُمراء، وهذا بدوره يُشير إلى أنّ المعبد يُكرم نفرتاري ونساء رمسيس الثاني.[٣]
بينما يتميّز المعبد الصغير عن المعبد الكبير ببساطته، حيث يُوجد فيه مخطوطة على ستّة أعمدة يظهر عليها صُور للإلهة حتحور، بينما يُوجد على الجدار الخلفي للغُرفة نُقوش للملكة نفرتاري وهي تُتوّج من قِبل الآلهة حتحور وآيزيس مُرتديةً غطاء رأس يُظهر قرص الشمس مع الريش بين قرني البقر.[٣]
نقل معبد أبو سمبل
هل كنتَ تعرف أن بناء السد هو أحد أسباب نقل المعبد؟
يقع معبد أبو سمبل على الضفّة الغربية لبُحيرة ناصر ضمن موقعٍ أثريّ ، ويُعد هذا المعبد نصب تذكاريّ للملك رمسيس الكبير وزوجته الملكة نفرتاري، ولقد تمّ العمل على نقل هذا المعبد بالكامل نظرًا لوقوعه تحت التهديد من غمر مياه بُحيرة ناصر له؛ وذلك نتيجةً لبناء السدّ العالي في منطقة أسوان، ولكن على الرغم من ذلك يُعدّ هذا المعبد من أفضل المواقع السياحية التي تعمل على جذب السُياح إليها.[١٠]
لقد بدأ بناء المعبد عام 1264 ق. م، وعندما أصبحت المعابد غير صالحة للاستخدام أصبحت مُغطّاة بالرّمال، حتى تمّ إعادة اكتشافها عام 1817 م، ولكن سرعان ما أن تمّ العمل على نقل هذا المعبد عام 1967 م لإنقاذه من الفيضانات، حيث تمّ العمل على إعادة تجميع التمثال بعد أن تمّ نقله، إلا أنّ الهيكل الكبير تعرّض للانهيار نتيجةً لإحدى الزلازل ممّا أدى لتركه؛ لأنّ الوجه فيه مفقود.[٧]
بدأ إنقاذ معبد أبو سمبل عام 1964 م بواسطة فريق مُتعدّد الجنسيات، والعديد من عُلماء الآثار والمُهندسين ومُشغلي المعدّات الثقيلة، وبلغت تكلفة نقل معبد أبو سمبل نحو 40 مليون دولار أمريكي.[٧]
لقد تمّ العمل على تقطيع الموقع بعناية إلى كُتل كبيرة يصل وزنها إلى نحو 30 طُن، وثُم تمّ العمل على تفكيكها ورفعها، ثُم إعادة تجميعها في موقع جديد يقع على ارتفاع 65 م وعلى بُعد 200 متر من النهر.[٧]
كانت مَهمّة نقل معبد أبو سمبل من أعظم تحدّيات الهندسة الأثرية، كما تمّ العمل على إنقاذ بعض الهياكل التي غُمرت بمياه بحيرة ناصر، وهذا أدّى لجذب السُياح فيها الذين يقومون على زيارتها، حيث يُوجد هناك العديد من الحافلات والسيارات التي تُخصّصها لهم، كما يُمكن الوُصول إليها بالطائرة، حيث تمّ إنشاء مطار خصّيصًا للوصول إلى المعبد.[٧]
المراجع
- ^ أ ب "Abu Simbel", ancient, Retrieved 2020-11-01. Edited.
- ↑ "10 Most Impressive Ancient Egyptian Temples", touropia, Retrieved 2020-11-01. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "abu simbel", livescience, Retrieved 2020-11-01. Edited.
- ↑ "17 Best Things to Do in Egypt", touropia, Retrieved 2020-11-01. Edited.
- ↑ "10 Best Places to Visit in Egypt", touropia, Retrieved 2020-11-01. Edited.
- ↑ "abu simbel everything you need to know to plan your visit", earthtrekkers, Retrieved 2020-11-01. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج " Abu Simbel temples", wikiwand, Retrieved 2020-11-01. Edited.
- ↑ "Epic engineering rescued colossal ancient Egyptian temples from floodwaters", nationalgeographic, Retrieved 2020-11-01. Edited.
- ^ أ ب "Abu Simbel", britannica, Retrieved 2020-11-01. Edited.
- ↑ "10 Top Tourist Attractions in Egypt", touropia, Retrieved 2020-11-01. Edited.