معركة النهروان
تُعرَّف معركة النهروان بأنَّها معركة إسلامية من المعارك الإسلامية الداخلية، حدثت هذه المعركة في عام 38 للهجرة، وهو ما يوافق عام 659 ميلادية، وكانت بين علي بن أبي طالب وبين المحكِّمة الذين أصبحوا من الخوارج فيما بعد، دارتْ رحى هذه المعركة في منطقة النهروان وهي منطقة واقعة بين بغداد وحلوان، وهي إحدى نتائج معركة صفين التي قامت بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان والتي توقَّفت بعد أن اتفق الطرفان على التحاكم بما يقضي به كتاب الله تعالى، بعد أن رفع جيش معاوية بن أبي سفيان المصاحف على رؤوس الرماح، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على سبب معركة النهروان ونتائجها أيضًا.[١]
سبب معركة النهروان
جاء في سبب معركة النهروان أنَّه لما اتَّفق علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان على التحكيم بعد موقعة صفين، رجع كلُّ طرف من الطرفين إلى مكانه الطبيعي، فعاد علي بن أبي طالب إلى الكوفة، وفي طريقه إلى الكوفة تخلَّفت جماعة من جيشه لم تكن راضية على التحكيم الذي حصل في صفين، فذهبوا إلى منطقة اسمها حروراء، وبدؤوا بنشر فكرهم ورأيهم الذي يندد بما حصل في صفين، وسُمِّيت هذه الفئة بالخوارج لنهم خرجوا على جيش علي بن أبي طالب، فما كان من علي إلَّا أن أرسل إليهم الرسل يحاورهم ويناقشهم ليرجعوا إلى الصواب والحق، كما أنَّ علي ذهب إليهم وحاججهم، فرجعوا معه الكوفة، ولكنَّهم ورغم رجوهم إلى الكوفة إلَّا أنَّهم ما زالوا يقولون عمَّا حدث في صفين: "لا حُكْمَ إلَّا لله"، ولمَّا أراد علي الخروج إلى الشام بعد أن فشل التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، تسلَّل قسم من هؤلاء الخوارج إلى منطقة النهروان، فأفسدوا وخرَّبوا في الأرض، وكانوا قد قتلوا رجلًا اسمه عبدَ الله بن خَبَّابِ بن الأَرَتِّ وقتلوا معه مجموعة من النسوة، فأرسل إليهم علي رسولًا، فقاموا بقتله، وحينها اضطر علي بن أبي طالب للخروج عليهم، ومحاربتهم، فكانت معركة النهروان،[٢]هذه المعركة التي حدثتْ يوم التاسع من شهر صفر، من عام ثمانية وثلاثين للهجرة، في منطقة نهر النهروان بين مدينة واسط ومدينة بغداد، وكان يوم المعركة يصادف يوم النيروز، والله أعلم.[٣]
نتائج معركة النهروان
خرج علي بن أبي طالب إلى النهروان وقاتل الخوارج الذين أفسدوا قتلوا رسوله وقتلوا عبدَ الله بن خَبَّابِ بن الأَرَتِّ، والذين أفسدوا في الأرض وأصبح من الضروري القضاء عليهم، فقاتلهم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهزمهم في هذه المعركة، وقيل إنَّ عدد قتلى الخوارج كان يتراوح بين 2400 إلى 2800، بينما تكاد خسائر جيش علي لا تُذكر لقلِّتها، وجدير بالذكر إنَّ هذه المعركة أشعلتْ نار الثأر في صدر رجل اسمه عبد الرحمن بن ملجم، حيث قُتل في معركة النهروان عدد من أقربائه وأصدقائه، فكان أن قتل عبد الرحمن بن ملجم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عام 661 في الكوفة ثأرًا لقتلى معركة النهروان، والله تعالى أعلم.[٣]
المراجع
- ↑ "معركة النهروان"، ar.wikipedia.org، 2020-05-10. بتصرّف.
- ↑ "معركة النهروان وخروج الخوارجِ ونشأَة فكرِهم."، ar.islamway.net، 2020-05-10. بتصرّف.
- ^ أ ب "معركة النهروان"، www.marefa.org، 2020-05-10. بتصرّف.