معلومات عن مقام إبراهيم

كتابة:
معلومات عن مقام إبراهيم

الأنبياء

الأنبياء: هم عبادٌ من البشر اصطفاهم الله -عزَّ وجلَّ- وأرسلهم إلى الناس لهدايتهم ودعوتهم إلى عبادة الله وحده وتعليمهم الأخلاق والفضيلة،[١] وقد أنعم الله -عزَّ وجلَّ- على الأنبياء وجعلهم بالمرتبة الأولى[٢] قال تعالى: {ومَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[٣] وقد فرَّق العلماء بين مصطلحي الرسل والأنبياء فقالوا: أنَّ الرسول بُعث بشرعٍ جديد أمَّا النبيّ فبعث لعبادة الله على أحد الشرائع أو المناهج التي أنزلها الله على من قبله من الرسل.[١] وسيتم الحديث في هذا المقال عن أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- وبعض المعلومات عن مقام إبراهيم وعن ابنه إسماعيل -عليهما السلام- والحجر.

إبراهيم -عليه السلام-

هو إبراهيم بن آزر[٤] وقد أُرسل لدعوة قومه في العراق لعبادة الله -عزَّ وجلَّ- وحده لا شريك له لكنَّ قومه لم يستجيبوا لدعوته وأمروا بحرقه بعد أن حطّم أصنامهم فنجَّاه الله تعالى وأمره بالانتقال إلى أرض الشام في فلسطين، ثم انتقل إلى مصر بعد أن أصاب أرض الشام ضائقة شديدة ثم عاد بعد ذلك إلى فلسطين، وكان إبراهيم -عليه السلام- أمةً قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[٥] وتفسير ذلك: أنَّ أهل الخير كانوا يأتمّون به في[٦]. وقد أُمر ببناء أول بيتٍ لعبادة الله في مكة وقام بالبناء وكان ابنه إسماعيل يناوله الحجارة وعندما ارتفع البنيان قام إبراهيم على حجر وهو مقام إبراهيم -عليه السلام- قال تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}[٧] ويُلقب إبراهيم -عليه السلام- بأبي الأنبياء؛ لأنَّ جميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله عزَّ وجلَّ- بعده كانوا من ذريته.[٨]

مقام إبراهيم

مقام إبراهيم: هو الحجر الذي وقف عليه إبراهيم -عليه السلام- عندما ارتفع البنيان عن قامته عند بناء البيت وقد وضعه له إسماعيل -عليه السلام- وقد غُرست آثار أقدام إبراهيم عليه[٩] وتُصلى ركعتي سنة الطواف خلف مقام إبراهيم بحيث يكون المقام بين الكعبة والمصلي[١٠] قال تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}[١١] وتٌقرأ في الركعتين سورتي الإخلاص والكافرون.[١٢] وفيما يلي بعض المعلومات عن مقام إبراهيم:

  • موضع المقام زمن إبراهيم -عليه السلام- بجانب البيت ملاصقًا له يمين الباب.[١٣]
  • مقام إبراهيم حُوِّل زمن عمر بن الخطاب وأخَّره إلى موضعه الحالي مخافة التشويش على الطائفين.[١٤]
  • مقام إبراهيم يشبه المكعب ويبلغ ارتفاعه 20 سم وطول أضلاعه الثلاثة 36سم هذا من جهة سطحه أما ضلعه الرابع يبلغ طوله 38سم.[١٥]
  • قدما إبراهيم -عليه السلام- غاصتا في الحجر ما يُقارب نصف ارتفاع الحجر، فالقدم الأولى غاصت بمقدار 10سم والثانية بمقدار 9سم.[١٥]
  • طول كل واحدة من القدمين من سطح الحجر والفضة 27سم وعرضهما 14سم.[١٥]
  • مقام إبراهيم ملبَّس بالفضة.[١٥]
  • مقام إبراهيم ياقوتة من الجنَّة.[١٦] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الركنَ و المقامَ ياقوتتان من الجنَّةِ ، طمس اللهُ تعالى نورَهما ، و لو لم يَطمِسْ نورَهما لأضاءَتا ما بين المشرقِ و المغربِ".[١٧]

إسماعيل -عليه السلام-

هو إسماعيل بن إبراهيم بن آزر، فهو ابن نبيِّ الله إبراهيم -عليه السلام- من زوجته هاجر، وقد ذُكر في القرآن الكريم في سبع سورٍ على التوالي: سورة البقرة، آل عمران، النساء، الانعام، إبراهيم، الأنبياء، ص وقد وصفه الله في كتابه العظيم قال تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا* وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}.[١٨] وهو أحد الأنبياء أرسله الله -عزَّ وجلَّ- لدعوة العماليق وقبائل اليمن ولُقِّب بأبي العرب ويتصل نسب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به.[١٩] وهو ذبيح الله؛ حيث أمر الله -عزَّ وجلَّ- نبيَّه إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه لئلا تُزاحم محبة المخلوق في قلب إبراهيم محبة الله وافتداه الله بكبشٍ عظيم[٢٠] قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}[٢١] ويذكر العلماء أنَّه عاش 137 عامًا.[١٩]

الحجر

يعد الحجر جزء من الكعبة وقطعة منها وقد أخرجت قريش الحجر عن أصل الكعبة؛ لأنَّ الأموال التي جمعوها لإعادة بناء الكعبة قصرت عن النفقة حيث أنّهم اشترطوا أن تكون هذه الأموال من مكسبٍ طيب وأبعدوا ما كان من مكاسبٍ خبيثة مثل الربا ومهر البغيّ.[٢٢] والدليل على ذلك قول عائشة -رضي الله عنها-: "سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الجَدْرِ أَمِنَ البَيْتِ هُوَ؟ قالَ: نَعَمْ قُلتُ: فَما لهمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ في البَيْتِ؟ قالَ: إنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بهِمُ النَّفَقَةُ قُلتُ: فَما شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قالَ: فَعَلَ ذلكَ قَوْمُكِ، لِيُدْخِلُوا مَن شَاؤُوا ويَمْنَعُوا مَن شَاؤُوا، ولَوْلَا أنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بالجَاهِلِيَّةِ، فأخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، أَنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ في البَيْتِ، وأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بالأرْضِ."[٢٣] وكون الحجر جزءٌ من الكعبة فإنَّه لا تجوز به إلا صلاةُ النَّفل أمَّا صلاة الفرض فلا تجوز داخله[٢٤] ودليل ذلك قول عائشة: "كنتُ أُحبُّ أن أدخلَ البَيتَ فأصلِّيَ فيهِ فأخذَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ بِيَدي فأدخلَني في الحِجرِ فقالَ صلِّي في الحِجرِ إذا أردتِ دخولَ البَيتِ فإنَّما هوَ قطعةٌ منَ البَيتِ فإنَّ قَومَكِ اقتَصروا حينَ بنَوا الكعبةَ فأخرجوهُ منَ البَيتِ"[٢٥] ولا بدَّ من التنويه إلى أنَّه من الخطأ تسميةُ الحجر بالحجر الإسماعيلي؛ حيث أنَّ إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- قد بنوا الكعبة كاملةً، لكنَّ قريش عندما تصدعت جدران الكعبة بسبب الحريق هدموها وأعادوا بناءها فبنوا على الحجر جدارًا صغيرًا بسبب النفقة التي قصرت للدلالة على أنَّ هذا الجزء من الكعبة الشريفة.[٢٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "النبوة في الإسلام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  2. "المبحث السادس: الأنبياء أفضل البشر"، www.dorar.net/aqadia، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية: 69.
  4. "آزر والد إبراهيم عليه السلام عدو لله"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  5. سورة النحل، آية: 120.
  6. "تفسير: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية: 127.
  8. "إبراهيم عليه السلام"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  9. "مقام إبراهيم وأثر الأقدام الموجودة عليه"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  10. "لا حرج في صلاة ركعتي الطواف في حجر إسماعيل"، aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  11. سورة البقرة ، آية: 125.
  12. "مقام إبراهيم عليه السلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  13. عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، مقام إبراهيم، صفحة 51. بتصرّف.
  14. "ما الرواية الصحيحة في نقل مقام إبراهيم بعدما كان ملاصقاً للبيت الحرام؟!"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  15. ^ أ ب ت ث "مقام إبراهيم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  16. "ما هو الشيء الذي في الجنة يوجد في الكعبة؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  17. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1633، حديث صحيح.
  18. سورة مريم، آية: 54.
  19. ^ أ ب "إسماعيل"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  20. "الأدلة على كون الذبيح هو إسماعيل؛ لا إسحاق"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  21. سورة الصافات، آية: 102.
  22. "قصة مقام إبراهيم وحجر إسماعيل عليهما السلام"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة، الصفحة أو الرقم: 1584، حديث صحيح.
  24. "الصلاة في حجر إسماعيل"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  25. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2028، حديث صحيح.
  26. "حجر إسماعيل، تسمية لا أصل لها"، islamqa.info. بتصرّف.
4072 مشاهدة
للأعلى للسفل
×