محتويات
مكة المكرمة
تقع مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية في منطقة الحجاز، وتبعد حوالي 340 كيلومتر أيّ ما يعادل 210 ميلًا عن جنوب المدينة المنورة، وحوالي 70 كيلومتر أيّ ما يعادل 43 ميلًا عن مدينة جَدّة، وبلغ التعداد السكاني فيها ما يقارب مليوني نسمة لعام 2012، على الرغم من أنّ عدد الزوار لمكة المكرمة خلال موسم الحج يفوق هذا العدد إلى ثلاث أضعافهِ؛ وذلك لأنّها موطن الكعبة المشرفة أقدس مواقع الإسلام، واتجاه صلاة المسلمين، وبالتالي تُعدّ مكة المكرمة أقدس مدينة على وجه الأرض، والجدير بالذكر أنّها مسقط رأس النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بالإضافة إلى أنّها عُرفت قديمًا باسم بَكّة، وفي الآتي سيتم الحديث عن مكة المكرمة بشيء من التفصيل.[١]
مناخ مكة المكرمة
تتميز مكة المكرمة كباقي مدن المملكة العربية السعودية بالمناخ الصحراوي الحار، فحتى في فصل الشتاء تكون درجات الحرارة مرتفعة والجو دافئًا، فتصل إلى 18 درجة مئوية أيّ ما يعادل 64 درجة فهرنهايت في المساء، بينما في النهار في فترة ما بعد الظهيرة ترتفع إلى 30 درجة مئوية أيّ ما يعادل 86 درجة فهرنهايت، وخلال الصيف يكون الطقس حارًا خلال النهار في فترة ما بعد الظهيرة فتصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية وقد تتجاوزها، وتنخفض إلى 30 درجة مئوية أيّ ما يعادل 86 درجة فهرنهايت في المساء، وأما هطول الأمطار فيكون بكميات محدودة، ومتفرقة خلال الفترة ما بين نوفمبر ويناير، وفي التالي سيتم الحديث عن السياحة في مكة المكرمة.[١]
المعالم الدينية والتاريخية في مكة المكرمة
تحتوي مكة المكرمة على العديد من الأماكن والمعالم الدينية والتاريخية، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدين الإسلامي، بالإضافة إلى الفنادق التي تهتم بالزائرين القادمين للعبادة، وتقدم لهم أفضل الخدمات والعناية الفائقة، وفي التالي سيتم الحديث عن هذه المعالم، والتي تتضمن الآتي:
- مسجد الحَرَم المحيط بالكعبة المشرفة التي يلجأ إليها المسلمون أثناء الصلاة اليومية، والّذي يُعدّ أكبر مسجد في العالم.
- أبراج البيت التي يصل طولها إلى 601 مترًا أيّ ما يعادل 1،972 قدمًا، والتي عُدّت ثالث أطول مبنى في العالم لعام 2012، بالإضافة إلى أنّها كانت السبب في نشوء نزاع بين تركيا والمملكة العربية السعودية.[١]
- بئر زمزم، وهو نبع ماء مشهور.[١]
- غار حِـرَاء، وهو كهف يقع على جَـبَـل الـنُّـوْر في منطقة تهامة بالمملكة العربية السعودية الحالية، وهو مكان نزول الوحي على النبي محمد عليه الصلاة والسلام من خلال جبريل عليه السلام.[١]
- اختيار أحد الفنادق التي تقع بجوار مسجد الحرم في مكة المكرمة؛ والتي تُعدّ أفضل الفنادق للإقامة، وتشمل برج ساعة مكة الملكي، وفندق مكة هيلتون، وفندق فيرمونت.[٢]
- بوابة القرآن، والتي تم تصميمها من قبل المهندس المعماري المصري سمير العبد في عام 1979، والتي تتضمن كتاب يمثل القرآن الكريم موضوعًا على حامل، والجدير بالذكر أنّهُ يُحظر على غير المسلمين تخطي حدود هذهِ البوابة.[١]
اقتصاد مكة المكرمة
يعتمد اقتصاد مكة المكرمة اعتماد رئيس على الحج السنوي، حيث إنّ شركة الطيران الوطنية السعودية تحقق 12٪ من دخلها من الحج، والّذي ساهم أيضًا بشكل كبير في اقتصاد شبة الجزيرة العربية بأكملها، وذلك من خلال فرض الضرائب على الحجاج، وأجور الفنادق وشركات الإقامة التي تأويهم، بالإضافة إلى الأجور التي تكسبها المدينة من الحجاج لنقلهم من وإلى مكة، كما أنّ الكثير من السكان المحليين في مكة يستغلون موسم الحج للعمل في خدمة الحجاج؛ كوسيلة لكسب الرزق، والجدير بالذكر أنّ الحكومة السعودية تنفق حوالي 50 مليون دولار على خدمات الحج، ولكنها بالمقابل تحصل على أكثر من 100 مليون دولار، وأما الصناعات الأخرى المنتشرة في مكة مثل المنسوجات، والأثاث، والأواني، فقد ساهمت في جزء من اقتصادها، بالرغم من أنّها لا تلعب دورًا رئيسًا في الاقتصاد السعودي، والّذي يعتمد بشكل أساسي على صادرات النفط.[١]
تاريخ مكة المكرمة
كانت المدينة قديمًا واحة على الطريق التجاري القديم الّذي يربط ما بين جنوب شبه الجزيرة العربية، وشرق إفريقيا، وجنوب آسيا، مما ساهم في تطور المدينة تدريجيًا خلال العصور البيزنطية والرومانية إلى مركز ديني وتجاري مهم، ويتضمن تاريخ مكة المكرمة الآتي:[٣]
- حُكمت مكة المكرمة من قبل سلسلة من القبائل اليمنية خلال عصور ما قبل الإسلام.
- أصبحت مكة مكانًا للتجارة، والتجمعات القبلية في ظل قريش؛ وذلك بسبب الروابط التجارية القوية التي تكونت مع شبه الجزيرة العربية، وأوروبا وإثيوبيا.
- في عام 622 هاجر النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة المنورة.
- بعد ثماني سنوات عاد إليها النبي الكريم فيما يُسمى بفتح مكة المكرمة، والتي قام فيها بتطهير مكة من الأصنام، ومنذ ذلك الحين ظلّت المدينة المركز الديني الرئيس للإسلام.
- فقدت مكةبعد ذلك أهميتها التجارية؛ بسبب انهيار طريق القوافل القديم.
- في عام 930 عانت مكة من غضب شديد على أيدي القرامطة الشيعة عندما قام زعيم هذه الطائفة ظاهر سليمان بنهب المدينة.
- تم اختيار حكام المدن المحلية من أحفاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، والّذين تمتعوا بسلطة قوية في المنطقة المحيطة، وكان ذلك ابتداءً من منتصف القرن العاشر.
- في عام 1269 وقعت مكة المكرمة تحت سيادة سلاطين المماليك المصريين.
- انتقلت السيادة على المدينة المقدسة إلى الإمبراطورية العثمانية، وعاصمتها القسطنطينية المسماة إسطنبول الآن، وكان ذلك في عام 1517.
- انهارت الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، وانتقل الحكم إلى آل السعود.
- في ظل الحكم السعودي تم تحسين مرافق الحجاج، مما أدى إلى الازدياد الملحوظ في عدد الحجاج السنويين.
- بالإضافة إلى التطور الاقتصادي الواسع الّذي شهدتهُ المدينة، حيث تم استغلال الموارد البترولية في المملكة العربية السعودية بعد الحرب العالمية الثانية.