معلومات عن موسوعة صحيح البخاري

كتابة:
معلومات عن موسوعة صحيح البخاري

الإمام البخاري

يُعدّ الإمام البخاري من جهابذة العلماء، أما عن اسمه وشُهرته فهو محمد بن إسماعيل البخاري، ولد في بخارى في الثالث عشر من شوال عام 194هـ، كان يتيم الأب فربته أمه، توجَّه رحمه الله إلى حفظ الحديث وهو صغير، فحفظ سبعين ألف حديث وهو صبي، تتلمذ رحمه الله على يد عددٍ كبيرٍ من الشيوخ منهم علي بن المديني، وقد تمتع الإمام البخاري بعددٍ من الصفات لعلَّ أبرزها؛ إقبالُه الشديد على العلم، وجِدُّه في تحصيل العلم، والكرم والورع، وقوة الحفظ، له العديد من المصنفات التي تجاوزت العشرين، ولعل أبرزها موسوعة صحيح البخاري المعروفة باسم الجامع الصحيح المسند، وسيتم الحديث عن موسوعة صحيح البخاري في هذا المقال، وتوفي رحمه الله عام 256هـ.[١]

موسوعة صحيح البخاري

صحيح البخاري من الكتب ذات الشهرة قديماً وحديثاً، فإنّه كما يعرف أيضًا باسم الجامع الصحيح، أو الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه، وكان الباعث على تصنيفه عدة أسباب لعل من أهمها: تجريد الحديث النبوي من أقوال الصحابة والتابعين، بالإضافة لما سمعه الإمام البخاري من شيخه إسحاق بن راهويه حيث قال: "لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة رسول لله صلى الله عليه وسلم"، كما أنّ البخاري كان قد رأى أنّ يذب عن الرسول صلى الله عليه وسلم، واستغرق الإمام البخاري في تصنيفه ستة عشر سنة، حيث حوى الكتاب ما صح من حديث رسول الله فقط، وقد صنَّفه رحمه الله وفق أربعة شروط هي؛ أن يكون الحديث متَّصل السند، والراوي مسلمًا صادقًا وليس بالمُدَلِّس، ولا بالمختلط، وأن يكون متَّصفًا بصفات العدالة، متحفِّظاً سليم الذهن، ضابطاً، سليم الاعتقاد.[٢]

رتَّب الإمام البخاري كتابه مبتدئًا بكتاب بدء الوحي ومختتماً بكتاب التوحيد، وكل بابٍ يحوي عدداً من الأحاديث، يبلغ عدد أحاديث صحيح البخاري مع التكرار 7275 حديثاً، ومن غير تكرار 4000 حديث، والناظر في صحيح البخاري يجد أنّ الإمام البخاري قلّما يذكر حديثًا في موضعين بإسنادٍ واحد ولفظٍ واحد وذلك لأنّ الإمام البخاري يُخرِّج الحديث عن صحابي ثم يورده من صحابيٍ آخر، فهو بذلك يُخرج الحديث عن حدّ الغرابة، والرواة من الممكن أن تختلف عباراتهم.

تراجم موسوعة صحيح البخاري

تراجم موسوعة صحيح البخاري هي عناوين أبواب صحيح البخاري حيث قسّم البخاري صحيحه إلى 97 كتابًا وقسّم كل كتاب إلى أبواب، فهي فيه ظاهرةٌ وخفية، ظاهرة تُعلِم بما ورد في ذلك الباب، أمّا الخفية منها فإنّها تحتاج إلى النظر والاستنباط، لذلك قيل: فقه الإمام البخاري في تراجمه، فالإمام رحمه الله جمع في كتابه بين حفظ السنة النبوية وبين فهمها، فعمل على إبراز فقه الحديث واستنباط الفوائد منه؛ وذلك بوضع عناوين وتراجم للأبواب تحتوي على الكثير من الأحاديث والآيات، وفتاوى الصحابة والتابعين، مبينًا بذلك فقه الباب والاستدلال عليه.[٢]، ، وكان للبخاري منهجٌ خاص باختيار تراجمه وهو ما شملته دراسة العلماء وعنايتهم أيضًا؛ فبيّنوا منهج البخاري في تراجمه وقسمّوها إلى ثلاثة أقسام وهي:[٣]

  • تراجم ظاهرة: ويمكن التعبير عنها بالتراجم الواضحة أي التي يكون فيها عنوان الباب دالًّا على ما فيه من الأحاديث دلالة واضحة؛ كأن يكون عنوان الباب هو جزء من الحديث المعنوَن له.
  • تراجم خفية: وهي تراجم استنباطية أي التي تدلّ على أكثر من معنى وتُعطي أكثر من دلالة فيأتي الحديث بعدها ليّبين ما هو الاحتمال المقصود من العنوان، ومثاله عنونة البخاري لحديث: "إِذَا أمَّنَ الإمَامُ، فأمِّنُوا، فإنَّه مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"،[٤] بباب جهر الإمام بالتأمين، رغم أنّ الحديث لم يُذكر فيه الجهر صراحةً ولكنّه دلّ عليه ضمنًا، فلمّا وضع البخاري جهر الإمام بالتأمين عنوانًا لهذا الحديث عُرِف ذلك وظهر.
  • تراجم مرسلة: وهي التي لم يضع فيها البخاري عنوانًا خاصًا للأحاديث بل اكتفى بقوله "بابٌ"؛ ولكنّ عدد التراجم المُرسلة قليل إذا ما قورن بعدد التراجم الظاهرة والخفية.

مكانة صحيح البخاري العلمية

إنّ لكتاب صحيح البخاري أو موسوعة صحيح البخاري مكانةٌ علميَّةٌ عظيمة؛ فهو أول مصنفٍ تم تصنيفه في الصحيح المجرّد، وهو أصحُّ الكتب بعد القرآن الكريم، إذ إنّ فيه من الفوائد والمعارف الشيء الكثير، وتلقته الأمة بالقبول، حيث قال الإمام النووي فيه: "اتَّفق العُلماء رحمهم اللّه تعالى على أنَّ أصحَّ الكُتب بَعد القرآنِ العزيز الصَّحيحانِ: البخاري ومسلم، وتلقَّتهما الأمّةُ بالقبول، وكتاب البخاري أصحُّهما، وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرةً وغامضة، وقد صحَّ أنَّ مسلمًا كان ممَّن يَستفيد مِن البُخاري، ويَعترفُ بأنَّه ليس له نظيرٌ في عِلم الحديث، وهذا الَّذي ذكرناه مِن ترجيح كتاب البخاري هو المذهبُ المختار الَّذي قاله الجمهور وأهل الإتْقان والحذق".[٢]

المراجع

  1. "محمد بن إسماعيل البخاري"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "تعريف بكتاب الجامع الصحيح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2020. بتصرّف.
  3. "المناهج الخاصة للمحدثين - منهج الإمام البخاري"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 780، حديث صحيح.
6236 مشاهدة
للأعلى للسفل
×