محتويات
سورة آل عمران
سورة آل عمران من السور المدنيّة باتفاق، وسُمّيت بآل عمران لورود فضائل آل عمران فيها، وهم عمران بن ماتان والد السيدة مريم العذراء، وزوجته حنّة وأختها زوجة نبي الله زكريا، وزكريا النبي الذي كفل مريم بعد وفاة والدها وأمّها ما تزال حاملًا بها عليهم السلام أجمعين، وقد وردت تسميتها بآل عمران في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي يقول فيه: "اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ"،[١] وقد نزلت بعد قدوم وفد نجران إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وترتيبها 48، والغالب أنّها نزلت بعد سورة الأنفال، وعدد آياتها عند الجمهور 200 آية،[٢] وترتيبها في المصحف الثالثة، وفي هذه السورة يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}،[٣] وسيقف هذا المقال مع شرحٍ وبيانٍ حول هذه الآية.[٤]
معنى آية: ودوا ما عنتم، بالشرح التفصيلي
بعد الوقوف مع نبذة عن سورة آل عمران فإنّ هذه الفقرة تقف مع تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}،[٥] وفي هذه الآية ينهى الله -تبارك وتعالى- المؤمنين عن اتّخاذ بطانة من المشركين أو من أهل الكتاب، بمعنى من كلّ من هم غير مسلمين، والبطانة مصدر، وبطانة الرجل هم الذين يعلمون باطن أمره، وكذلك فيها نهي عن جعل المسلم مَن هو من غير ملّته خليلًا أو أن يُسند إليه أمر ما أو أن يُفشي له بسر من أسرار المسلمين أو أن يشاورهم بأمر، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: "المرءُ على دِينِ خليلِهِ؛ فَلْينظُرْ أحَدُكُمْ مَنْ يُخالِلُ"،[٦] والسبب في نهي الله -تعالى- المسلمين عن اتخاذ بطانةً من دون إخوانهم من المسلمين المؤمنين هو قوله تعالى: {لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا}؛ أي: لا يتركون أمرًا فيه إفساد أمر المسلمين إلّا ويفعلونه، ولا يألون يعني لا يُقصّرون، والخبال هو الفساد، وقد روي أنّ أبا موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- قد استكتب كاتبًا ذميًّا إبّان خلافة عمر رضي الله عنه، وعندما علم أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بالأمرِ أمرَ أبا موسى أن يسرّحه، وتلا عليه هذه الآية.[٧]
وأمّا قوله تعالى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}، فقد اختلف المفسرون في المقصود بالعنت في هذه الآية؛ فينقل الإمام الطبري في تفسيره أنّه ذهب فريق منهم إلى أنّ العنت هنا هو الضلال؛ فيكون معنى الآية حينها: ودّوا ما ضللتم عن دينكم، وما مصدريّة، وذلك قول السدي، ومنهم من قال إنّ معنى الآية: ودّوا أن تعنتوا في دينكم، وهذا قول ابن جريج،[٨] ومنهم من قال إنّ العَنَتَ يعني المشقّة، فيكون تقدير الكلام حينها: ودّوا -أي أرادوا- ما يشقّ عليكم، وما يجلب لكم المشقّة والضُّرّ، ثمّ يقول تعالى: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}، وقد ذكر تعالى الأفواه وأراد الألسنة كما ذهب بعض المفسّرين، بينما ذهب بعض منهم إلى القول بأنّ المقصود من هذه الآية الكناية عن كثرة تشدّق أولئك القوم وثرثرتهم بأمور تسوء المؤمنين، وقد قرأ ابن مسعود هذه الآية بالتذكير؛ أي: "قد بدا البغضاء" وليس بدت؛ لأنّ البغضاء مشتقّة من البغض، ثمّ يقول تعالى: {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}، وفي ذلك دلالة على أنّ الأذى والشر والسوء الذي يُضمرونه للمسلمين في قلوبهم هو أضعاف ما ينطقون به ويتلفّظون به أمام المسلمين، وأخيرًا يقول تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}، وهنا يقول الإمام ابن كثير الدمشقي في تفسيره إنّ علامات بغض أهل الإسلام والإيمان بادية واضحة ظاهرة على وجوه القوم الذين نهى الله المؤمنين عن اتخاذهم بطانة، وذلك لا يخفى على كلّ ذي لبّ قد آتاه الله عقلًا يتفكّر به، فلذلك قد ختم -تعالى- الآية بقوله: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}؛[٧] بمعنى إن كنتم تعقلون عن الله -تعالى- المواعظ والأوامر وما نهى عنه، وإن كنتم تعرفون "مواقع نفع ذلك منكم، ومبلغ عائدته عليكم" كما ذكر الطبري في تفسيره، والله أعلم.[٨]
معاني المفرادات في آية: ودوا ما عنتم
بعد الوقوف مع تفسير قوله تعالى في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}[٩] فإنّ هذه الفقرة تقف مع شرح المفردات في هذه الآية من أجل زيادة إيضاح المعنى، وشرح المفردات يكون فيما يأتي:
- أيّها: كلمة مركّبة من كلمتين وهما: أي وها التي تكون للتنبيه، وهي كلمة للنداء يأتي المنادى بعدها معرّفًا بال التعريف.[١٠]
- آمنوا: الإيمان هو مصدر من الفعل آمن، واتّفق أهل اللغة على أنّه التصديق، ولبعض العلماء تعريف للإيمان يقول فيه: "الإيمانُ إظهارُ الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- واعتقادُه وتصديقُه بالقلب، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِمٌ غيرُ مُرْتابٍ ولا شاكٍّ".[١١]
- بطانة: البطانة لها في اللغة أكثر من معنًى، وهنا يُراد بها خاصّة الرّجل ممّن حوله من الأصحاب وغيرهم.[١٢]
- يألونكم: يألونكم جمع والمفرد يألو، وماضيه ألَا، وله أكثر من معنًى ولعلّ المُراد في هذه الآية هو التقصير والإبطاء؛ فيقولون للطّالب الذي يقصّر في دروسه قد ألا، وفي الآية يقول تعالى إنّهم لا يقصّرون في إفساد دينكم وفي مضرّتكم.[١٣]
- خبالًا: الخبال مشتقّ من الخبْل -بتسكين الباء- وهو الفساد.[١٤]
- ودّوا: ودَّ فلانٌ الشيء أحبّه وأراد فعله، وأصل الكلمة من المودة وهي المحبة وحب الشيء.[١٥]
- عنتّم: العنت في اللغة هو من دخول المشقة على الإنسان.[١٦]
- البغضاء: البغض في اللغة نقيض المحبة، وهي المقت والكره وما إلى ذلك.[١٧]
- الآيات: الآيات جمعٌ مفردُهُ آية، ولها في اللغة معانٍ عدّة كالعلامة والجماعة والعِبَر؛ وهي -أي العبر- المقصودة في قوله تعالى هذا، ويُحتمل أن يكون المقصود هو الآيات القرآنيّة نفسها، فالله أعلم.[١٨]
سبب نزول آية: ودوا ما عنتم
بعد تفصيل القول في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}،[١٩] وكذلك بعد تفصيل معاني المفردات في هذه الآية المباركة فإنّ هذه الفقرة تقف مع سبب نزول هذه الآية الكريمة، وفي سبب نزول هذه الآية ثمّة قولان مشهوران عن أهل العلم من السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم ومن علماء ذلك الوقت الذين تشهد لهم الأمّة بالعلم والرّسوخ فيه، والروايتان منقولتان عنابن عبّاس رضي الله عنهما، الأولى تروي أنّها نزلت في حقّ جماعة من المسلمين كانوا يواصلون رجالًا من اليهود، بحكم ما كان بينهم من حلف وجوار في الجاهليّة،[٢٠] فنهاهم الله -تعالى- عن اتّخاذ هؤلاء اليهود بطانة لهم يُطلعونهم على أسرارهم؛ خوف الفتنة عليهم، وهذه الرواية نقلها الطبري وابن أبي حاتم وغيرهما، وقال السيوطي عنها إنّ إسنادها جيّد.[٢١]
وأمّا الرواية الثانية المنقولة عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- كذلك فهي أنّ قومًا من المؤمنين كانوا يصافون قومًا من المنافقين ويواصلون جماعة من اليهود ويتّخذونهم بطانة؛ أي: يتخذونهم خاصّة يُطلعونهم على بواطن أمورهم وأسرارهم، فنزلت الآية تنهاهم عن اتّخاذ أولياء وأصفياء وأصدقاء من غير ملّتهم التي هي الإيمان، وتُفيد الآية الكريمة عدم اتّخاذ أولياء من الكفّار والمنافقين لأنّه لا يؤمن جانبهم، ولأنّ من طبعهم عدم تمنّي الخير للمؤمنين، ولأنّهم ينتهزون أيّ فرصة للنيل من المؤمنين والحطّ من شأنهم، وكذلك من طبعهم تربّص الدوائر بالمؤمنين، والله أعلم.[٢١]
إعراب آية: ودوا ما عنتم
تقف هذه الفقرة فيما قبل الختام مع إعراب الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}،[٢٢] فبالإعراب تتحدّد هويّة المفردات والحروف وموضعها في الجملة،[٢٣] وإعرابها يكون فيما يأتي:
- يا: أداة نداء.[٢٤]
- أيُّها: أيُّ منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على النداء، وها حرف تنبيه.[٢٤]
- الذين: اسم موصول مبني في محل رفع بدل من أيُّ.[٢٥]
- آمنوا: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والألف للتفريق.[٢٤]
- لا: ناهية جازمة.[٢٤]
- تتخذوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والألف للتفريق.[٢٤]
- بطانةً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.[٢٤]
- مِن دونكم: من حرف جر، ودون اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة، وكم ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلّقان بصفة محذوفة من بطانة.[٢٤]
- لا: نافية.[٢٤]
- يألونكم: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أوّل للفعل يألون على تضمينه معنى يمنعون، والميم للجمع.[٢٤]
- إلّا خبالًا: إلّا أداة حصر، وخبالًا مفعول به ثانٍ للفعل يألون، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.[٢٤]
- ودّوا: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والألف للتفريق.[٢٤]
- ما: مصدريّة.[٢٤]
- عنتُّم: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والميم للجمع، والمصدر المؤول من ما المصدريّة وما بعدها في محل نصب مفعول به للفعل ودّوا، وتقدير الكلام: ودّوا عنتكم.[٢٤]
- قد: حرف تحقيق.[٢٤]
- بدَتْ: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة منعًا من التقاء الساكنين، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محلّ لها من الإعراب.[٢٤]
- البغضاءُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.[٢٤]
- من أفواههم: من حرف جر، أفواههم اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، والميم للجمع، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل بدت.[٢٤]
- وما: الواو عاطفة، وما اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ.[٢٤]
- تخفي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل.[٢٤]
- صدورُهم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، والميم للجمع.[٢٤]
- أكبرُ: خبر للمبتدأ ما مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.[٢٤]
- قد: حرف تحقيق.[٢٤]
- بيّنّا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الدالة على الفاعِلِين، ونا ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.[٢٤]
- لكم: اللام حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والميم للجمع، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل بيّنّا.[٢٤]
- الآياتِ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنّه جمع مؤنّث سالم.[٢٤]
- إن: أداة شرط جازمة.[٢٤]
- كنتُم: فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، وتم ضمير متصل مبني في محل رفع اسم كان.[٢٤]
- تعقلون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، وجملة تعقلون في محل نصب خبر كان.[٢٤]
- جملة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.[٢٤]
- جملة {آمَنُوا}: صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.[٢٤]
- جملة {لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ}: جواب النداء لا محل لها من الإعراب.[٢٤]
- جملة {لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا}: استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.[٢٤]
- جملة {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}: استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.[٢٤]
- جملة {عَنِتُّمْ}: صلة الموصول لا محل لها.[٢٤]
- جملة {بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}: استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.[٢٤]
- جملة {مَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}: معطوفة على ما قبلها فهي مثلها.[٢٤]
- جملة {تُخْفِي صُدُورُهُمْ}: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.[٢٤]
- جملة {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ}: استئنافيّة لا محل لها من الإعراب، ويجوز أن تكون تعليليّة وكذلك لا محل لها.[٢٤]
- جملة {إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}: استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.[٢٤]
الثمرات المستفادة من آية: ودوا ما عنتم
ختامًا تقف الفقرة مع ما يمكن للمسلم استفادته من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}،[٢٦] بداية ينبغي للمسلم أن يعلم أنّ الله -تعالى- إذا بدأ خطابه للمؤمنين فإنّه يبدؤه بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، وإذا بدأ بهذا الخطاب فإنّ ما بعده هو خطاب تكليف يختلف عن خطابه لغير المسلمين والمؤمنين؛ فأولئك إذا ما خاطبهم فإنّه يخاطبهم بالدعوة للتفكّر في خلق الكون أو خلق الحيوانات أو تعاقب الليل والنهار وإلى ما هنالك من الأسباب التي لا يستطيع فعلها إلّا الله سبحانه، وهي ممّا يشهد على وحدانيّة الله تعالى، ومن هنا يعلم المسلم أنّ الخطاب في الدعوة إلى الله مختلف بحسب المدعو؛ إذ الله تعالى قد فرّق في خطابه بين المسلم وغير المسلم، ثمّ يعلم المؤمن أنّ الإيمان هو تسليم لا نقاش فيه لأوامر الله -سبحانه- أو لحكمته في الأمر، وأخيرًا تُبيّن الآية أنّ المؤمن أولى بالمؤمن، وأنّ الكافرين وغيرهم من غير المؤمنين كاذبون في دعواهم محبّة المؤمنين، والله أعلم.[٢٧]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، حديث صحيح.
- ↑ "التحرير والتنوير - سورة آل عمران"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:118
- ↑ "سورة آل عمران"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:118
- ↑ رواه صلاح الدين العلائي، في النقد الصحيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:42، حديث حسن غريب.
- ^ أ ب "تفاسير الآية 118 من سورة آل عمران"، quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ^ أ ب "القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 119"، quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:118
- ↑ "تعريف و معنى أيها في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الإيمان في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى البطانة في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى يألو في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الخبال في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى ودّ في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى العنت في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى البغضاء في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى أيا في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:118
- ↑ "تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ...)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-25. بتصرّف.
- ^ أ ب "لا تتخذوا بطانة من دونكم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-12. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:118
- ↑ "ما هو الإعراب"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-25. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه و ي أأ أب أت أث أج أح أخ أد أذ أر أز "الجدول في إعراب القرآن"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-13. بتصرّف.
- ↑ "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَٰنِكُمْ كَٰفِرِينَ (آل عمران - 100)"، www.quran7m.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-13. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:118
- ↑ "سورة آل عمران - تفسير الشعراوي"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-13. بتصرّف.