معنى اسم الله اللطيف

كتابة:
معنى اسم الله اللطيف


معنى اسم الله اللطيف

إنّ اللطيف هو أحد أسماء الله الحسنى، وقد ورد في عدّة آيات قرآنية، ومنها قوله -تعالى-: (لّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)،[١] وفي هذا المقال سيتم بيان معنى هذا الاسم من حيث اللغة، وبيان معناه كونه اسم من الأسماء الحسنى.



معنى اللطيف في اللغة

قال الزجّاج إنّ اللطيف في اللغة مأخوذ من اللطف، وأصل اللطف هو: خفاء المسلك ودقّة المذهب، ويُستعمل اسم "اللطيف" في اللغة ليوصف به شخص ما بصغر الحجم، أو بالقدرة على التوصّل لمراده في خفاء ودقّة، أو لوصفه بالدقة والفطنة وحسن الاستخراج، والرابط بين استعمال كلمة "اللطيف" في حقّ المخلوقين وكونه اسمًا من أسماء الله الحسنى؛ هو أنّ الله -تعالى- يُحسن إلى عباده وييُسر لهم أسباب معيشتهم بستر وخفاء من حيث لا يعلمون ولا يحتسبون.[٢]



معنى اسم الله اللطيف

قال السعدي -رحمه الله- في بيان معنى اسم الله اللطيف: "الذي لطف علمه حتى أدرك الخفايا، والخبايا، وما احتوت عليه الصدور، وما في الأراضي من خفايا البذور ولطف بأوليائه، وأصفيائه، فيسرهم لليسرى وجنبهم العسرى"، وقال إن لطف الله تعالى يكون من خلال حفظهم من كل ما فيه سخط لله -تعالى-، وتيسيرهم للطاعات ولخيري الدنيا والآخرة من طرق لا يعلمونها، وأضاف أن اللطيف يقترب في معناه من معاني الخبير، الرؤوف، الكريم.[٣]



وقال الحليمي في تفسيره لمعنى اللطيف: "هو الذي يريد بعباده الخير واليسر، ويقيض لهم أسباب الصلاح والبر"، وقال الغزالي إنّ الله -تعالى- هو وحده المستحق لهذا الاسم فهو العالم بدقائق المصالح وغوامضها، ما دقّ منها وما لطف، وهو الذي يمنح كل عبد ما يستحقه وما يصلحه من المصلحة برفق وبلا عنف، فاللطف لا يُطلق إلّا عند اجتماع الرفق في الفعل والعمل.[٤]



وقال الشوكاني إنّ اللطيف هو الذي لا تخفى عليه خافية فالعلن والسر ضمن علمه، وقال الخطّابي إن اللطيف هو الذي يبر بعباده وييسر لهم أسباب صلاحهم من حيث لا يحتسبون، فهذه مجموعة تعريفات لاسم الله اللطيف تتشابه في معظمها وإن كان بعضها أكثر شمولًا من الآخر.[٥]



فوائد الإيمان باسم الله اللطيف

إنّ الإيمان باسم الله اللطيف وإدراك معناه يُحقّق للعبد الكثير من الفوائد والآثار الإيمانية، ومنها:

  • اطمئنان العبد، لأنّ الله -تعالى- يعلم كل شيء مهما دقّ، وصغر، وخفي في مكان سحيق.[٤]
  • تنمية شعور المراقبة للنفس؛ فالله -تعالى- متصف بدقّة العلم مطلع على خفايا الأمور، وحريٌّ للإيمان بهذا المعنى أن يورث المحاسبة في نفس المؤمن على الأقوال، والأفعال، والحركات، والسكنات.[٤]
  • يقين العبد بلطف الله ورأفته بعباده، حتّى وإن حصل له مكروه أو نزلت به نازلة.[٤]
  • الشعور بالعدل الإلهي المطلق، إذ إنَّ الله يعلم كل شيء ويجازي على الخير مهما صغر، ويُحاسب على الشر والأذى.[٤]
  • استشعار رحمة الله وكرمه وإحسانه؛ فهو لطيف يُضاعف أجر المؤمن ويتجاوز عمّا شاء من المسيء وفقًا لحكمته وسلطانه.[٥]
  • الرضا والسكينة؛ حيث إنَّ الله -تعالى- متكفّل بعباده ويُيسر لهم الخير واليُسر ويقيّض لهم أسباب الصلاح والبر، ويسوق إليهم أرزاقهم وحاجاتهم وأسباب معيشتهم.[٥]



تعرّض المقال لأقوال العلماء المتعددة في تعريف اسم الله اللطيف التي تتشابه في بعضها البعض، إلا أن بعضها أشمل من غيره، كما تعرض لفوائد الايمان بهذا الاسم على حياة المسلم وما يمده به من شعور الاطمئنان والسكينة.




المراجع

  1. سورة الأنعام، آية:103
  2. الزجاج، كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج، صفحة 44-45. بتصرّف.
  3. عبد الرحمن السعدي، كتاب تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي، صفحة 225. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة العقدية، صفحة 398. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 219-223. بتصرّف.
10429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×