الملك ميكائيل
ميكائيل -عليه السلام- هو ملك كريم من ملائكة الله -تعالى-، وهو من الرؤساء العشرة الذين يلزم كل مسلم أن يعرف اسمه ويؤمن به على وجه الخصوص،[١] وميكائيل -عليه السلام- هو الملك الموكل بالمطر والنبات، وفيما يأتي من الفقرات سيتم بيان معنى اسم ميكائيل وحكم التسمية به.[٢]
معنى اسم ميكائيل
إنّ اسم ميكائيل هو اسم أعجمي وفيه سبع لغات وهي: ميكال وميكائيل وميكئيل وميكئل وميكاييل وميكاءل، وفي كل من اللغات الست الأولى قُرأ في القرآن الكريم،[١] وقد ورد عن ابن عبّاس أنّ معنى "ميكا" هو عُبيد ومعنى "إيل" هو اسم من أسماء الله -تعالى- باللغة العبرية، فيكون معنى ميكائيل هو "عُبيد الله"، وقال الماوردي إنّه لا يعلم كلامًا مخالفًا لهذا عند أي من المفسرين.[٣]
حكم التسمية باسم ميكائيل
تعدّدت أقوال أهل العلم في حكم التسمية باسم ميكائيل، وبيان هذه الأقوال ما يأتي:[٤]
- ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية أنّ أكثر العلماء قد ذهبوا إلى جواز التسمية بأسماء الملائكة ومنها اسم الملك جبريل وقالوا بعدم كراهة ذلك.[٥]
- ذهب بعض الفقهاء ومنهم الإمام مالك إلى كراهة التسمية بأسماء الملائكة، وقد نُقل عن أشهب أنّ مالكًا سُئل عن التسمية باسم جبريل فكره ذلك ولم يُعجبه، ويُقاس عليه اسم ميكائيل.[٥]
- كره ابن القيّم التسمية بأسماء الملائكة وقال في "تحفة المودود" بكراهة التسمية باسم ميكائيل، ونقل عن القاضي عياض قوله: "قد استظهر بعض العلماء التسمي بأسماء الملائكة وهو قول الحارث بن مسكين قال وكره مالك التسمي بجبريل وياسين وأباح ذلك غيره".
- نُقل عن حمّاد بن أبي سليمان أنّه سُئل عن التسمية باسم ميكائيل فقال: "لا بأس به".
- ورد أثر عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ينهى فيه عن التسمية بأسماء الملائكة ولكنّ هذا الأثر ضعيف وقد قال البخاري إنّ في إسناده نظر أي علّة.
- ذهب الإمام النووي إلى جواز التسمية باسم ميكائيل وأسماء الملائكة بشكل عام، فقد قال في "المجموع" أنّ مذهبهم ومذهب جمهور العلماء هو جواز التسمية بأسماء الملائكة.[٦]
- نُقل عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- نهيه عن التسمّي بأسماء الملائكة ولكنّ هذا النهي لم يرد عن غيره ولم يثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- شيء في ذلك،[٦] كما أنّ الأثر الوارد عن عمر وهو أنّه سمع رجلًا يُنادى بذي القرنين فقال: "اللهم غفرا، أما رضيتم أن تسموا بأسماء الأنبياء حتى تسموا بأسماء الملائكة؟"، فلم يصح ولم يثبت عنه.[٧]
- نقل البهوتي في "كشف القناع" جواز التسمية بأسماء الملائكة ومنها اسم ميكائيل وعدم كراهة ذلك.[٨]
- نُقل عن الشيخ ابن عثيمين قوله: "لو أراد الإنسان أن يسمي بأسماء الملائكة، قلنا: لا تسم بها، مثل أن يسمي الإنسان: جبريل وميكائيل وإسرافيل".[٧]
المراجع
- ^ أ ب محمد علي طه الدرة، كتاب تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه، صفحة 263. بتصرّف.
- ↑ التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 68. بتصرّف.
- ↑ كتاب تفسير القرطبي، كتاب تفسير القرطبي، صفحة 38. بتصرّف.
- ↑ ابن القيم، كتاب تحفة المودود بأحكام المولود، صفحة 119-120. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 334-335. بتصرّف.
- ^ أ ب النووي، كتاب المجموع شرح المهذب، صفحة 436. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1039. بتصرّف.
- ↑ البهوتي، كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع، صفحة 445. بتصرّف.