معنى الابتلاء بالمرض

كتابة:
معنى الابتلاء بالمرض

معنى الابتلاء بالمرض

تعريف المرض والابتلاء

سأذكر تعريف الابتلاء والمرض فيما يأتي:

  • المرض: هو السقم، وهو فساد المزاج وسوء الصحة، والمرض نقيض الصحة، وفتور الأعضاء، والمريض من اعتلت صحته سواءً في جزءٍ من البدن أو في البدن كلّه.[١]
  • الابتلاء: هو امتحانٌ واختبارٌ ويكون في السرّاء والضرّاء، أي امتحانًا للعبد واختبارًا له، ويكون الابتلاء في الشر على الأغلب، وإذا كان في الخير قُيَّد به.[٢]

إذًا فإنّ الابتلاء بالمرض: هو امتحانٌ واختبارٌ من الله -سبحانه وتعالى- للعبد بعلَّةٍ في بدنه؛ ليرى الله -سبحانه وتعالى- هل نشكر أم نكفر، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾.[٣] 

الحكمة من الابتلاء بالمرض

امتحننا الله -عزّ وجلّ- بالمرض؛ لمعرفة مقدار صبرنا، وعندما يصبر الإنسان يرى العجب العجاب من الله -سبحانه وتعالى-، كما أنّ لكلّ شيءٍ يفعله الله لحكمةٍ، ومن هذه الحكم ما يأتي:[٤]

  • الابتلاء بالمرض يكفّر السيئات وتحطّ به الخطايا، عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبِ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍ، وَلا حَزَنٍ وَلا غَمٍّ، وَلا أَذًى، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا، إِلا كَفَّرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا خَطَايَاهُ).[٥]
  • اللذة الآجلة للمرض في الآخرة، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.[٦]
  • إنّ الله إذا أحبّ عبداً ابتلاه، فإن رضي فله الرضا، وإن سخط فعليه سخط من الله.
  • إنّ الابتلاء بالمرض إيقاظٌ للمسلم من الغفلة والبعد عن الله، فيستشعر المسلم عند مرضه ما كان به من النعم وهو في صحته وعافيته، ويتذكّر أنّ الدنيا فانيةٌ، فيعود إلى الله.

الأمور التي تعين على الصبر على الابتلاء بالمرض

هناك أمورٌ إذا عرفها المسلم أعانته على الصبر على بلائه، ومنها ما يأتي:[٧]

  • معرفة طبيعة الحياة الدنيا التي يعيشها؛ فهي دار ابتلاءٍ وتكليف، وليست دار جنَّةٍ ونعيمٍ، يومٌ من أيّامها لك ويومٌ عليك، هكذا هي الدنيا متقلِّبةٌ.
  • اليقين بأنّ الجزاء عند الله أفضل، فأجر الصابرين غير محدودٍ ولا معدودٍ.
  • معرفة الإنسان نفسه، بأنّه هو وأهله وماله وما يملك لله عز وجل، يجعله راضياً ويحتسب الأجر عند الله ويعلم أن معاده إلى الله.
  • اليقين بأنّ فرج الله قريبٌ من المؤمنين، وأنّ بعد العسر يسراً.
  • الاستعانة بالله؛ فعندما يلجأ العبد إلى الله يشعر بالسكينة والطمأنينة، فمن كان في معيّة الله لا يضرّه شيءٌ.
  • النظر إلى أهل الصبر والعزائم، كالنظر في قصص الأنبياء وصبرهم على الابتلاء بالمرض، وأخذ العبرة منهم فقد ذاقوا من صنوف البلاء ما يعيننا على الصبر.
  • الإيمان بقدر الله وقضائه، وأنّ ما أصابنا من مرضٍ بيد الله، وأمر الله نافذٌ لا محالة، وما أصاب من مصيبةٍ إلّا بإذن الله.
  • استصغار ما بنا من مرضٍ، وذلك بالنظر إلى ابتلاءات الغير، وأنّنا في نعمةٍ من الله.

المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المريض، صفحة 5. بتصرّف.
  2. أبو فيصل البدراني، فقه الابتلاء واقدار الله المؤلمة، صفحة 16. بتصرّف.
  3. سورة الشعراء ، آية:80
  4. القاضي عياض، الشفا بتعريف حقوق المصطفى محذوف الاسانيد، صفحة 453-456. بتصرّف.
  5. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5641، صحيح.
  6. سورة الزمر، آية:10
  7. سعيد بن وهف القحطاني، أنواع الصبر ومجالاته، صفحة 78-88. بتصرّف.
3066 مشاهدة
للأعلى للسفل
×