معنى الاستنجاء وحكمه وآدابه

كتابة:
معنى الاستنجاء وحكمه وآدابه

معنى الاستنجاء

بيان معنى الاستنجاء في اللغة والشَّرع فيما يأتي:

  • الاستنجاء في اللغة: من الفعل نجا ينجو نجواً، ويُقال: نجا فلان ينجو نجواً؛ أي أنّه أخرج رِيحاً أو غائطاً.[١]
  • الاستنجاء في الاصطلاح: هو إزالة موضع خروج البول والغائط بالماء أو الورق أو غيرهما.[٢]

حكم الاستنجاء

اختلف العلماء في حكم الاستنجاء وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٣]

  • الحنفية: قالوا إنّ الاستنجاء سنةٌ، استدلالاً بقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،[٤] واحتّجّوا بأنّ الله -تعالى- أباح الصلاة بالتيمم دون استنجاء، أيّ أنّه ليس واجباً.
  • المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا بوجوب الاستنجاء، استدلالاً بقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فإذا أتى أحدُكم الغائِطَ فلا يَستقبِلِ القِبلةَ ولا يَستدبِرْها، ولا يَستطيبُ بيمينِه. وكان يأمُرُ بثلاثةِ أحجارٍ، ويَنْهى عنِ الرَّوْثِ والرِّمَّةِ)،[٥] ومن المعروف أنّ البول والغائط من النجاسات والمسلم مكلفٌ بإزالة النجاسة عن جسده وثيابه مطلقاً وعند أداء العبادات التي تشترط لها الطهارة.

آداب الاستنجاء

يُستحسن بالمسلم التحلّي بعددٍ من الآداب عند الاستنجاء، يُذكر منها:

  • الاستبراء؛ أي إخراج ما بقي في المخرج من بولٍ أو غائطٍ للتأكّد من عدم بقاء أي شيءٍ.[٦]
  • تجنّب الاستنجاء في الطرق العامة ومكان جلوس الناس في الحدائق والمتنزهات، وعدم التبوّل تحت الشجر المثمر وفي الثقوب على الأرض أو الجدار أو الماء غير الجاري، فقد نهى -عليه السلام- أن يُبال في الماء الراكد، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنَّه نَهَى أنْ يُبالَ في الماءِ الرَّاكِدِ).[٧][٨]
  • يستحبّ تقديم القدم اليسرى عند دخول بيت الخلاء والقدم اليمنى عند الخروج منه.
  • عدم الدخول بالمصحف وبكلام الله.[٩]
  • عدم استقبال أو استدبار القبلة؛ إذ يحرّم استقبالها أو استدبارها عند قضاء الحاجة إلّا في البنيان، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إذا أتَيْتُمُ الغائِطَ فلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، ولا تَسْتَدْبِرُوها ببَوْلٍ ولا غائِطٍ، ولَكِنْ شَرِّقُوا، أوْ غَرِّبُوا).[١٠][٩]
  • يكره التحدّث أثناء قضاء الحاجة سواء بذكر اسم الله تعالى أم بالحديث العام، ولا يُكره الكلام لحاجةٍ وضرورةٍ ما، كما يندب استخدام اليد اليسرى في الاستنجاء؛ لكثرة استعمال اليد اليُمنى في الأمور الأخرى؛ كتناول الطعام وغير ذلك، ويُستحبّ تطهير اليد اليسرى بعد الاستنجاء.[١١]

المراجع

  1. دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 11. بتصرّف.
  2. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 82. بتصرّف.
  3. دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 17-26. بتصرّف.
  4. سورة المائدة، آية:6
  5. رواه النووي، في المجموع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2/109، صحيح.
  6. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 86. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:218، صحيح.
  8. مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 48-49. بتصرّف.
  9. ^ أ ب خالد المشيقح، المختصر في فقه العبادات، صفحة 11. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:264، صحيح.
  11. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 89. بتصرّف.
10069 مشاهدة
للأعلى للسفل
×