معنى التوحيد للأطفال

كتابة:
معنى التوحيد للأطفال

معنى التوحيد للأطفال

كلمة التوحيد مأخوذة من وحّد الشيء أي جعله واحداً،[١] ومعنى التوحيد في الشرع: هو إفراد الله -تبارك وتعالى- بما يختص به؛ من الألوهية والربوبية، والأسماء والصفات.[٢]

أنواع التوحيد

توحيد المعرفة والإثبات

توحيد المعرفة والإثبات يكون باعتقادنا الجازم بأنه لا إله إلا الله ولا شريك له، وأنه لا خالق إلا الله -عز وجل- وأن لا مالك سوى الله، ولا رازق غير الله، فيتلخص بأن نكون على يقين بوجود الله ولا ننكر وجوده.[٣]

ولقد تحدى أحد الملحدين علماء المسلمين فاختاروا أبو حنيفة؛ لما كان يتصف بالذكاء ليرد على هؤلاء الملحدين، فقاموا بتحديد الموعد والمكان ليتم الرد، ولكن أبو حنيفة تأخر عن الموعد -وهذا ليس من عادة أبي حنيفة لأنه يتصف بدقة موعده-، فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف؛ لأنه علم أني سأنتصر، وعلم أن الكون ليس لديه إله، وأنه وجد صدفة.[٤]

وبدأ يتفاخر كأنه هو الذي انتصر أمام الحاضرين؛ وذلك بسبب تأخر أبي حنيفة، ولكنه لا يعلم ماذا ينتظروه وهو يتكلم ويتباهى بنصره؛ جاء عالمنا أبو حنيفة واعتذر بكل لباقة عن تأخره، ثم قال: وأنا في الطريق إلى هنا لم أجد قارباً أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قارباً، ثم اقترب القارب مني فركبته وجئت إليكم.[٤]

وقال الملحد: إن هذا الرجل لا يقول الصدق، فكيف يتجمع الخشب ويصبح قارباً دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك دون وجود من يحركه؟، وهنا تبسم أبو حنيفة وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول أن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟،[٤] ولم يستطيعوا الرد على برهانه القوي.

إذاً من هذه القصة نستفيد أن هذا الكون له إله وأنه موجود، وهذا الكون لا يمكن أن يكون وجد صدفة، وهذه القصة تعلمنا أن هذا الكون لم يخلق لوحده مثل الخشب بالقصة؛ لا يمكن للعقل أن يستوعب أنه تجمع لوحده وصنع قارباً مثل ما قال الملحدين؛ فمستحيل أن يتحرك القارب أيضاً دون محرك، فالله واحد أحد لا شريك له له الملك والتصرف في هذا الكون.

توحيد الأسماء

إن لله أسماءً خاصةً به وتسمى بالأسماء الحسنى؛ وهي أسماء مدح وثناء وتمجيد وتعظيم الله، كما فيها صفات كمال الله وأفعال حكمه؛ من رحمة ومصلحة وعدل من الله،[٥] ومثال عليها: السميع، البصير، القدير، الحكيم، الخبير، العليم، الواسع، الأول، الآخر، الظاهر الباطن، الفرد، الصمد، الحي، القيوم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، وأما الصفات مثال عليها؛ صفة السمع والبصر.

توحيد في العبادة

وهو أن لا تصلي إلا لله، وأن لا تتصدق إلا لله، وأن لا تزكي إلا لله، وأن لا تسجد إلا لله، وأن تصوم وتحج وتتعبد لله وحده؛ فالله -تعالى- وحده المستحق للعبادة وأداء العبادات يكون له وحده.[٦]

المراجع

  1. علوي بن عبد القادر ، "تعريف التوحيد لغة واصطلاحاً"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
  2. علوي بن عبدالقادر الشقاف، "تعريف التوحيد لغة واصطلاحاً"، الدرر السنية.
  3. حافظ بن أحمد حكمي، معارج القبول بشرح سلم الوصول، صفحة 97-98. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت [ياسر عبد الرحمن]، موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق، صفحة 113. بتصرّف.
  5. "أسماء الله الحسنى"، واي باك مشين. بتصرّف.
  6. ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، صفحة 328. بتصرّف.
5094 مشاهدة
للأعلى للسفل
×