معنى الشكر في الإسلام
فيما يلي بيانٌ لمعنى الشكر في اللغة والاصطلاح كما بيّنه العلماء:
تعريف الشكر لغةً
الشكر هي مصدر شَكَرَ، والشكر من الله: يعني الرضا والثواب، ويعرف الشكر في اللغة بأنّه عِرفان النعمة وإظهارها والثناء بها.[٣]
تعريف الشكر اصطلاحًا
عرّف العلماء الشكر بتعريفاتٍ متقاربةٍ منها:
- قسّم المناوي الشكر إلى نوعين: شكر اللسان؛ وهو الثناء على الله سبحانه وتعالى، وشكر الجوارح؛ ويظهر بمكافأة النعمة من خلال قيام العبد بشكره الله -عزّ وجلّ- بقلبه ولسانه وجميع جوارحه.[٤]
- عرّف ابن القيم الشكر بأنّه: بيان أثر نعمة الله -سبحانه وتعالى- على لسان العبد؛ ثناءً واعترفًا بما منحه الله -سبحانه وتعالى- من نِعم، وكذلك ظهور هذا الأثر على جوارحه من خلال قيامه بالطاعات التي أمر الله -سبحانه وتعالى- بها.[٤]
الفرق بين الشكر والحمد
اختلف أصحاب العلم في توضيح الفرق بين الشكر والحمد على قولين، آتيًا توضيحهم:[٥]
- القول الأول: الشكر والحمد بمعنى واحدٍ ولا فرق بينهما، وذهب إلى هذا القول ابن جرير الطبري وغيره.
- القول الثاني: الشكر والحمد ليسا بمعنى واحدٍ، بل هناك فروق بينهما، وأهمها:
- أنّ الشكر يكون باللسان والجوارح والقلب، بينما يقتصر الحمد على اللسان فقط.
- أنّ الشكر يكون عند تحقّق النعمة أو الحصول عليها، بينما الحمد فيكون عند تحقّق النعمة وعند عدم تحقّقها.
الشكر اسم من أسماء الله تعالى
لله -سبحانه وتعالى- تسعةٌ وتسعون اسمًا، فاسم الله -سبحانه وتعالى- الشكور صيغة مبالغةٍ من الفعل: شَكَرَ، فالشكور كما بينه ابن الجزري في كتابه النهاية،[٦] يعني: "يزكو عنده القليل من أعمال العباد؛ فيضاعف لهم الجزاء، فشكره لعباده مغفرته لهم".[٧]
أركان الشكر في الإسلام
بناءً على ما تم ذكره من تعريفات الشكر، يتبيّن أنّ للشكر ثلاثة أركان، وهي: اعتراف العبد بالنعمة بقلبه، والتحديث بالنعمة والثناء عليها، وتسخير النعمة في طاعة الله سبحانه وتعالى،[١] وفيما يلي توضيحٌ لهذه الأركان.
اعتراف العبد بنعمة الله -سبحانه وتعالى- بقلبه
فالاعتراف بنعمة الله -سبحانه وتعالى- من أركان الشكر، وقد روى ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أصْبَحَ مِنَ النَّاسِ شاكِرٌ ومِنْهُمْ كافِرٌ، قالوا: هذِه رَحْمَةُ اللهِ، وقالَ بَعْضُهُمْ: لقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذا وكَذا قالَ: فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: (فَلا أُقْسِمُ بمَواقِعِ النُّجُومِ)، حتَّى بَلَغَ: (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُون)".[٨]
التحدث بنعمة الله -سبحانه وتعالى- والثناء عليها
التحدّث بنعمة الله -سبحانه وتعالى- من أركان الشكر، وقد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم بالتحدّث بنعمته، فقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).[٩]
تسخير نعمة الله -سبحانه وتعالى- في عبادته وطاعته
إنّ تسخير النعمة في عبادة الله -عزّ وجلّ- هو الركن الثالث من أركان الشكر؛ فقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)،[١٠] والمقصود من هذه الآية شكر الله -سبحانه وتعالى- على ما أعطاكم يا آل داود، ويكون هذا الشكر بطاعة الله -سبحانه وتعالى- والامتثال لأمره.
ثمرات الشكر
إنّ لشكر الله -عز وجل- ثمراتٌ تعود على المسلم بالخير، وفيما يلي ذكرٌ لجملةٍ منها:[١١]
- الشكر صفةٌ من صفات العبد المؤمن، وعلامةٌ تدلّ على إيمانه.
- يفوز المؤمن الشاكر برضا الله -سبحانه وتعالى- ومحبته.
- الوقاية من عذاب الله عز وجل.
- شكر الله تعالى سببٌ لزيادة النعمة، والبركة فيها.
- ينال المؤمن الشاكر أجرًا كبيرًا في الآخرة.
المراجع
- ^ أ ب د. مهران ماهر عثمان، "الشكر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة إبراهيم، آية:7
- ↑ "تعريف و معنى الشكر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "الشكـــر "، طريق الإسلام، 12/2/2015، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
- ↑ " الفرق بين الحمد والشكر"، الإسلام سؤال وجواب، 13/3/2010، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "شرح اسم الله تعالى الشكور "، إسلام ويب، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2022. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 921.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:73، حديث صحيح.
- ↑ سورة الضحى، آية:11
- ↑ سورة سبأ، آية:13
- ↑ مهران ماهر عثمان، "الشكر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2022. بتصرّف.