معنى حديث إن الله كتب الحسنات والسيئات

كتابة:
معنى حديث إن الله كتب الحسنات والسيئات

عبدالله بن عباس

هو الصحابي والمحدث والمفسر والفقيه عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عمِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أكثر الصحابة رواية للحديث، إذ روى نحو 1660 حديثًا، ولد في شعب أبي طالب بمكة قبل الهجرة بثلاث سنوات عام 618م وهاجر مع والده إلى المدينة قبيل فتح مكة، فشهد فتح مكة وغزوتي حنين والطائف، دعا له النبيُّ قائلًا: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"،[١] كان عمره 13 سنة عندما توفي النبي، لقِّب حبر الأمة وترجمان القرآن لأنه كان يفسر القرآن بعد موت النبي، كان مستشارًا لعمر بن الخطاب رغم صغر سنه، شهد فتح إفريقيا وغزا طبرستان وتولى إمامة الحج سنة 35 هجرية بأمر عثمان، وشهد موقعة الجمل وصفين مع علي، بعد موت الحسين اعتزل الناس وسكن الطائف وكف بصره آخر عمره، توفي عام 68 هجرية الموافق 687م وعمره 71 عامًا، وهذا المقال سيتحدث عن معنى حديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات الذي رواه ابن عباس.[٢]


معنى حديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات

وردَ حديث عبد الله بن عباس في الصحيحين وهو حديث متَفقٌ عليه، عنه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً"،[٣] ومعنى الحديث أنَّ الله أمر الكتَبَة الحفظَة بكتابة الحسنات والسيئات وأوضح ذلك دون الحاجة إلى الاستفسار عنه وعن كيفية كتابته في كل وقت، فإذا نوى مسلمٌ وأراد وعقد العزم على فعل حسنة أو فِعلِ خير ولم يفعله كتب الله له بهِ حسنة كاملةً دون نقصان.[٤]


وأمَّا من عزم على فعل الحسنة وقام بها حقًّا وعملها وأحسن عمله فإنَّ الله يكتبها له عشر حسنات ويضاعفها إلى سبعمئة ضعف وإلى أضعاف كثيرة، وإذا همَّ المسلم أي نوى وأراد أن يرتكب خطيئةً أو سيئةً لكنَّه تراجع وتركها من أجل الله تعالى فإنَّ الله يكتبها له حسنةً كاملة دون نقصان، ولكنَّه إذا نوى أن يرتكب سيئةً وغلبته نفسه وأهواؤه وفعلها حقًّا فإنَّ الله يكتبها له سيئةً واحدةً دون مضاعفة ولا زيادة، لأنَّ مضاعفة الحسنات فضل من الله أمَّا مكافأة السيئات من عدله تعالى.[٥]


العبر المستفادة من حديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات

بعد معرفة معنى حديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات، من الجدير بالذكر المرور على العبر المستفادة منه، ففي كل كلام رسول الله عبر وعظات جليلة يجب على المسلم استنباطها، وفيما يأتي العبر المستفادة من حديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات:[٤]


  • رحمةُ الله تعالى تسبقُ غضبه -جلَّ وعلا- لأنَّه ضاعف الحسنة إلى أضعاف كثيرة أمَّا السيئة فإنَّها واحدة دون زيادة.
  • فضل الله عظيم على المسلمين، ومن فضله أنَّه لا يحاسب المسلم بما يجول في نفسه.
  • كتابة الملائكة الكتَبَة لا تقتصر على أعمال الجوارح بل تشمل أعمال القلوب أيضًا.
  • تأكيد الحديث على أنَّ أسلوب الترغيب والترهيب من أفضل الأساليب المتَّبعة في التربية والدعوة.

المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7055، أخرجه في صحيحه.
  2. "عبد الله بن عباس"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-14. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6491، صحيح.
  4. ^ أ ب "شرح حديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-14. بتصرّف.
  5. "حديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-14. بتصرّف.
6630 مشاهدة
للأعلى للسفل
×