معنى عبارة الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه

كتابة:
معنى عبارة الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه

مفهوم القاعدة اللغوية

القاعدة لغةً: القواعد، وجمعُها قاعدة، وهي في اللّغة: الأساس، فقاعدة كلّ شيء هي أساسُه، وقواعد البيت؛ أي: أسُسُه، ومن ذلك قواعد العلوم، والقاعدة: "ما يقعد عليه الشيء"؛ أي: يستقرّ ويثبت، أمّا اصطلاحًا فتأتي بمعنى: الضّابط، وهي الأمر الكلّيّ المنطبق على جميع تفاصيلها، كشموليّة القاعدة النّحوية وتماسك محتواها، والقاعدة اصطلاحًا: هي قضيّة كليّة منطبقة على جميع جزئيّاتها، والقاعدة: مايلاحظه الدّارس العالم، ليوجزه بقاعدة تعدّ زبدة وخلاصة أفكاره، ويرى السّيوطيّ القاعدة تشمل عدّة فروع، في اللّغة والنّحو وفي القراءات السّبعيّة في القرآن الكريم، وهي "وصف لسلوك معيّن في تركيب اللّغة"، كقولهم حول النّحو العربيّ: قانون لغويّ، يعدّ مرجعًا لكلّ طالب علم يتدارس ما أفرزته جهود متكاتفة.[١]

معنى عبارة: الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه

إنّ ما تفيده عبارة "الشّاذ يحفظ ولا يقاس عليه" يتلخّص في قول المراديّ: "إذا كان المسموع من كلام العرب مخالفًا للقياس، أو أنّه قليل شاذّ فعنده يحفظ المسموع ولا يُقاس عليه، على أن يكون المسموع مطّردًا وشائعًا، والقليل يُحفظ ولا يُقاس عليه"، ففي كلام العرب وممّا ينهجه النّحاة كابن جنّيّ والسّيوطيّ وغيرهم أنّ القياس يكون على الأغلب الشّائع في اللّغة، ولا يكون القياس على النّدرة والقلّة، ويعدّ شاذًّا فيُحفظ ولا يُقاس عليه.[٢]

نشأة القاعدة النحوية واللّغويّة وتطورها

بداية وضع القواعد النّحويّة كانت سماعيّة من أفواه العرب،مع ضبط أماكن قَبول المسموع من اللّغة لتمكّن تلك القبائل لُغويًّا ولفصاحتهم كقبائل الجزيرة العربيّة، بالأخصّ مناطق الوسط، واستثناء أطراف الجزيرة لقربها من الرّوم والفرس، تلي مرحلة الجمع مرحلة التّدقيق في الحصيلة اللّغويّة لتتبعها مرحلة وضع قواعد اللّغة والنّحو العربيّ، واستنباط ما صحّ منه وكان نشأة القاعدة النّحوية واللّغوية في العراق لينمو ويزدهر هذا العلم ويكتمل.[٣]

تعريف الشاذ

الشّذوذ فى اللّغة: جاء في اللّسان: "شذّ عنه یشذّ شذوذًا: انفردَ عن الجمهور وندر فهو شاذّ، وأشذّه غيره، وقوم شذّاذ إذا لم يكونوا في منازلهم ولاحيّهم"، قال ابن فارس: "الشّين والذّال، يدلّ على الانفراد والمفارقة، شذّ الشّيء يشذّ شذوذًا، وشذّاذ النّاس: الّذين يكونوا في القوم، وليسوا من قبائلهم ولا منازلهم"، وشذّاذ الحصى: "المتفرّق منه"، وفي "القاموس": "شذّ يشذّ شذًّا وشذوذًا أي: ندر وقلّ عن الجمهور"، والنّتيجه عند الدّارسين من علماء اللّغة فالشّذوذ اصطلاحًا" التّفرق، والتّفرّد، والغرابة، والمخالفة، والقّلة"، أمّا اصطلاحًا: فالشّذوذ عند النّحاة يعني: "مخالفة القياس".[٤]

كلام العرب الفصحاء في الاحتجاج النحوي

يعدّ كل ما قاله العرب مرجعًا في الاحتجاج اللّغويّ، فمصطلح "الشّذوذ " على العموم يدلّ على كلّ منبوذ وغير شائع، قِسم من علماء العرب كان محايدًا والآخر اعتمد على القياس في اللّغة. وممّا ذكره ابن جنيّ في الفصل بين "طرد" و "شذّ" فيقول: "أصل مواضع "طرد" في كلامهم التّتابع والاستمرار، من ذلك طردت الطّريدة، إذا تبعتها واستمرّت بين يديك، أمّا مواضع "شذّ" في كلامهم فهو "التّفرّق والتّفرّد".[٥]

المراجع

  1. "نشأة القاعدة النحوية وتطورها"، www.alukah.net، 2020-07-01، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-01. بتصرّف.
  2. "أصول الاحتجاج النّحوي عند المرادي"، books.google.jo، 2020-07-01، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-01. بتصرّف.
  3. "نشأة القاعدة النحوية وتطورها"، www.alukah.net، 2020-07-01، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-01. بتصرّف.
  4. "القاعدة اللغوية في ضوء القراءات الشاذة "، bfda.journals.ekb.eg، 2020-07-01، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-01. بتصرّف.
  5. "القاعدة اللغوية في ضوء القراءات الشاذة"، bfda.journals.ekb.eg، 2020-06-30، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-30. بتصرّف.
3449 مشاهدة
للأعلى للسفل
×