هل يصح قول: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا؟
ورد هذا الحديث من ضمن (الأحاديث المنتشرة التي لا تصح) وهو أنّه: "روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في آخر جمعة من شهر رمضان، فلما بَصُر بي قال لي: يا جابر، هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودِّعه، وقل: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلتَه فاجعلني مرحومًا، ولا تجعلني محرومًا؛ فإنه مَن قال ذلك ظفِر بإحدى الحُسنيين، إمَّا ببلوغ شهر رمضان، وإمَّا بغفران الله ورحمته"، وهذا القول ليس له أصل في كتب السنة، وهو موجود فقط في كتب الشيعة.[١]
وقد ذهبت دائرة الإفتاء الأردنية إلى أنه لا حرج من ترديد هذا الدعاء، إذ هو لا يوافق محذورًا، ولكن الالتزام بالأدعية المأثورة أفضل.[٢]
معنى قول: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا
هذا دعاء يقوله العبد متضرعًا إلى الله تعالى وراجيًا إيّاه بأن يُطيل عُمره لكي يفوز بصيام شهر رمضان عدة أعوام، وأن لا يكون هذا الشهر هو آخر شهر يصومه في حياته.
أهم الأحاديث الضعيفة والموضوعة عن شهر رمضان
ما هي الأحاديث الشائعة عن شهر رمضان وهي غير صحيحة؟
يتداول كثير من العوام والوعاظ العديد من الأحاديث التي تتعلق بشهر رمضان، إلّا أنّهم يجهلون أنّ هذه الأحاديث هي ضعيفة أو موضوعة، ومنها:[٣]
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "شهر رمضان معلق بين السماء والأرض، ولا يرفع إلى الله، إلا بزكاة الفطر".[٤] ضعّفه الألباني.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -عليه السلام- قال: "صوموا تصحوا".[٥] موجود في الأحاديث الضعيفة.
- عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله عز وجل".[٦] قال الألباني أنّ الحديث موضوع.
- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "يوم صومكم يوم نحركم".[٧] قال الإمام أحمد أنّ الحديث لا أصل له.
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خمسٌ يفطرن الصائم وينقضن الوضوء: الكذب، والنميمة، والغيبة، والنظرة بشهوة، واليمين الكاذبة".[٨] قال ابن أبي حاتم عن أبيه أنّ هذا الحديث كذب، أمّا الشيخ السبكي فقال أنّه حديث ضعيف.
- عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور".[٩] حديث ضعيف، ذكره الألباني في كتابه ضعيف الجامع الصغير.
- عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه السلام- قال: يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيامليله تطوعًا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه من فطر صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائمًا على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار،...".[١٠] هو في الأحاديث الضعيفة، كذلك ذكره ابن أبي حاتم في العلل.
المراجع
- ↑ "أحاديث منتشرة لا تصح"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "هل يصح قول: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا؟"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2021. بتصرّف.
- ↑ ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 118-119. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:43، حديث ضعيف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:253، حديث ضعيف.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الترغيب، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:592، حديث موضوع.
- ↑ رواه السيوطي، في تدريب الراوي، عن لا يوجد، الصفحة أو الرقم:167، حديث باطل لا أصل له.
- ↑ رواه ابن الجوزي، في موضوعات ابن الجوزي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:560، حديث موضوع.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن عبدالله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم:5972، حديث ضعيف.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الترغيب، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم:589، حديث منكر.