معنى كرم الله وجهه

كتابة:
معنى كرم الله وجهه

مفهوم التكريم

التكريم في اللغة من الفعل الثلاثي كَرَم، وهو مصدر الفعل، أمّا في الاصطلاح فتكريم الإنسان له جوانب عدّة فالإنسان على ضعفه وصغر حجمه في هذا الكون هو سيد المخلوقات والمفضّل عليهم، وقد كُرّم على مراحل ثلاث أولها تكريمه بخلقه وإيجاده من العدم، وثانيهما هي تكريمه بتسخير المخلوقات كلها لخدمته، وثالثهما هي تكريمه بالفطرة السليمة وبدين الإسلام الحنيف، وقد فُضَّل بعض الناس على بعض ومن بينهم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واعتاد المسلمون على قول رضوان الله عليهم من باب التكريم لشخصهم الكريم، ومن الناس من خصّ علي بن أبي طالب بالقول "كرم الله وجهه"، وسيكون هذا المقال عن معنى كرم الله وجهه.[١]

معنى كرم الله وجهه

في الحديث عن معنى كرم الله وجهه فقد جاء في معجم المعاني الجامع أن معنى هذه العبارة هو شرّفه ونزهه،[٢] وقد اختصّ علي بن أبي طالب بهذه العبارة دونًا عن سائر صحابةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والسبب كما قال البعض أنّه رضي الله عنه أسلم صبيًا ولم يسجد لصنم قطّ، وتربّى في بيت النبي وقد شهد مع الرسول كل الغزوات إلا غزوة تبوك، وجاء في حديث رسول الله له عندما خلفه في أهله يومغزوة تبوك: "أما ترضَى أن تكونَ منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى إلا أنكَ لستَ بنبيٍّ "،[٣](5/25) ولكنّ على الرغم من ذلك كلّه ومن مكانه علي العالية إلا أنّه لا يفضّل تخصيصه بقول كرم الله وجهه أو أن يُقال عليه السلام دون الصحابة، فالأفضل التسوية بين الصحابة جميعًا.[٤]

حكم تخصيص "كرم الله وجهه" بعلي بن أبي طالب

بعد معرفة معنى كرم وجهه، من الجيد الاطلاع على حكم تخصيص علي بن أبي طالب بهذا التكريم دونًا عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميعًا، وقد قال العلماء يأنّ إفراد علي بن أبي طالب بهذا القول لا يجوز والواجب على أهل السنّة أن يبتعدوا عن أية أمور فيها شبهات، حيث إن هذا القول من صنع أهل الرافضة ولا يجب مشابهتهم في ذلك فهو من أنواع الغلوّ، ولا يجب أن يخصص عليًّا بهذه الدعاء دونًا عنعمر بن الخطاب أو أبي بكر الصديق أو غيرهم، فالأولى أن يُقال عند ذكرهم رضي الله عنهم جميعًا، ولكن يمكن أن يُقال "كرّم الله وجهه" للصحابة جميعًا دون تفضيل فذلك لا بأس في به، ولكنّه لا يُعدّ من الأدعية المأثورة، وما جرى على ألسنة المسلمين هو قول "رضي الله عنه" كما جاء في قوله تعالى في سورة التوبة: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}،[٥] والله تعالى أعلم.[٦]

المراجع

  1. "التكريم الإلهي للإنسان من الخَلْق إلى الإسلام"، www.alukah.net، 2020-04-18، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-18. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى كرم الله وجهه في معجم المعاني الجامع "، www.almaany.com، 2020-04-18، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-18. بتصرّف.
  3. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد ، عن عمرو بن ميمون، الصفحة أو الرقم:25، حديث إسناده صحيح.
  4. "علة إطلاق "كرم الله وجهه" على علي بن أبي طالب"، www.islamweb.net، 2020-04-18، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-18. بتصرّف.
  5. سورة التوبة ، آية:100
  6. "قول كرم الله وجهه لعلي بن أبي طالب"، islamqa.info، 2020-04-18، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-18. بتصرّف.
3570 مشاهدة
للأعلى للسفل
×