معنى كلمة الجاهلية في القرآن

كتابة:
معنى كلمة الجاهلية في القرآن

معنى كلمة الجاهلية في القرآن الكريم

حذر القرآن الكريم من العودة إلى مساوئ الجاهلية، بعد أن أكرم الله البشرية بالهدى والنور؛ فالعودة إلى الجاهلية انحراف عن الفطرة السليمة، وعن الهدي القويم، جاء في لسان العرب في المعنى اللغوي للكلمة: "هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام؛ من الجهل بالله ورسوله، وشرائع الدين، والمفاخرة بالأنساب، والكبر والتجبر، وغير ذلك".[١]

ورود كلمة الجاهلية في القرآن الكريم

وقد وردت كلمة الجاهلية في مواضع عدة، وهي:

  • ﴿وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾.[٢]
  • ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.[٣]
  • ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾.[٤]
  • ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾.[٥]

ظن الجاهلية

اعتقد المشركون أنهم سيقضون على الإسلام، وأن الإسلام سينتهي وأهله، وهذا ظن أهل الجاهلية وأهل الريب؛ فإذا حصل انكسار للمسلمين في معركة أو حادثة ظنوا أن لن تقوم لهم قائمة،[٦] وقد حصل في غزوة أحد أن استشهد سبعون من المسلمين وجرح الكثير منهم، فظن المشركون أنهم قضوا على الإسلام إلى غير رجعة.

حكم الجاهلية

أما حكم فله صور عديدة، منها:

  • ما كان عليه المشركون من الجور في الحكم

فكانوا يحكمون على الوضيع منهم ما لا يحكمون به على الشريف.[٧]

  • ما كان عليه أهل الجاهلية من التفاضل بين القتلى.[٨]
  • ما كان يأخذه الكهان من الرشوة، ويحكمون بغير الحق.[٩]
  • تفضيل بعض الأولاد على بعض

وقد سئل طاوس عن رجل يفضل بعض ولده على بعض؛ فقرأ: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.[١٠][١١]

تبرج الجاهلية

وكان للتبرج في الجاهلية صور عديدة، نذكر منها:

  • كانت المرأة في الجاهلية تلقي الخمار على الرأس ولا تشده، فتظهر القلادة والعنق.[١٢]
  • مشية التكسر والتغنج لاستمالة قلوب الرجال.[١٣] أوليست الجاهلية الحديثة اليوم أشد ضررًا، وأكثر تبرجًا من تبرج الجاهلية في القرون الأولى؟؛ إذ لم تظهر المرأة في الجاهلية العورات كما تكشف اليوم.

حمية الجاهلية

وقد كان لحمية الجاهلية صوراً عديدة، نبين بعضاً منها فيما يأتي:

  • التفاخر والتعاظم بالآباء

فقد كانت العرب بعد انقضاء الحج يقفون بمنى ويتفاخرون بآبائهم، ويقولون: كان أولنا عظيم الجفنة -وهي ما يطبخ بها الطعام- عظيم القدر، عظيم المال،[١٤] وقد جاء في الحديث: (إنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- قد أذهَب عنكم عَيبةَ الجاهليَّةِ وفخرَها بالآباءِ).[١٥]

  • العصبية لآلهتهم؛ واستكبارهم أن يتخلوا عن عبادتها.[١٦]
  • عدم إقرارهم برسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

رغم معرفتهم أنه الصادق الأمين، لكنه الاستكبار الذي منعهم من التصديق به،[١٧] وقد قال أبو جهل: "تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، حتى إذا كنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي، فمتى ندرك مثل هذه؟، والله لا نؤمن به ولا نصدقه".[١٨]

  • التعيير والانتقاص من آباء الغير وأمهاتهم

وقد جاء في الحديث أن أبا ذر الغفاري عيّّر بلال بن رباح بأمه، وقد كانت سوداء، فقال له يا ابن السوداء،[١٩] فشكاه بلال إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (يا أبَا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ؟، إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ).[٢٠]

المراجع

  1. ابن منظور ، لسان العرب، صفحة 130.
  2. سورة آل عمران، آية:154
  3. سورة المائدة ، آية:50
  4. سورة الأحزاب، آية:33
  5. سورة الفتح ، آية:26
  6. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، صفحة 145. بتصرّف.
  7. محمد بن أحمد القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن، صفحة 214. بتصرّف.
  8. محمود بن عمرو الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، صفحة 641. بتصرّف.
  9. عبد الرحمن الثعالبي، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، صفحة 392. بتصرّف.
  10. سورة المائدة، آية:50
  11. محمود بن عمرو الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، صفحة 641. بتصرّف.
  12. مأمون حموش، التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون، صفحة 168. بتصرّف.
  13. سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 4426. بتصرّف.
  14. فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب، صفحة 333. بتصرّف.
  15. رواه الإمام أحمد، في مسند الإمام أحمد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:300، صحيح.
  16. عز الدين بن عبد السلام، تفسير القرآن، صفحة 208. بتصرّف.
  17. أحمد إبراهيم الثعلبي، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، صفحة 304. بتصرّف.
  18. منير الغضبان، فقه السيرة النبوية، صفحة 625. بتصرّف.
  19. محمد بن علي الولوي، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج، صفحة 43. بتصرّف.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:30، صحيح.
4463 مشاهدة
للأعلى للسفل
×