معنى مثل: رمتني بدائها وانسلت
تدورالأمثال على ألسنة النّاس عامّة، ولكن غالبًا ما تدور على ألسنة النساء أكثر من الرجال؛ فغالبيّة الأمثال تتحدّث عن المواقف التي تحدُث مع النسوة فيما بينهنّ، فمنها ما يتحدّث عنقصّة تعدد الزوجات وما يحدث بينهنّ من خلافاتٍ قد تكون فكاهيّةً بعض الأحيان، ومن بين تلك الأمثال ذلك الذي دار على ألسنة النساء بكثرةٍ وهو: رمتني بدائها وانسلّت، وترتبط قصّة ذلك المثل بأمر تعدّد الزوجات وما حدث بينهنّ، وتدور قصّة المثل حول امرأةٍ شديدةِ الجمال تدعى: رهم بنت الخزرج بن تيم الله بن رفيدة بن كلب بن وبرة، تزوّجها رجلٌ من العرب يدعى: سعد بن زيد بن مناة، لكنّ سعدًا كان قد تزوّج من قبل، فسبّب زواجُه منها غيرة ضرائرها؛ فكنّ في سعيٍ دائمٍ لإحداث أيّ أمرٍ يزعجها.
وفي يومٍ من الأيام ولدت رهم، ورُزِقَت بطفلٍ أسماه والده: مالكَ بن سعد، ومن شدّة غيرة ضرائرها منها، كنَّ يذمّونها وينادونها بالعفلاء، والعفل: شيءٌ في جسد المرأة يظهر بعد الحمل والولادة، وكانت رهم شديدة الحزن مما يُطلَق عليها، فكانت تبكي كلّما نادوها بذلك الاسم، وفي أحد الأيام شكت رهم همّها لأمّها، وحدّثتها عمّا يقلنَه زوجاتُ زوجها لها؛ فاقترحت عليها والدتها بأن تستبق الأمور؛ أيّ أن تسبّهنّ بذات ما يقلن لها قبل تفوههنّ بحرفٍ واحد.[١]
وذلك ما حدثَ فعلًا؛ فما إن رأت رهمُ إحداهنّ حتى قالت لها: يا عفلاء، فضحكت ضرّتها منها ضحكًا شديدًا، وقالت: رمتني بدائها وانسلت، ويُقصد بذلك القول: أعابتني بما فيها وجعلتْه فيّ، وأصبح ذلك المثل يُطلَق على أولئك الذين يقذفون النّاس بما ليس فيهم، ويتهمونهم بأشياءَ ليست فيهم بل بأنفسهم؛ كالسارق الذي يتّهم غيره بالسّرقة، والكاذب الذي يتّهم غيره بالكذب.[١]
المراجع
- ^ أ ب د أحمد سيد حامد آل برجل، لكل مثل حكاية، صفحة 55. بتصرّف.