نبيّ الله داود
كان داود -عليه السلام- في بداية حياته رجلًا فقيرًا من بني اسرائيل وكان يعمل في رعي الأغنام، إلى أن قامت الحرب بين طالوت ملك بني اسرائيل وجالوت عدوهم فالتحق داود -عليه السلام- بجيش طالوت، وفي المعركة فرّ أغلبية جنود طالوت ولم يبقَ منهم إلّا داود وقليلٌ معه، لكنّ داود تمكّن من قتل جالوت بنفسه، فذاع صيته بين بني اسرائيل وبعد وفاة طالوت عيّنوه ملكًا عليهم، ثمّ آتاه الله النبوّة وهو ملك وأيّده بالمعجزات فقد ألان الله له الحديد يصنع منه بيده ما شاء، وقد قال -تعالى- {وَقَتَلَ دَاودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ}[١]، وسيأتي هذا المقال على بيان معنى مزامير داود التي آتاه الله إياها وخصّه بها.[٢]
معنى مزامير داود
يتساءل البعض عن معنى مزامير داود التي أتى ذكرها في حديث الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- فقد جاء عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سمِعَ صَوتَ أبي موسى الأشعَريِّ وهو يَقرَأُ، فقال: لقد أُوتيَ أبو موسى مِن مَزاميرِ آلِ داودَ"[٣]، فإنّ الله -جلّ وعلا- أنزل كتابه الزبور على داود -عليه السلام- ووهبه صوتًا عظيمًا، بحيث كان عندما يقرأ آيات الزبور يترنّم في قراءتها، وقد قال أهل العلم في بيان معنى مزامير داود أنّها الصوت الحسن الذي كان يمتلكه، فقد كان من حسن صوته وجماله تقف الطيور والوحوش والإنس والجن تسبّح كما يسبح وتترنم بقراءته وصوته الذي لم تسمع له الآذان مثيلًا، حتى أنّه كان سريع القراءة فقد جاء في نصّ الحديث الشريف عن النبيّ الكريم أنّه قال: "خُفِّفَ علَى داوُدَ القِراءَةُ، فَكانَ يَأْمُرُ بدابَّتِهِ لِتُسْرَجَ، فَكانَ يَقْرَأُ قَبْلَ أنْ يَفْرُغَ - يَعْنِي - القُرْآنَ"[٤]، فكان داود -عليه السلام- يقرأ الزبور مقدار سرج دابّته وذلك لما وهبه الله -جلّ وعلا- من خفة القراءة وسهولتها.[٥]
معنى مزامير داود في معتقدات اليهود
يعتبر اليهود أنّ داود -عليه السلام- هو المؤسس لدولة اليهود الأولى، وأنّه أول من وحد شمل بني اسرائيل الذين كانوا عبارةً عن يهود متفرقين في قبائل مختلفة، وأنّه كتب بيده معظم المزامير الموجودة في الكتاب المقدّس عندهم، والمزامير هي أقسام الكتاب وأبوابه أو ما يُعرف بالأسفار التي أتى بها موسى -عليه السلام-، ولهذه المزامير موقفٌ معادٍ للإسلام فقد تم تحريفها وتشويهها لتناسب أهواء اليهود ومعتقداتهم، حيث أنّ هذه المزامير ترفض وجود الإسلام، غير أنّ الدين الإسلامي يرفض الحساب الكتابي الذي يقول في داود -عليه السلام- كلامًا منافيًا للأخلاق ويتهمه بالزنا والقتل، وهذا أمرٌ مرفوضٌ في الإسلام حيث أنّ المسلمين يؤمنون بطهارة الأنبياء وعفتهم وبأنّ الله -عزّ وجلّ- عصمهم عن الخطأ، ولهذا تُعتبر كتب مزامير داود بالنسبة للمسلين أمرًا كاذبًا وفيه من التحريف الكثير، والله -تعالى- أعلم.[٦]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 251.
- ↑ "داود عليه السلام .. النبي القائد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 25343، صحيح.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 4713، صحيح.
- ↑ "مزامير آل داود"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "داود"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-06-2019. بتصرّف.