معنى مصطلح لهو الحديث

كتابة:
معنى مصطلح لهو الحديث

اللهو في اللغة

لقد ورد في كتب المعاجم معنى كلمة اللهو والتي تدل على ما شغل الإنسان من طربٍ ولعبٍ، وقد ورد ما يؤكد هذا في سورة العنكبوت، حينما وصف الله سبحانه وتعالى أنَّ الحياة الدَّنيا سريعة الانتهاء والانقضاء، كالشيء الملهو به فقد قال تعالى: {وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ}،[١] وقد وردت كلمة اللهو بمعنى الاستهزاء والسُّخرية في سورة الأعراف فقال تعالى: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}،[٢] وقد وردت أيضًا بمعنى الكلام الذي يأكل الوقت ويلهي القلب، ولا يثمر منه الخير، وقد وردت كلمة اللهو كمصطلح مركب وهو لهو الحديث والذي يعني الباطل المُلهي عن العبادة، وسيتطرق المقال إلى معنى مصطلح لهو الحديث.[٣]

معنى مصطلح لهو الحديث

في الحديث عن معنى مصطلح لهو الحديث يُلاحظ أن الدّين الإسلامي لم يترك بابًا فيه عفاف النفس عن الشَّهوات، وقيادتها نحو الحكمة والكمال إلَّا وطرقه، وبعد أن تمَّ إيضاح معنى اللهو في معاجم اللغة العربية للوصول إلى معنى مصطلح لهو الحديث، لوحظ أنَّ هذا المصطلح قد ورد في سورة لقمان بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}،[٤] وقد قال الصّحابي الجليل ابن مسعود: "أنَّ لهو الحديث يُقصد به هنا الغناء"، وقد كان للعلماء أقوال واتجاهات في معنى مصطلح لهو الحديث، فقد قال ابن العربي: "أنَّ المراد هنا من لهو الحديث هو الطرب والغناء والمغنيات، وقد قال أيضًا أنَّ المراد هنا "الباطل والبعد عن الحق"، أما القول الثالث له فقد قال "أنَّه صوت الطبل الذي يبعث في النَّفس اللهو"، في حين أنَّ الماوردي زاد على هذا أنَّه من الممكن أن يكون لهو الحديث قد قُصِدَ به "الشرك بالله تعالى، أو الجدال في الحق والخوض في الباطل"، وقد قال الفخر: "أنّ المراد هنا من معنى مصطلح لهو الحديث، هو بيان حال الكفار من تركهم القرآن وآياته الحكيمة والاشتغال بكفرهم وبوارهم"، هذا ما ورد في شرح معنى مصطلح لهو الحديث.[٥]

موقف الإسلام من اللهو

بالحديث عن معنى مصطلح لهو الحديث لا بدَّ من الوقوف على رأي الإسلام وموقفه من اللهو، فقد بيَّن الدين الحنيف أنَّ اللهو إن لم يرافقه مانع شرعي أو ذنب فهو مباح لا إثم فيه، بل وهو مطلوب لتقوية الأبدان على عبادة الله تعالى، فهذا كان انطلاقًا من الشُّمولية التي اتَّصف بها الإسلام والتي تقوم على اهتمام الإسلام بالإنسان وحالته البدنية والعقلية والروحية، وهذا ما قاله الصحابي أبو الدرداء حينما قال: "إني لأستجم لقلبي بالشّيء من اللهو، ليكون أقوى لي على الحق"، وقد ورد عن الصّحابة رضوان الله عليهم أنّهم كانوا يترامون بالبطيخ، ولم يرد في السنة النبوية والقرآن الكريم ما يحرّم اللهو إلّا ما كان يُفضي إلى مفسدة، أو ما اختلط بحرمانية.[٦]

المراجع

  1. سورة العنكبوت آية: 64.
  2. سورة الأعراف آية: 51.
  3. "تعريف و معنى لهو في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-01. بتصرّف.
  4. سورة لقمان آية: 6.
  5. "مناسبة الآية لما قبلها"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-01. بتصرّف.
  6. "والذين هم عن اللغو معرضون"، kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-01. بتصرّف.
4204 مشاهدة
للأعلى للسفل
×