معنى ناقصات عقل ودين

كتابة:
معنى ناقصات عقل ودين

المرأة قبل الإسلام وبعده

تعرّضت المرأة قبل الإسلام للظلم والاضطهاد، فكانت مَشاعًا للمجون وإشباع أعين الرجال، كما كانت تُحرَم من الميراث، وكانت تُمَلَّك لزوجها ليصبح سيّدها المطلق، أمّا اليهود فكانوا ينظرون إلى المرأة على أنها لعنة خالصة، فهي التي أغوت آدم -حسب رأيهم-، كما أنهم يهينون المرأة حين يصيبها الحيض أو النفاس فيمنعونها من مجالستهم أو الأكل معهم أو لمس أوعيتهم، وجاء الدين الإسلاميّ لينهيَ الظلم الواقع على المرأة في جميع نواحي الحياة، ويشيع بين الناس أن الإسلام ينظر إلى النساء على أنهن ناقصات عقل ودين وفي هذا المقال سيتم بيان معنى ناقصات عقل ودين [١].

معنى ناقصات عقل ودين

وصف النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- النساء في حديثٍ شريف، حيث خرج رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إلى المصلَّى فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة، فقال: "أيها الناس، تصدقوا"، فمرّ على النساء فقال: "يا معشر النساء تصدّقْنَ، فإني رأيتكن أكثر أهل النار". فقُلْن: وبم ذلك يا رسولَ اللهِ ؟ قال: "تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقُلْ ودين أذهب للب الرجلُ الحازم، من إحداكن، يا معشر النساء". ثم انصرف، فلما صار إلى منزله، جاءت زينب، امرأة ابن مسعود، تستأذن عليه، فقيل: يا رسولَ اللهِ، هذه زينب، فقال: "أي الزيانب". فقيل: امرأة ابن مسعود، قال: "نعم، ائذنوا لها". فإذن لها، قالتْ: يا نبي الله، إنك أمرت اليومَ بالصدقة، وكان عِندَي حلي لي، فأردت أن أتصدق به، فزعم ابن مسعود: أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم".[٢].
ولمعرفة معنى النقص في العقل والدين في الحديث أعلاه يجب الوقوف حيثيات هذا القول النبوي الكريم من أجل فهم المغزى الحقيقي الذي أشار إليه شفيع الأمة -عليه الصلاة والسلام- في ذلك، فعند إلقاء نظرة على بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالمعاملات والعبادات لدى المرأة في الإسلام يُفهَم معنى ناقصات عقل ودين في المنظور الإسلامي، أما نقصان العقل فيشير إلى أن المرأة عند الإدلاء بشهادتها في محاكم المسلمين فإنه شهادة المرأة تعدل نصف شهادة الرجل؛ فقد يصيبُ شهادتها السهو أو النسيان، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" [٣].
أما نقصان الدين فيعود إلى أنها لا تصوم ولا تصلي في الأيام التي يقع فيها الحيض والنفاس، كما أنها لا تقضي الصلاة كما يتم قضاء إفطار أيام رمضان،وقد شرع الإسلام ذلك رحمةً بالمرأة بسبب الإجهاد والمشقة ونقص القوة الحاصل لديها في هذه العوارض الجسمانية التي لا حيلة لها بها. [٤]

حقوق المرأة في الإسلام

إن من عدل الإسلام أن منح المرأة مجموعة من الحقوق التي كانت محرومة منها قبل مجيء النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بشريعة الإسلام العظيمة، وهذا يدل على تكريم الإسلام للمرأة وعدم تهميشها أو نعتها بما لا يليق بها كما يزعم البعض عندما يُساء فهم معنى ناقصات عقل ودين، وفيما يأتي أبرز الحقوق للمرأة في الإسلام: [٥]
  • حرية العمل وكسب المال وإنفاقه على أن يكون العمل مباحًا، وكسب المال من مصدر مباح، ووجهُ صرف المال مباحًا كذلك.
  • حق اختيار الزوج المناسب لها سواء كانت بكرًا أم ثيِّبًا، فلا يتم إجبار المرأة في الإسلام على الزواج من رجل لا تريده كما كان يحدث في الجاهلية، فالمرأة البالغة العاقلة الراشدة قادرة على تقرير مصيريها وتحديد خيارها المناسب للزواج، ولها أن تفسخ عقد النكاح إن تم إجبارها على اختيار رجل لا تريده.
  • مفارقة الزوج إن لم تكن راضية عمَّا يصدر عنه من تصرفات من خلال الخلع، فترد له ما يتفقان عليه من مال وتُخالعه.
  • حق تأمين النفقة والسكن بالحسنى على أهلها إن لم تكن متزوجة، و على زوجها بعد الزواج، كما كفل الإسلام حق النفقة للمرأة إن لم تجد معيلاً لها حيث تُعطى من بيت مال المسلمين.
  • حقها في أن ترث من خلال وجود أحكام خاصة للميراث تحصل بها المرأة عن جزء من تركة من ترثه جنبًا إلى جنب مع الرجل.

المراجع

  1. المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرّف
  2. الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1462، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  3. {البقرة: الآية282}
  4. من صور تكريم الإسلام للمرأة, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرّف
  5. حقوق المرأة في الإسلام, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 09-01-2019، بتصرّف
3059 مشاهدة
للأعلى للسفل
×