معنى وفضل قول سبحان الله

كتابة:
معنى وفضل قول سبحان الله

أمر الله -عزَّ وجلَّ- المسلمين بذكره، وجعل ذلك سببًا من أسباب طمأنينة القلب، ورتّب على ذلك عظيم الأجر والثواب، وفي هذا المقال سيتمُّ تخصيص الحديث عن تسبيح الله -عزَّ وجلَّ- من حيث بيان معنى قول المسلم: سبحان الله، وكذلك بيان فضل هذا الذكر العظيم، ونختم المقال في بيان مكانة التسبيح ومنزلته في العقيدة الإسلامية.

معنى قول: سبحان الله

لفظ التسبيح يُطلق في اللغة العربية على من يُراد تنزيهه عن النقص والسوء، وبناءً على ذلك فإنَّ قول سبحان الله يعني تنزيه الله -عزَّ وجلَّ- عن جميع الصفات التي لا تليق بجلالته وعظمته، وتنزيهه عن جميع العيوب والنقائص وكذلك تنزيهه عن اتخاذ الصاحبة والولد.[١]



فضل قول: سبحان الله

إنّ للتسبيح فضلاً عظيماً، وقد جاء في القرآن الكريم جملةٌ من الآيات القرآنية، وفي السنة النبوية المطهرة عددٌ من الأحاديث النبوية التي تدلُّ على فضل هذا الذكر، ومنها ما يأتي:

  • إنّ التسبيح سببٌ في تكفير الذنوب عن المسلم، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه مائةَ مرةٍ غُفرَتْ له ذنوبُه وإنْ كانتْ مثلَ زبَدِ البحرِ).[٢][٣]
  • إنّ المداومة على التسبيح صباحًا ومساءً سببٌ لمفاضلة العباد بعضهم على بعضٍ يومَ القيامة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ، بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه).[٤][٣]
  • إنّ التسبيح سببٌ لكسب الحسنات وسبب في مغفرة الذنوب، وجاء ذلك عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- حيث قال: (كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَومٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قالَ: يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فيُكْتَبُ له أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عنْه أَلْفُ خَطِيئَةٍ).[٥][٦]
  • إنّ التسبيح سببٌ في ثقل ميزان المسلم يوم القيامة، بالرغم من سهولة قولها وخفتها على اللسان، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ).[٧][٦]
  • إنّ التسبيح سببٌ لغرس النخلِ في الجنة للمسلم، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قال: (سبحان اللهِ وبحمدِه)؛ غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنَّةِ).[٨][٩]
  • إنّ التسبيح سببٌ لشرح صدور المسلمين، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).[١٠][١١]
  • إنّ التسبيح من أعظم أسباب تفريج الهموم والكروب، ومما يدلُّ على ذلك قول الله -تعالى-: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).[١٢]
  • إنّ التسبيح يعدُّ من أحب الكلام إلى الله -عزَّ وجلَّ-، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ).[١٣][١٤]



منزلة التسبيح ومكانته

تتضح مكانة التسبيح من خلال ما يأتي:

  • إنّ التسبيح دالٌ على وصف الله -عزَّ وجلَّ-: من المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- منزّهٌ عن كلِّ نقصٍ وعيب، ومنزهٌ عن التشبيه والتمثيل والمساواة، كما أنَّه منزّهٌ عن الأقوال السيئة والأفعال الذميمة، وهذا الوصف من أعظم الأوصاف التي قررها القرآن الكريم والسنة النبوية، وإنَّ التسبيح -بحسب معناه- دالٌ على هذا المعنى ودالٌ على أعظمِ وصفٍ لله.
  • إنّ التسبيح يعدُّ من شواهد الإيمان: من المعلوم أنَّ التسبيح يعدُّ ثناءً لله -عزَّ وجلَّ- وتنزيهاً وتعظيماً له، وهذا التنزيه والتعظيم لا يُمكن أن يقع من أحدٍ إلَّا إن كان يؤمن بالله -عزَّ وجلَّ- إيمانًا حقيقيًا، وبذلك يكون تسبيح المسلم لله إقرارًا منه على عبوديته لله وحده ، وإيمانه به ربًا خالقًا وإلهًا معبودًا.[١٥]
  • إنّ التسبيح من أصول توحيد الله -عزَّ وجلَّ-: من أنواع التوحيد؛ توحيد الاعتقاد والقول؛ حيث يوحد المسلم ربه بقلبه فيؤمن به وبذاته وبأسمائه وصفاته، وبأنَّه منزّهٌ عن النقص والعيوب، ويظهر إيمان العبدِ بكلِّ ما سبق على جوارحه، فينزّه الله -عزَّ وجلَّ- بلسانه من خلال التسبيح، وبذلك يكون التسبيح أصلًا من أصول التوحيد.[١٦]
  • إنّ التسبيح يعدُّ من دلائل حُسن العقيدة الإسلامية: إذ إنَّ تسبيح الله -عزَّ وجلَّ- وتنزيهه عن كلِّ ما لا يليق به يعدُّ من خصائص العقيدة الإسلامية، وهو من الأصول التي اتفقت عليها جميع الشرائع السماوية، إلَّا أنَّ كثيرًا من البشر خالفوا هذا الأصل، ووصفوا الله -عزَّ وجلَّ- بما لا يليق به؛ لذلك فالتسبيح يدلُّ دلالةً واضحةً على حُسن عقيدة المسلم.[١٧]



حكم قول سبحان الله

ذهب أكثر الفقهاء إلى أنَّ التسبيح سنةٌ مندوبة وليست واجبة على المسلم، سواء أكان ذلك في الصلاة أم خارجها، مستدلين بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قمتَ إلى الصلاةِ فأسبغْ الوضوءَ، ثم اسْتقبلِ القبلةَ فكبِّرْ، ثم اقرأْ ما تيسرَ معك من القرآنِ، ثم اركعْ حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارفعْ حتى تستوي قائمًا، ثم اسجدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثم ارفعْ حتى تستوي قائمًا، ثم افعل ذلك في صلاتِك كلِّها).[١٨] وقال آخرون إنّ التسبيح واجب في الصلاة، وغير واجب خارجها.[١٩][٢٠]


المراجع

  1. ابن الجوزي، كشف المشكل من حديث الصحيحين، صفحة 370. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:3466، حديث صحيح.
  3. ^ أ ب عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، دراسات في الباقيات الصالحات، صفحة 47. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2692، حديث صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2698، حديث صحيح.
  6. ^ أ ب عبد الرزاق عبد المحسن البدر، دراسات في الباقيات الصالحات، صفحة 48. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6406، حديث صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1539، حديث صحيح.
  9. عبد الرزاق عبد المحسن البدر، دراسات في الباقيات الصالحات، صفحة 49. بتصرّف.
  10. سورة الحجر، آية:77-79
  11. "من فضائل التسبيح"، الألوكة.
  12. سورة الصافات، آية:143-144
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:2137، حديث صحيح.
  14. عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، دراسات في الباقيات الصالحات، صفحة 42. بتصرّف.
  15. محمد بن إسحاق، التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه، صفحة 487. بتصرّف.
  16. محمد بن إسحاق، التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه، صفحة 492. بتصرّف.
  17. محمد بن إسحاق، التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه، صفحة 501-503. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:738، حديث صحيح.
  19. محمد بن إسحاق، التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه، صفحة 393-394. بتصرّف.
  20. سورة النصر، آية:3
4335 مشاهدة
للأعلى للسفل
×