محتويات
الأكل والشرب بشكل عامد
ما حكم الإفطار في صوم التطوع؟ وما هي مبطلات الصيام؟ يجيب هذا المقال عن هذه الأسئلة بالتفصيل.
هل يُنقض وضوء من أكل متعمدًا في صيام النفل؟
يعدّ الأكل والشرب عمدًا من المسلم الصائم في نهار رمضان سببًا لنقض الصيام، سواء أكان ذلك في صيام الفرض أو النافلة، وهذا بإجماع الفقهاء.[١]
نية الإفطار
ماذا قال الفقهاء في نية الصائم للإفطار؟
تعددت آراء المذاهب الأربعة في صحّة صوم من نوى الإفطار أثناء نّهار صيامه، وفيما يأتي ذكرها:[٢]
- المذهب الحنفي والمذهب الشافعي: ذهبوا إلى أنّه لو نوى المسلم الإفطار أثناء النهار، فلا يُنقص صيامه، وصيامه يعدّ صحيحًا.
- المذهب الحنبلي والمذهب المالكي: قالوا بأنّ نية الإفطار في أثناء النهار، منقضة للصيام، لأنه قطع لنيّة الصوم بنيّة الإفطار.
الاستمناء "العادة السرية"
هل للأستمناء أثر على صحّة الصيام؟
ذهب كل من المذهب الشافعي والمالكي والحنبلي وعموم الحنفيّة على أنّ الاستمناء يبطل صوم المسلم، وذهب أبو القاسم من الحنفيّة إلى أنّ الاستمناء باليد غير مفطر، لعدم اجتماعه مع الجماع صورةً ومعنًى.[٣]
وأمّا فيما يترتب عليه من الكفارة، فذهب كل من الشافعيّة والحنفيّة وفي قول عند المالكيّة أنّه لا تجب عليْه الكفّارة، ومعتمد المالكيّة ورواية عند الإمام أحمد بن حنبل على أنّه تجب عليه الكفّارة.[٣]
وذهبت دائرة الإفتاء الأردنية إلى أنه يفطر وعليه قضاء ذلك اليوم.[٤]
الجماع بشكل عامد
ماذا يترتب على صيام المسلم إن جامع زوجته عمدًا؟
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الجماع من المسلم الصائم بتعمّد أثناء نهار الصوم منقض لصيامه، سواء للزوجة أو الزوج، وسواء أكان الصيام فريضة أم نفلًا.[٥]
دخول شيء إلى الجوف من منفذ مفتوح
ماذا يترتب على المسلم الصائم إن دخل شيء لجوفه من منفذ مفتوح؟
يعدّ دخول شي إلى الجوف من المنافذ المفتوحة من مبطلات الصوم، والّتي تعدّ موصلة الغذاء والشراب من الخارج إلى داخل الجوف، وهذا الشرط عند المذهب المالكي والمذهب الشافعي، إّلا أنّ المذهب الحنبلي اشترط وصول شيء للجوف دون النظر لطريقة دخوله، سواء أكان من المنافذ المفتوحة أم من غير طريق.[١]
التقيؤ عامدًا
ماذا يترتب على من تقيّأ عامدًا؟
ذهبت المذاهب الفقهيّة لفساد صوم التقيؤ عن عمد، لكن فصلوا في ما يترتب عليه، وفي ضابط القيء، على الأقوال التالية:
- المذهب المالكي: قال المالكيّة بفساد صوم من تعمّد القيء، إن لم يبتلع شيئًا من قيئه، أمّا إن بلع شيئًا منه فيترتب عليه في هذه الحالة القضاء والكفّارة، وذلك لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقضِ).[٦][٧]
- المذهب الحنفي: قالوا بفساد صوْم من تعمد القيء أثناء صيامه، إلّا إن أبا يوسف من الحنفيّة قيد شرط فساد الصوم بأن يكون القيء ملؤ الفم، وإن لم يكن ملء الفم، فصومه يعدّ صحيحاً.[٨]
- المذهب الحنبلي: قالوا بفساد صوْم من تعمّد القيء أثناء صيامه.[٩]
وذهبت دائرة الإفتاء الأردنية إلى أن التقيّؤ عامدًا يفسد الصيام.[١٠]
الإغماء طول النهار
ما حكم صيام من أصابه الإغماء طول نهار الصوْم؟
ذهب المذهب الحنبلي وهو قول عند المذهب الشافعي إلى أن الإغماء مانع من صحّة الصوْم،[١١] وإذا طرأ على المسلم حالة إغماء ولم يفق إلا بعد غروب الشمس ذلك اليوم، فقد قال جمهور الفقهاء بعدم صحة صومه، إلّا أن المذهب الحنفي قال بصحّة صومه؛ لوجود النيّة.[١٢]
الجنون المطبق
هل يصح الصيام في حالة الجنون المطبق؟
اتّفق الجمهور على أنّ الجنون المطبق منقض للصيام، فلا يجب الصيام على المجنون؛ وذلك لانتفاء العقل، الذي هو شرط لصحة العبادة من المسلم.[١١]
الردة
هل تعدّ الردة منقضة لصيام التطوّع؟
اتفق جمهور العلماء على أنّ الردة أثناء الصوم أو بعد نيّة الصوم؛ منقضة للصيام.[١٣]
حالات اختُلف بتأثيرها في صيام التطوع
هناك بعض الحالات لم يحصل فيها اتفاق بين المذاهب في تأثير حكمها على الصائم، وهي:
الإغماء ببعض حالاته
من طرأ عليه إغماء أثناء صومه، ثم أفاق خلال النهار، صحّ منه الصوم، لتحقق شرطي الإمساك والنيّة، إلّا أنّه في قول آخر عند الشافعيّة بأنّ الإغماء يضر مطلقًا طالت المدة أو قصرت.[١٤]
الحجامة
تكره الحجامة للصائم، وذهب جمهور الفقهاء على أنها لا أثر لها على الصيام، وقول المذاهب الأربعة فيها ما يأتي:[١٥]
- المذهب الحنفي: ذهبوا إلى أنّه لا حرج فيها، أمّا إذا خشي المسلم بسببها ضعفًا فإنّها تصبح مكروهة.
- المذهب الشافعي: قالوا باستحباب تجنّبها للصائم، فقال الإمام الشافعي في كتابه الأم؛ بأفضلية ترك الصائم للحجامة عن الإتيان بها.
- المذهب المالكي: قالوا بحرمتها، إن كان هناك شكّ بعدم سلامتها للمسلم حرمَت، أّما إذا علم بسلامتها للمسلم -المريض والصحيح- جازت.
- المذهب الحنبلي: قالوا بإفساد الحجامة للصوم، استدلالاً بحَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَال: (أفطَر الحاجمُ والمحجومُ).[١٦]
الجنون العارض
لا يصحّ الصيام من المجنون؛ وذلك لزوال العقل منه، إذ إنّ العقل شرط لصّحة العبادة من المسلم، قال النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (رُفِعَ القَلَمُ عن ثلاثةٍ: عَنِ النَّائِمِ حتى يستيقِظَ، وعن الصبيِّ حتى يكبَرَ، وعن المجنونِ حتى يعقِلَ).[١٧]
وفي حالة أن أفاق المسلم من حالة الجنون في نهار اليوم، ذهب الحنفيّة وفي رواية عن الإمام أحمد إلى وجوب الإمساك عن مفسدات الصوم بقيّة اليوم، لأنّه بإفاقته تصح منه العبادة، إلّا أنّه لا يلزمه القضاء.[١٨]
وفي حالة أنّه يصيبه الجنون أحيانًا ويفيق احيانًا فيصوم حال إفاقته، ولا يلزمه حال جنونه، وفي حال إذا كان صائمًا فطرأ عليه جنون عارض، فلا يلزمه الصيام، ولا يترتب عليه القضاء.[١٨]
وفي حالة أنّه لم يفق المسلم الصائم إلا بعد غروب الشمس أو بعد انقضاء أيام من شهر رمضان، فصيامه لا يصح منه ولا يُقبل، إذ أنّه ليس أهلًا للعبادة، لانتفاء العقل منه، وهو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعيّة والحنابلة..[١٨]
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 30-31. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 27. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 100. بتصرّف.
- ↑ "العادة السرية في نهار رمضان "، دائرة الإفتاء الأردنية ، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 59. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن دقيق العيد، في الإلمام بأحاديث الأحكام، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم:1/348، صحيح على طريقة بعض أهل الحديث.
- ↑ كوكب عبيد، كتاب فقه العبادات على المذهب المالكي، صفحة 309. بتصرّف.
- ↑ نجاح الحلبي، كتاب فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ سعاد زرزور، كتاب فقه العبادات على المذهب الحنبلي، صفحة 395. بتصرّف.
- ↑ "أحكام الصيام"، دائرة اإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 26/2/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 103. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 76-80. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتية، صفحة 269. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 69-71. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن رافع بن خديج، الصفحة أو الرقم:3535، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:142 ، صحيح.
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 289-291. بتصرّف.