مفهوم أدب الرحلات

كتابة:
مفهوم أدب الرحلات

فنون الأدب العربي

تعدُّ اللغة العربية من أكثر لغات العالم فَصاحة، وتتميّز باتساع معجمها اللغوي، ووجود العديد من الكلمات المترادفة والمتقابلة، كما يعد الأدب العربي من أكثر أنواع الأدب العالمي ثراءً، وذلك بوجود العديد من الأعمال الأدبية النوعيّة في كلّ جنس من الأجناس الأدبيّة المختلفة، ويشمل ذلك الشعر المكتوب باللغة العربية على اختلاف العصور والأجيال، إضافةً إلى النثر، والأدب القصصي، والأدب المسرحي، والنقد الأدبي، والأعمال الروائية على اختلاف توجهاتها ومحاورها، كما يعدّ أدب الرحلات من أبرز أنواع فنون الأدب العربي، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن مفهوم أدب الرحلات. [١]

مفهوم أدب الرحلات

يُطلق مفهوم أدب الرحلات على ذلك النوع من الفنون الأدبيّة الذي يهتمّ بالانطباعات الصادرة عن المؤلف من خلال ما يقوم به من رحلات إلى البلدان على اختلاف الغايات التي حدثت من أجلها هذه الزيارات، ويترك هذا الفن من الفنون الأدبيّة لدى القارئ انطباعًا عن الآثار التي يحتوي عليها المكان الذي يتم زيارته من خلال توثيق ذلك في النصّ الأدبي لينتج ما يعرف بالآثار الأدبية، كما يصف الكاتب في مؤلفات هذا النوع من الفنون الأدبية ما تقعُ عليه عينه من تصرفات الناس وعاداتهم وما هم عليه من سلوكيات في التعامل مع من يقابلهم، كما يأتي على ذكر الأحوال المعيشيّة والأنماط الاجتماعية والاقتصادية للبلدان التي يتم زيارتها، كما كان لأدب الرحلات دور هام في الدراسات التاريخية المقارنة. [٢]

أدب الرحلات قديمًا وحديثًا

كان أدب الرحلات فيما مضى مرتبطًا بالرحالة المسلمين، حيث كانوا يعمدون إلى تدوين رحلاتهم سواء كان ذلك برغبتهم الشخصية، أم برغبة أصدقائهم، أو لما يطلبه الحكام من الرحالة الذي يصلون إلى أماكن بعيدة، وكانت هذه المؤلفات تُفيد في إرشاد الناس عند وصولهم إلى المدن التي كُتبت فيها مدونات الرحالة، فتكون هذه المدونات بمثابة دليل لهم، أما في العصر الحديث فقد تغيرت العديد من المفاهيم المرتبطة بهذا النوع من الفنون الأدبية، وأصبح يُطلق عليه في بعض الأحيان الأدب السياحي.

وقد عملت بعض الظروف على تراجع هذا النوع من الفنون الأدبية بسبب سهولة الترحال واكتشاف المناطق وتوثيق كل ما يختص بها علميًا بأسلوب مرئي أو مكتوب أو مسموع.[٣] [٤]

خصائص أدب الرحلات

يتميّز هذا الفن الأدبي عن غيره من الفنون الأدبيّة الأخرى بوجود من مجموعة من الخصائص، وتجلّت هذه الخصائص فيما ورد عن أدباء الرحلات من مؤلفات كتبوها عند زيارتهم لبعض البلدان، ومن أهم هذه الخصائص ما يأتي: [٣]

  • الاعتماد على الحوار.
  • استخدام الأسلوب القصصيّ.
  • الاعتماد على الوصف بشكل كبير لإيضاح تفاصيل الأماكن التي يتم زيارتها.
  • خلط الجدّ بالهزل وشيوع عنصر الفكاهة في النصوص الأدبية للرحلات.
  • تضمين الشعر وبعض آيات القرآن الكريم في نصوص الرحلات ليتمّ من خلالها التأكيد على ما يصفه الكاتب.

كتب أدب الرحلات

هناك العديدُ من المؤلفات التي تناولت أدب الرحلات، حيث عمد مؤلفوها إلى ذكر صفات مجموعة من البلدان التي تمت زيارتها من قبلهم، ومن أهم كتب هذا الفن الأدبي ما يأتي: [٥] [٣]

  • عجائب البلدان: لأبي دُلَف الينبوعي الذي ولد في عام 305 هجري وتوفي عام 385هجري.
  • المعرب عن بعض عجائب المغرب: لأبي حامد الغرناطي الذي ولد عام 473 وتوفي عام 565هجري.
  • عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: للقزويني الذي ولد عام 605 هجري وتوفي عام 682هجري.
  • خريدة العجائب وفريدة الغرائب: لابن الوردي الذي توفي 749هجري.
  • تحفة النظّار وغرائب الأمصار وعجائب الأسفار: لابن بطوطة الذي ولد عام 703 وتوفي عام 776هجري، ويعد هذا الكتاب من أشهر الكتب لأدب الرحلات والذي روى فيه كاتبه ما شاهده في بلدان القارة الإفريقية، كما بيّن في هذا الكتاب العديد من العادات في المجتمع الهندي.

المراجع

  1. الأدب العربي, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرف
  2. أدب الرحلات, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرف
  3. ^ أ ب ت أدب الرحلات, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرف
  4. مدخل إلى (العجائبية في أدب الرحلات), ، "www.diwanalarab.com"،اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرف
  5. مدخل إلى (العجائبية في أدب الرحلات), ، "www.diwanalarab.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرف
5346 مشاهدة
للأعلى للسفل
×