مفهوم التقوى في القرآن الكريم

كتابة:
مفهوم التقوى في القرآن الكريم

مفهوم التقوى في القرآن الكريم

التقوى من أعلى مراتب عبادة الله -سبحانه وتعالى-، فهي معنىً جامع لكلِّ شيءٍ حَسَنْ، وتعني أن يُطيع العبد الله -تعالى- رجاء ثوابه، وأن يترك معصيةَ الله خوفاً من عقابه، وهي كذلك أن يجعل العبد بينهُ وبينَ ربّه وقايةً من غضبهِ وسخطه، فيكون حال الإنسان بين جناحين، جناح الخوف والرجاء.[١]

وقد ورد مصطلح التقوى في القرآن الكريم في العديد من المواضع بمعانٍ عديدة، ومنها ما يأتي:[١][٢]

  •  قال الله -تعالى-: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾،[٣] ومعنى التقوى هنا هي العمل بطاعة الله -تعالى-، وجاء هذا في أكثر من عشرة مواضع من القرآن الكريم.
  • قال الله -تعالى-: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾،[٤] ومعنى التقوى في هذا الموضع أي ترك المعاصي والابتعاد عن الفواحش.
  • قال الله -تعالى-: (ذَلكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[٥] وجاءت في هذا الموضع بمعنى الإخلاص.
  • قال الله -تعالى-: (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾،[٦] وجاءت في هذا الموضع بمعنى الخوف من عذاب الله -سبحانه وتعالى-.
  • قال الله -تعالى-: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)،[٧] وجاءت هنا بمعنى الرحمة من الله -سبحانه وتعالى-.
  • قال الله -تعالى-: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)،[٨] ومعناها في هذا الموضع عبادة الله وتوحيده وطاعته.

علامات التقوى

إن للتقوى علامات يُستدل بها لمعرفة حال التقوى في قلب كل امرئٍ مسلم، وقد ذكر الإمام مالك بن أنس هذه العلامات، حيث قال: "بلغني أن رجلًا من الفقهاء كتب إلى ابن الزبير يقول: ألا إن لأهل التقوى علامات يُعرفون بها، ويَعرفونها من أنفسهم: من رَضِيَ بالقضاء، وصَبَرَ على البلاء".[٢]

وأكمل في العلامات فقال: "وشَكَرَ على النَّعماء، وصَدَق في اللسان، ووفَّى بالوعد والعهد، وتلا أحكام القرآن، وإنما الإمام سوقٌ من الأسواق، فإن كان من أهل الحق حَمَل إليه أهل الحق حقَّهم، وإن كان من أهل الباطل حَمَل إليه أهل الباطل باطلهم".[٢]

ثمرات التقوى

إن للتقوى ثمرات يجنيها المُتقي في الدنيا والآخرة، ومن هذه الثمار ما يأتي:[٩]

  • معيّة الله مع المتقين

قال الله -عز وجل-: (وَاتَّقُواْ الله وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله مَعَ الْمُتَّقِينَ)،[١٠] وقال أيضاً: (إنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ).[١١]

  • تيسير السُبُل في طلب العلم والانتفاع به

وذلك بقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَاتَّقُواْ الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).[١٢]

  • تحصيل الأجر والثواب العظيم

وتكون دار المتقين هي القرار يوم القيامة وذلك بقوله -تعالى-: (وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ).[١٣]

  • المتقون تقرّب لهم الجنة

قال الله -عز وجل-: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِين)،[١٤] وقال -سبحانه-: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ).[١٥]

المراجع

  1. ^ أ ب "التقوى"، اسلام ويب. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "تعريف التقوى "، الالوكة.
  3. سورة ال عمران، آية:50
  4. سورة البقرة، آية:223
  5. سورة الحج، آية:2
  6. سورة المائدة، آية:2
  7. سورة الاعراف، آية:156
  8. سورة النحل، آية:2
  9. [سعيد بن وهف القحطاني]، نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 19-22. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية:194
  11. سورة النحل، آية:128
  12. سورة البقرة، آية:282
  13. سورة النحل، آية:30
  14. سورة الشعراء، آية:90
  15. سورة ق، آية:31
5612 مشاهدة
للأعلى للسفل
×