مفهوم التجديد

كتابة:
مفهوم التجديد

التجديد

يمثل مفهوم التجديد الوحدة الأساسيّة لكلِّ نظامٍ معرفي ومنظومةٍ فكريّة، والتي من شأنها التعبير عن نظريّةٍ أو موقف أو أحد جوانب الفكر المستقيم. ينشأ هذا المفهوم نتيجةً للدوافع النفسيّة وآليّات التفكير والتوجّه العقلي، إضافةً لمقتضيات وحاجيّات وظروف البيئةِ الخارجيّة.


يمثل مفهوم التجديد أحد المفاهيم التي تتردد بكثرة في الفكر المعاصر العربي والإسلامي، إضافةً إلى الفكر الحديث والفكر الغربي، وذلك منذ قرنين من الزمان وتحديداً بعد بروز العديد من المفاهيم كمفهوم الإصلاح والنهضة والثورة والتغيير ..الخ، وتظهر العديد من تلك المفاهيم وتختفي وفقاً للظروف الاجتماعيّة والتيارات الفكريّة السائدة، إضافةً إلى أنظمة الحكم السياسي في المجتمعات والصراعات الدائرة.


اهتمّت الدراسات والأبحاث منذ القدم بأسس وشروط بناء مفهوم التجديد، وتكمن أهميّة بناء هذا المفهوم في أهميّة البناء والإنتاج المعرفي بشكلٍ عام، حيث إنّ المعرفة هي الغاية القصوى للمساعي البشريّة والمسار الطبيعي لوجودها، وقد ارتبطت بهذه المعرفة جميع الأبحاث العلميّة والفلسفيّة وغيرها على مر التاريخ.


مفهوم التجديد في العلم والفلسفة

تأخذ الأبحاث في مجالي الفكر والفلسفة على مرّ العصور شكل التجديد الإبستيمي – النظام المعرفي عند كانت وتعني الطريقة أو المنهج المتبع لمعرفة واكتساب الحقيقة بعيداً عن الخرافات – لعددٍ من التصوّرات والمفاهيم منذ بداية الشروع في عمل البحث، وذلك عن طريق تأسيسه وتأصيله للمسار، ثمّ ضبط وتحديد مجال الموضوع والغاية والمنهج، يليه البيان للمضمون من خلال توضيح معالمه، والعمل على تجنب الخلط في المفاهيم في سبيل تفادي الغموض لدى الدارس أو الباحث.


يوجد لكل منهج من مناهج البحث أو الدراسة في أيِّ حقلٍ من الحقول - سواء كانت نظريّة أو تطبيقيّة أو كلاهما معاً - بناء مفاهيمي إبستيمي، فالبعض من مكوناته يعتبر أساسيّاً. تعتبر فلسفة التجديد والإصلاح عند البعض مبنيّةً على أساس المفاهيم الإبستيميّة، بحيث تتمحور حول تجديد الفكر الديني وإصلاحه.


تعريفات أخرى للتجديد

التجديد باللغة الفرنسيّة

يعني استبدال شئٍ قديم وإنشاء آخر جديد، والتجديد هذا إما أن يكون مادياً كتجديد المسكن والملبس، أو معنوياً كتجديد طرق التعليم أو المنهج الفكري.


يعتبر التجديد مذموماً في المجتمعات شديدة التعلّق بعاداتها وتقاليدها كالمجتمعات الزراعيّة، ويعتبر محموداً في المجتمعات التي تقدّس روح الابتكار والاختراع كالمجتمعات الصناعيّة.


أما أندريه لالاند فإنه يعرّف التجديد على أنه إنتاج شئٍ جديد، قد يكون هذا الشيء ماديّاً - كالهاتف والطائرة والمذياع والتلفاز - أو معنويّاً – كالعلوم والأبحاث والمناهج العقليّة – وهذا التجديد غير مرتبط بالإنتاجات الماديّة والفكريّة، وإنما تبديل الشئ القديم الذي وجب استبداله.


التجديد باللغة العربيّة

يكون التجديد في اللغة العربيّة بالأفكار أو الأشياء. والتجديد اصطلاحاً هو عبارة عن الفاعليّة الإنسانيّة التي مصدرها الفرد والمجتمع، ويقوم التجديد على مبارحة وضع الخمول والجمود والثبات، والسعي إلى النماء والنمو والتغيير الفكري والعملي، إضافةً إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة في شتّى مجالات الحياة.

3823 مشاهدة
للأعلى للسفل
×